السيمر / الاثنين 22 . 05 . 2017 — قرأ الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانيّة، أبعاد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية، وفنّد خطابه الذي رأى فيه كمًّا من التضليل والنفاق والإزدراء.
ولفت فيسك الى أنّ ترامب الذي لطالما وصف بعض الأقلام الصحافية بـ”الزائفة”، ألقى الأحد خطابًا زائفًا أمام القادة العرب في الرياض. وكانت نتيجة إسترضاءه للمملكة صفقات أسلحة وهجوم على إيران، ما عكسَ ارتياحًا لدى مستقبلي الملياردير الأشقر.
وقال فيسك إنّ ترامب حاولَ تجنّب إستخدام تعبير “الإرهاب الإسلامي الراديكالي”، واستبدله بـ”التشدد الإسلامي”، إلا أنّه حمّل مسؤولية العنف للملسمين، باعتبار أنّه “ظاهرة إسلاميّة”. ولم يرد في خطاب ترامب أي كلام يتضمّن اعتذارًا للدول الإسلامية، بسبب عنصريته وخطاباته التي أطلقها ضد المسلمين العام الماضي.
كذلك فقد حمّل ترامب إيران مسؤولية تأجيج العنف الطائفي، إلى جانب تنظيم “الدولة الإسلاميّة”، متجاوزًا الإيرانيين بعد يوم واحد من إنتخابهم الرئيس الإصلاحي حسن روحاني وما يمثّله من إنفتاح. وهنا يرى فيسك أنّ ترامب خدعَ الجميع وكان ينافق عندما قال إنّه “ليس في السعودية ليُحاضر”ـ وتابع: “مع إدانته للأعمال الإيرانية وطلب عزل إيران، أكبر بلد شيعي في الشرق الأوسط، باتهامه بأنّه النظام الذي يتحمّل المسؤولية الأكبر عن عدم الإستقرار ، وبذلك يكون قد أدان حزب الله والحوثيين في اليمن”.
واستغرب فيسك توقيع ترامب عقود تسليح بقيمة 110 مليارات دولار مع السعودية، وكشف الرئيس الأميركي عن مناقشة “شراء قطر الكثير من المعدات العسكرية الجميلة، لأن أحدًا لا يصنعها كالولايات المتحدة”، وسأل فيسك كيف يقول ترامب هذا الكلام قبل لقائه المرتقب مع البابا فرنسيس، الذي اتفق مع شيخ الأزهر خلال زيارته القاهرة منذ أسبوعين على أنّ “زيادة التسليح لحماية أنفسنا أمر لا ينفع، ويجب أن نكون صانعي سلام لا أن نعمل على إثارة النزاعات ونشر الدمار”.
كذلك، فالإصلاحات التدريجيّة التي تحدث عنها الرئيس الأميركي، تعني أنّ الولايات المتحدة لن تقوم بشيء من أجل حقوق الإنسان ولن تتخذ خطوات للحؤول دون وقوع جرائم ضد الإنسانية، ما عدا مواجهة ما ترتكبه إيران، سوريا العراقيون الشيعة، حزب الله والحوثيون. وانتقد فيسك بشدّة عدم فتح صفحة جديدة مع المسلمين، فتهجّم ترامب على الشيعة والسعي لعزلهم يعكس نواياه، مقابل إقامة علاقات مع الدول الإسلاميّة لعقد صفقات بمليارات الدولارات.
ولفت فيسك الى ما قاله ترامب عن “أننا نتشارك مصالح وقيمًا مشتركة مع السعوديين والزعماء الإسلاميين”، وعلّق على هذا الكلام بالقول: “ما هي حقيقة هذه القيم على الأرض؟ فماذا سيتشارك معهم غير بيع الأسلحة والنفط؟”.
ورأى الكاتب البريطاني أنّ سعي الولايات المتحدة إلى إنشاء حلف شرق أوسطي، سببه هو أنّ الإدارة الأميركية الجديدة لن تتجه نحو هدر دماء جنودها، كما فعلت في العراق وأفغانستان، بل ستترك العرب يتقاتلون فيما بينهم بعد حصولهم على الأسلحة الأميركية.
وحذّر فيسك من أنّ ترامب الذي تحدث عن السلام، فقد كان في الواقع يحضّر العرب لحرب سنية – شيعية. وختم قائلاً: “الزعماء العرب صفقوا للرئيس الأميركي عندما أنهى خطابه الزائف. لكن السؤال هل فعلاً فهموا ما تنذر به كلماته؟”.