الرئيسية / مقالات / الحكمة تأريخ وتطور

الحكمة تأريخ وتطور

السيمر / الخميس 24 . 08 . 2017

سلام محمد العامري

قال الكاتب والسياسي الفرنسي, ألفونس دي لا مارتين:” التاريخ يُعَلِّمُ كل شيء, بما فيه المستقبل”.
كل طريق له بداية, وكل فِكرٍ لَهُ قواعد يعتمد عليها, في توضيح ما يعتمد عليه لبنائه الحاضر, سعياً لتوضيح تطلعاته المستقبلية, وليس من الحكمة ترك التأريخ, فهو يمثل الركيزة الأساسية, التي يعتمد عليها بالتطور.
كمجتمع شرقي إسلامي, فهناك تأريخٌ ثَرٌ, باستطاعة من يريد أن ينهل منه, كثيرا من الأفكار الغنية بالتطور, ولا يُستثنى من ذلك, ناحية من نواحي الحياة, ولكن هذا العمل يحتاج للحكمة, في معرفة كيفية الاستفادة من التأريخ, والاعتماد على أصالة الأفكار, وبما أن الدين الاسلامي, هو خاتمة الأديان, نراه يعاصر كل العصور, مع عدم إهماله للتأريخ.
قالت الأديبة الأمريكية بيرل باك:” لو أردت فهم الحاضر فادرس الماضي”, دراسة التأريخ بموضوعية, تمكن الباحث من الانطلاق, نحو فكرةِ بناء الحاضر, بأساسٍ من التجارب الرصينة, واضعا التطوير نصب عينيه, لوضع خطط بناء المستقبل, على أن لا أن يكون اِعتمادَ التأريخ, قوقعة مغلقة ينفرد بها, أصحاب الفكر المتجمد, فينظر لما حوله بجمادٍ, لا حياة متجددة فيه, ليموت ذلك الفِكر تحت تلك القوقعة.
هناك تَدرجٌ حصل في بعض التنظيمات السياسية, والفكر الأصيل ذي التأريخ, نَراه دائم التطور, عكس تلك الأفكار الحديثة الفاقدة للتأريخ, ولو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر, تشكيل تيار الحكمة الوطني, بعملية استقراءٍ لتأريخ أفكاره, نجد أنَّ هناك تأريخٌ, زاخِرٌ بالجهاد, فقد اعتمد الدين الإسلامي كأساس, وهذا ما جاء في صدر بيان التأسيس.
الاعتماد على الفكر الاسلامي, برؤية منفتحة على الآخرين, ليست منغلقة على المسلمين فقط, تُمكن المجمع من التعاون والعمل على التطور, واستقطاب كل الطاقات, باستنهاض الفكر الشبابي الواعي, قد يقول بعض المتشائمين, أنَّ ذلك من المستحيل, فلا يمكن لتيارٍ واحد, جمعَ كل أطياف الشعب العراقي, لكثرة تنوعها وتَشَعب تلك الانتماءات.
عند الرجوع للتأريخ الاسلامي, نَجد قاعدة رائعة في حكمة التعامل, تَصلح ان تكون عالمية, وليست على نطاق حدود العراق, فقد قال أمير المؤمنين, علي بن أبي طالب عليه السلام:” الناس صنفان إما أخ لك في الدين, أو نَظيرٌ لك في الخلق”.
قال أحد الحكماء:” يجب أن نتعلم كيف نعيش معاً كإخوة, أو نهلك جميعا كالحمقى”, فالعيش كأخوة يمكن الجميع من البناء, فكل طيف عراقي له تأريخه المنفصل, الذي لو اتحد لأصبحَ أمة متكاملة.

اترك تعليقاً