السيمر / الخميس 07 . 09 . 2017
حسن حاتم المذكور
1 ـــ مسعود البرزاني يختنق في حصار نفسه, لا يعلم كم تبقى لديه من اوراق المناورة وهو الفاقد الشرعية على الصعيد الكردي وخارج الخدمة على الصعيد العراقي وفاقد الضرورة على الصعيدين الدولي والأقليمي, هارب للأمام بأتجاه الهاوية, يحاصره الحراك العراقي الذي سجل انتصارات على جبهات الأرهاب وعلاقات متوازنة مع محيطه الأقليمي والعربي ومكانة دولية رصينة, داخلياً تستعيد الوطنية العراقية ما خسرته في مراحل الأنفلات الطائفي القومي وتماسك وطني غير مسبوق بين مكونات المجتمع العراقي.
2 ـــ مسعود لا يستوعب, ان الزمن العراقي قد تجاوز الأختناقات الطائفية العرقية, وان ادواته اُستهلكت تماماً ولم تعد قادرة على جرح صخرة الواقع, مفردات الشحن القومي اصبحت وجه آخر للجهالة, التخبط العشائري حتى وان تقمص الحزبية والأنفعالات العائلية, لا يكفي للأفلات من قبضة المتراكم من الملفات الفاضحة, حتى وان تقاعس القانون فالمؤجل له ضريبته المباغته وهذا ما يُقلق مسعود حقاً, انه الآن مختنقاً بواقع وطني يلتف حول عنقه.
3 ـــ رعشة الأستفتاء احدى حصارات مسعود لنفسه, لا خيار له الا ان يكون اسيرها, هوس التصريحات والأكاذيب والوعيد الفارغ لا يمكن تمريره على الرأي العام الذي اصبح يقرأ حتى غير المكتوب من اوراقه , انه الآن (مسعود) يمضغ نقاط انهياراته وعدوى اورامه القومية التي اصابت جسد المجتمع الكردي في الصميم, سيتحمل اوجاع الجنرال فقراء الناس وضحايا الفساد والأرهاب القمعي, الواقع الكردي يحمل في ذاته ردة فعل وطنية ستكون آخر الطلقات في صدر مرحلة العائلة البرزانية وحزب عشيرتها.
4 ـــ كل شيء نافق في ترسانة المتعسكر مسعود البرزاني, انه لا يريد ان يرى نهايته وان الأبواب اصبحت مفتوحة لكامل الملفات, ربما يستطيع اجراء استفتاء في اربيل او دهوك فأدوات قمعه هناك نافذة لكنه لا يستطيع ان يُمسرح الواقع داخل المحافظات الشمالية الآخرى ويعلم ايضاً اذا ما اقترب من كركوك او ما يطلق بالمتنازع عليها سيحترق, الشعب الكردي على قناعة بمشتركاته مع المكونات الشقيقة في وطن واحد بعيداً عن ضريبة الألام خلف اوهام العشيرة.
5 ـــ سيناريوهات مسعود لا جديد فيها ولم تعد نافعة له, قد تلحق اضراراً بالأخرين وستكون حصة الشعب الكردي منها فاجعة غير مسبوقة, قد تتخاذل الحكومة الأتحادية (كعادتها) وتدخل معه في مساومات مقابل التراجع عن (مسرحية الأستفتاء) وتتكرم عليه ببعض المكاسب الشخصية مادية وسياسية وفي مقدمتها مساعدته على استعادة شرعيته رئيساً للأقليم وهذا ليس من اختصاصها, كما انها ليست بأستطاعتها ان تتجاوز الخطوط الحمراء لردة فعل عراقية, مسعود اذا ما فقد رئاسة الأقليم سيكون سقوطه نهاية لسلطة العائلة وحزب العشيرة حينها ستجرفه ملفات الفساد والأرهاب والقمع الداخلي الى جانب تاريخه (عائلة وحزب عشيرة) في خذلان الدولة العراقية.
6 ـــ الدولة العراقية هي ايضاً بحاجة للمناورة وكسب الوقت كي تستطيع معالجة نقاط ضعفها عبر تحرير الأرض واعادة اعمار المدن المنكوبة وعودة النازحين والمهجرين الى جاتب اعادة اصلاح التصدعات التي تعرض لها المجتمع العراقي نتيجة الأنفلات الطائفي القومي يرافق ذلك تحجيم نفوذ رموز مافيات الفساد, ان عبث مسعود لعب دوراً في اعادة تمتين النسيج الوطني بين المكونات العراقية واثر ايجاباً على تحسن العلاقات بين الأطراف التي تتشكل منها العملية السياسية رغم هشاشتها, كما ان الدولة بشكل عام لم تعانِ خللاً او ضعفاً او نقصاً في قواتها الأمنية والعسكرية لتأدية واجباتها في حماية العراق جغرافية وثروات وسيادة وهيبة دولة, نستطيع القول ان هناك حد مقبول من التوحد الوطني حول المصير الذي تهدده المشاريع الأنفصالية لمسعود البرزاني.
07 /09 / 2017