السيمر / الخميس 21 . 09 . 2017
اياد السماوي
كنت ولا زلت مؤمنا بشكل مطلق ومنذ أن أعلن مسعود بارزاني يوم الخامس والعشرين من أيلول موعدا لإجراء الاستفتاء الخاص باستقلال كردستان وانفصالها عن العراق ، أن الظرف الدولي والإقليمي والداخلي لا يسمح مطلقا بنشوء دولة لقيطة من شأنها أن تؤدي إلى تغيير خارطة المنطقة الجيوسياسية وتزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ، وكنت مؤمنا أيضا أن نشوء مثل هذه الدولة اللقيطة سيهدد الأمن القومي ليس للعراق فحسب ، بل لتركيا وإيران وسوريا ، وهذا التهديد الخطير لأمن دول الإقليم يشكل حياة أو موت لها ، ولا يمكن لإيران وتركيا أن تسمحا بتهديد أمنهم القومي ووحدة بلدانهم ، حتى لو وافقت كل دول العالم على استقلال كردستان ، وكنت ولا زلت مؤمنا أن قرار الاستفتاء لم ولن يمضي للآخر وأن مسعود أراد من هذا القرار إشغال الرأي العام الداخلي والخارجي بموضوع الاستفتاء وتحويل أنظار العالم عن موضوع رئاسته للإقليم بعد انتهاء مدتها منذ اكثر من سنتين ، كما أنه أراد من هذه الخطوة أن تكون سببا جديدا لابتزاز الحكومة العراقية وانتزاع ما يمكن انتزاعه منها من خلال تهديدها بالاستفتاء والانفصال عن العراق ، وكنت ولا زلت مؤمنا أن مسعود سيتراجع عن قرار الاستفتاء وبشكل مهين جدا للكرامة أمام التهديدات التركية والإيرانية ، وكنت مؤمنا جدا أن السحر سينقلب على الساحر وسيصبح مسعود في ورطة لا يعرف كيف سيخرج منها ، خصوصا بعد أن مضى بعنترياته الفارغة للحد الذي أصبح فيه التراجع عن قرار إجراء الاستفتاء عار ما بعده من عار ، وبدوري أقول لمسعود الآتي …
إذا أردت أن تتراجع عن قرار الاستفتاء وأنا واثق أنك ستفعل ، فالعمل الوحيد الذي سيبقي على كرامتك أمام أبناء شعبك الكردي هو الانتحار .. نعم الانتحار يا مسعود ، كن شجاعا وانهي حياتك بعز وكرامة كما فعل رئيس وزراء العراق في العهد الملكي عبد المحسن السعدون ، حتى يتذكرك أبناء شعبك الكردي بالرحمة كما يتذكر العراقيون عبد المحسن السعدون الذي انتحر لمجرد أنه غير قادر على تلبية رغبات العراقيين ، على أقل تقدير لتحضى بتمثال وشارع بأسمك في أربيل ، أمامك يا مسعود طريقان لا ثالث لهما ، أما أن تمضي في عنادك مثل صدام وتتهيأ للحرب مع تركيا وإيران والعراق وليحدث ما يحدث ، أو أن تتراجع وتجنب شعبك الكردي ويلات حرب باتت قاب قوسين أو أدنى ، لكن بعد أن تكتب وصيتك أمام العالم ، ولا بأس حتى لو كانت باللغة العبرية ، وتنهي حياتك بالطريقة التي أنهى بها السعدون حياته .