السيمر / الخميس 31 . 08 . 2017
أياد السماوي
منذ إعلان رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني عن عزمه إجراء الاستفتاء الخاص بالانفصال عن العراق في 25 / أيلول القادم وحتى هذه اللحظة , تصاعدت وتيرة التهديدات والتصريحات العنصرية الشوفينية المعادية للعراق وشعبه , حتى وصلت الوقاحة أن يعلن قياديا في التحالف الكردي بأنه لا يتشرّف بالانتماء للعراق وحمل جنسيته , وفي ظل هذه الأجواء الملبدّة بسعار التصريحات المعادية للعرب بشكل عام وللوطن العراقي بشكل خاص , يأتي قرار مجلس محافظة كركوك المخالف للدستور والقوانين النافذة ليجهز على جميع الآمال المعقودة لحل أزمة الاستفتاء التي أشعل مسعود شرارتها , ويهدد بحرب باتت وشيكة على الأبواب ستحرق الأخضر واليابس , حرب الخاسر الوحيد فيها هم أكراد العراق ولا أحد سواهم , فالسلام والرفاه والأمن الذي تحقق في ربوع كردستان , وهذا البناء الذي أنجز بأموال نفط البصرة بعد سقوط نظام صدّام المجرم حليف مسعود , قد أصبح اليوم مهدد بفضل السياسات العنصرية التي اتبعها مسعود وعصابته الخارجة عن القانون .
يا أبناء شعبنا الكردي .. أنّ مسعود وعصابته الخارجة عن القانون يقودونكم إلى الهلاك والدمار , وما يقوم به مسعود من تصعيد خطير على الأمن في العراق والمنطقة , سيعيدكم إلى أيام الجبل والبرنو , يوم كانت الكهوف والمغارات مساكن مسلحيكم , أيها العقلاء من أبناء شعبنا الكردي .. إنّ قرار مجلس محافظة كركوك هو بمثابتة إعلان الحرب على العراق ونظامه السياسي القائم ودستوره , ولذا فإنّ تبعات هذا القرار الخطير يتحمّل مسؤوليته مسعود وحزبه والمنشقين من الاتحاد الوطني الكردستاني الذين خرجوا على طاعة زعيمهم التاريخي مام جلال وارتموا بأحضان مسعود وعصابته .
يا أبناء شعبنا الكردي .. إنّ أبناء العراق الذين تصدّوا للديكتاتورية وحاربوا الإرهاب وقضوا عليه , لن تخيفهم تهديدات مسعود وعصابته , ولن تثنيهم عن الدفاع عن وحدة العراق وترابه الوطني , وليفهم مسعود وعصابته وكل الانفصاليين , أنّ كركوك هي العراق بماضيه وحاضره ومستقبله , ومن يريد أن يرسم حدوده بالدم , فليتحمّل وزر هذا الدم , أيها الغيارى من أبناء شعبنا الكردي .. لا تسيروا وراء مسعود ولا تغرّنكم ادعاءاته الكاذبة ولا تركنوا لمخططات أسياده الصهاينة , وتذّكروا تأريخه المخزي يوم تحالف مع المقبور صدّام قاتل الأكراد والعراقيين في حربه ضد خصمه اللدود جلال الطالباني حين أدخل قوات الحرس الجمهوري إلى أربيل , واعلموا أنّ شعب العراق الممتّد بحضارته إلى عمق التأريخ والذي بنى أكبر الحضارات في العالم , لم ولن تخيفه تهديدات من كان الجبل والكهف مسكنه , ومن لا يتشرّف بالانتماء للوطن العراقي , فليذهب إلى الجبل فلا مكان له بيننا …