السيمر / الأربعاء 02 . 08 . 2017 — كتب الفريق اول ركن متقاعد وفيق السامرائي المادة التالية حول احداث الكويت التي جرت منذ يوم احتلال العراق للكويت في 02 . 08 . 1990 ، على صفحته في الفيسبوك .
……………………..
في مثل هذا اليوم:
يوم ( النداء) لغزو الكويت تجسيد حي لكارثية التفكير الاستراتيجي لصدام.. وهل تتكرر تجربة في مكان آخر؟
2/8/2017
التقدير الاستبدادي السيء، والحقد التاريخي الموروث، وحب الزعامة، ودفع أطراف خليجية..، عوامل قادت إلى حرب إيران الكارثية، التي قادت أوهام النصر فيها وغرور القوة والفشل المالي إلى أسوأ قرارات الغدر والغباء الاستراتيجي بغزو الكويت.
قبل الغزو، كانت مسؤولياتي باتجاه خارجي آخر، واستعانوا بي بعد احتلال الكويت رغم خلافات حادة لتولي ملف استخبارات الحرب القادمة حتما.
تصرفنا بانصاف ودقة ولم نجامل أبدا في تقديراتنا ضمن مسؤوليات دونها ثقل الجبال، وكان صدام يُستفز من بعض تقديراتنا وقراءاتنا لخطورة الموقف، وكان يرد علينا بتعليقات غضب حادة، لكنه كان مضطرا لقراءة ما قد أيقن في داخله أنه صحيح.
قبل أربعة أيام فقط من بدء عاصفة الصحراء شرحت له منفردا الموقف الاستراتيجي بما يدل على أن العراق سيخسر الحرب قطعا إذا لم ينسحب.
ولو لم تكن تقديراتنا صائبة لأُلقيت علينا مسؤولية الكارثة ولما كنت موجودا لأكتب هذا الآن.
وبعد أن نشبت حرب عاصفة الصحراء وبدء استنزاف القوات بضربات جوية مستمرة وتدمير البنى التحتية وردا على مطالعة موجزة عن سير الموقف علق صدام عليها بالنص ( إنكم تتصرفون وكأنكم تجار سلاح وتروجون للأسلحة الغربية، سيكون النصر حليفنا). هكذا كان يذهب في تصوراته فيما كانت القوات العراقية تعيش مرحلة انهيار والبلد على وشك الانهيار، لكننا بقينا نكتب بأمانة عن رؤيتنا.
إنه الزمن السيء الذي وصل فيه العراق إلى ما هو عليه.
….
والآن نلاحظ انفتاحا كويتيا عراقيا صحيحا وصادقا طيا لصفحة الماضي الأليم، حيث تتبع الكويت سياسة النأي بالنفس عن التوترات الإقليمية والعربية والخليجية ما جعلها حالة مميزة وهذا يعود إلى حكمة الأمير الشيخ صباح صاحب أكبر تجربة دبلوماسية.
فهل تتكرر تجربة الغزو مرة أخرى في مكان آخر خليجيا؟
كلا إنها خطيئة كبرى الحقت دمارا هائلا في العراق والمنطقة ولن تتكرر.
غير أن الخطيئة قد تحدث في شمال العراق، إذا لم يتراجع مسعود عن أوهامه واستبداده الفارغ ويتراجع كما هو معتاد على الخذلان، فالمنطقة لا تزال مضطربة.