السيمر / الثلاثاء 24 . 10 . 2017
عبد الجبار نوري
توطئة/— قال رجل الأعمال الأمريكي( روس بيرون ) عندما أقوم ببناء وختمت فريق فأني أبحث عن أناس يحبون الفوز ، وأن لم أعثر على أحدٍ منهم ، فأني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة !؟
وما أثقل الهزيمة – وما أمرّها ، أنها عصية النسيان ومؤلمة بأستعمالها سياط الجلد الذاتي على تلك الجروح العميقة في وجدان الأمة ، وما أكثر ما هزمنا عبرتأريخنا المدمن على الهزيمة -ومع الأسف الشديد- أننا دجنا أنفسنا على قبول الهزيمة وشربنا مرارة كأسها حد الثمالة بهزيمة حزيران 1967 على مساحة الوطن العربي وختمتْ جلودنا وصادرت هويتنا ، وكذا في هزيمة الموصل في نكبة حزيران 2014 أمام برابرة التأريخ شذاذ آفاق عابري الحدود ، بغزوة سخيفة غير متكافئة جنودنا أكثر سلاحنا أوفر نفطنا أغزر . وألم نرضخ لجمهورية الخوف الصدامية لآربعين سنة عجاف ؟ وشاركنا في حروبه العبثية ؟ وأصبحنا شهوداً لخيمة سفوان الذل في عام 1991 !!!، وألسنا ذلك الشعب الذي قبل دخول المحتل لأراضيه المقدسة بأولياءه الصالحين وشواهده التأريخية ؟ وهي أول ظاهرة غير مسبوقة في عالم الحرية والتحرر : أن يهلل ويصفق الشعب لجنود المارينز وهم يدنسون أرض آباءنا وأجدادنا الذين
دفعوا فاتورتها بدمائهم في ثورة العشرين وأنتفاضة الجسر وأنتفاضة آذار، وبالتأكيد أن للهزيمة تداعيات مذلّة بتدجين أنفسنا وأفكارنا في قبول تدخل المحتل الأمريكي في أهانة سيادتنا ورموزنا الفكرية والسياسية والثقافية ، وأن يبث بجواسيسه في زوايا أزماتنا السياسية ويشعل الحرائق في عراقنا المأزوم أصلا أمثال ” زلماي خليل زاده” الذي يدسُ أنفهُ اليوم في أزمات العراق المأزوم بسبب حكومات الغفلة والمحاصصة ، ورصد الأعلام العراقي تدخلهُ في مسألة الأستفتاء مع الأقليم ليتصيّد في الماء العكر ويشعل الحرائق بأمر من أسياده في البنتاكون ، وكتب تحذير( فتنة) في يوم الأستفتاء في صحيفة نيويورك تايمز (أن حكومة المركزعلى رأسهم العبادي تخوض مغامرة مدعومة من جهات أجنبية لتأجيج الأزمات المتتالية في العراق ) !!! أليس في دم هذا المنافق الدجال جيناتٌ أفغانية من عصاة جبال ( توروبورو ) ومدينة الغزوات المتخلفة ( قندهار ) ؟!
الموضوع/من هو زلماي خليل زاده ؟!
هو سياسي أكاديمي أمريكي من أصل أفغاني ولادة 1951 أفغانستان فهومسلم بالهوية فقط أصلهُ مجوسي بهائي ، أشغل عدة مناصب بعد الأحتلال الجائر للعراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، فعمل هذا المحتل البغيض على تخريب العراق أرضا وشعبا عبر تعريضه إلى أبشع عمليات السطو وتدمير مؤسساته في حل جيشه وتخريب البنى التحتية والفوقية والأهم بأنهُ عمل على تدمير ” المنظومة الأخلاقية ” للمجتمع بتشجيعه للغوغاء والجهلة والشقاة على سرقة ممتلكاته وتراثه الحضاري وبشكلٍ ممنهج غير مسبوق في عالم الأستعمار والأستعباد ، فلأجل مواجهة تلك العاصفة الهوجاء والمدمرة التي أفتعلها هو بالذات الوحش الأمريكي لترجمة أرادة حليفه الأستراتيجي أسرائيل ، نصّب بوش اللص ” بريمر ” مندوباً غير سامياً على مقدرات العراق ففتح خزائن البلد وحولها إلى حسابه الخاص وحساب صقور الأحتلال ، ثم أسند سفارة الفتنة الأمريكية للحاقد البغيض والعميل زلماي خليل زاده سأضع أمامكم تأريخ هذا الرجل الأفغاني الأصل تاركاً لكم الحكم عليه —-
-تربى منذ الصغر وعمرهُ 16 سنة على مباديء المدرسة الأمريكية المبنية على المبدأ (الميكافيلي ) الغاية تبرر الوسيلة ، وثم يكفي أنهم خرجوه من جامعة شيكاغو معقل النظرية الشتراوسية الفاشية في آيديولوجية اليمين الأمريكي المتطرف والمتشدد .
– وفي الثمانينات نشط خليل زاده في تسليح القاعدة وعملاء السعودية من الأفغان ضد السوفييت ، وعمل كحلقة وصل بين الممولين الخلايجة والمجاهدين الأفغان- كما يسميهم داعش – وكذلك نقل المقاتلين من الباكستان إلى ساحات القتال ، فهو عميل ثلاثي ( أمريكي –أسرائيلي – سعودي ) فهو رجل مأجور .
بين الحومة- وهو عضو مؤسس لجمعية ( مشروع القرن الأمريكي الجديد ) الذي ينطلق من كره وعداء شديدين ضد العراق ، فكان لخليل زاده وأعضاء تلك الجمعية الشبابية المنفلتة عاملا فعالا ومباشراً في أحتلال العراق لأنهُ يعتبر من المخططين الأساسيين الأستراتيجيين لأحتلال العراق .
– شارك القادة الأمريكان سنة 1991 في التخطيط لحرب الخليج ، وثبت أن لهُ دور أستشاري وتحريضي في ضرب قطعات الجيش العراقي المنسحب من الكويت وهو في الأراضي العراقية والسماح لصدام أستعمال الهيليوكبترات لضرب الأنتفاضة الشعبانية في وسط وجنوب العراق بضراوة شديدة .
– وفي سنة 2000 أختاره ( دكجيني ) نائبا لرئيس القوات المحتلة وثم شغل منصب المساعد الخاص للرئيس ( بوش ) وكبير مستشاري الأمن القومي ، وفي 2003 حصل على تفويض أمريكي من الرئيس بوش مباشرة في التعامل مع المقاومة ضد المحتل ، فتعهد وأقسم بكسر ظهرها عند دخوله العراق ، تلك المناصب جعلت منهُ شخصاً مهماً فتدخل في أمور النفط والطاقة وبسبب ما يحمل من أمكانيات ذهنية وخبرات معرفية اعتبر من خبراء الأقتصاد في معرفة أحتياطي النفط في الشرق الأوسط وخاصة في مكامن نفط العراق ، حيث عمل كمستشار للطاقة لدى شركة ( شيفرون ) كما عمل مشرفاً لدى شركة النفط الأمريكية العملاقة (ينوكول ) ، ويملك 51 % من أسهم شركة ( هليربتون ) ولهُ بعض الأسهم في شركات الأتصالات الموبايل النقالة في العراق – لذا وضع أقتراحهُ أمام قادة الأقليم في حجب الأنترنيت عن الوسط والجنوب العراقي ( في وقت الأستفتاء ) – ومن هذا الوقت أصبحت لديه صداقات وأرتباطات مع قياديين في الحكومة وكذلك صداقة حميمة مع مسعود برزاني .
– بالرغم من كونه مسلماً بالهوية الأفغانية فقط بيد أنهُ يميل إلى المتشددين المسلمين ويتعاطف مع توجهاتهم ، وأنهُ أكثر المتصهينيين في الأدارة الأمريكية لأنهُ متزوج من عالمة الأجتماع اليهودية النمساوية الأصل ( شاريل بينارد ) ذات الأفكار الصهيونية ، لذا يعتبر من أكثر الداعمين للمجموعة اليمينية المتطرفة جداً في حزب الليكود الصهيوني ، ولهُ صوت مؤثر في الكونكرس الأمريكي بنسبة أكثر ملكية من الملك .
– ومن خلال تواجده الدائم في منطقة الخضراء فيها السفارة الأمريكية لعب دوراً مباشراً في رعاية المصالح الأمريكية ولعب دوراً مؤثراً في الكثير من الأزمات العراقية في تصعيدها وأشعال حرائقها منها تسهيل عملية أقتحام البرلمان العراقي ، وليس بعيداً أن أنصبتْ تأثيراتهُ على نجاح الأستفتاء .
كتب في 21 اكتوبر2017