السيمر / الخميس 14 . 12 . 2017 — تلقت ” جريدة السيمر الإخبارية ” البيان التالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) سورة آل عمران/صدق الله العلي العظيم.
الشهداء أمراء أهل الجنة
عندما نتحدث عن الشهداء في البحرين ، في ذكرى عيد الشهداء الأكبر من كل عام في 17 ديسمبر ، فإن الأقلام يجف مدادها خجلاً أمام عظمتهم ، عندما نبحر في متون وصاياهم ومفرداتها تنساب ريح هادئة من عالم آخر عرفوه حق المعرفة ، ولا مكان فيه للزيف والرياء ، فهم ضحوا بأنفسهم ودمائهم من أجل أن ترتوي شجرة الحرية والكرامة في البحرين ، في ظل كيان شمولي إستبدادي ديكتاتوري مطلق ، يحكمه طاغية أرعن سفكت عائلته وقبيلته وأزلامها ومرتزقتها أنهاراً من دماء شعبنا ، الذي يطالب بإسقاطهم ورحيلهم عن البحرين من حيث جاؤا في الزبارة ونجد.
إن شهداءنا الأبرار خطوا في وصاياهم كلمات صادقة ، خطوها بدمهم القاني ، وهي ليست بحاجة الى دليل عن صدقيتها ، إذ أنهم كمن كشف لهم الغطاء فأصبح بصرهم حديد، فهم قد عرفوا الدنيا لكنها لم تأسرهم بحبها وبهرجها وزخارفها ، فأعرضوا عنها طائعين ، فأحياهم الله في كتابه العزيز”بل أحياء عند ربهم يرزقون”.
إن الشهيد في ذكرى عيد الشهداء الأكبر في 17 ديسمبر من كل عام ، هو ذلك الشخص السعيد الذي ضحى بحياته من أجل شعبنا ، ليرفع كلمة الله ويجعلها هي العليا، فشهداءنا قد دافعوا عن الإسلام والوطن والأعراض ، وجاهد وناضل وقاتل أولئك الذين كفروا ولا زالوا يكفرون بالله سبحانه وتعالى ، والشهادة هي منزلة رفيعة وعالية عند الله تعالى ، يتمنى الكثير من الناس نيل درجة الشهادة ، لما لها من ميزات في الحياة الآخرة.
ولذلك فإننا في ذكرى عيد الشهداء الأكبر علينا أن لا نظلم شهداءنا الأبرار مرة أخرى ، فهم ظلموا وقتلوا من قبل طغاة آل خليفة ،ومنذ تفجر الإنتفاضات خلال عقود من الزمن ومنذ تفجر ثورة 14 فبراير المجيدة ، ونحن ندفع بالشهداء الأبرار ، وعلينا أن لا نظلمهم مرة ثانية ، فنغطي آثارهم ، وندفن أفكارهم وأهدافهم ، كما دفنت أجسادهم الطاهرة ظلما وعدوانا.
فهل جزاء تلك الدماء الطاهرة أن ننسى ذكراهم وأهدافهم وتطلعاتهم ، والقيم الرسالية الإلهية التي أستشهدوا من أجلها؟! ، ومن الوفاء والحب لهم أن ننشر أفكارهم ، وأهدافهم وتطلعاتهم ، وإن الأمة التي تنسى عظمائها فهي لا تستحقهم. وإن أمة لا تعظم قادتها ولا تعظم شهداءها فحقيق بهذه الأمة أن تموت.
علينا أيها الشعب البحراني العظيم أن نستذكر كل شهيد من شهداء الاسلام والوطن ، كذكرى أيام ولاداتهم وإستشهادهم ، وأن لا ننسى ذويهم وما تركوه خلفهم ، وعلينا معاهدة الشهداء الأبرار بأن لا نخذلهم ، وأن نكون أوفياء لدمائهم وأرواحهم الطاهرة ، ولا يأتي ذلك الا بالسير على نهجهم وتحقيق تطلعاتهم وأهدافهم ، والتي من أهمها وفي طليعتها رحيل الطاغية الديكتاتور حمد الخليفي وقبيلته وأزلامهم ومرتزقتهم ، وتأكيد حق الشعب في تقرير مصيره وإقامة نظامه السياسي الديمقراطي الجديد ليكون الشعب فيه مصدر السلطات جميعا.
إن دماء الشهدء الأبرار تطالبنا بالتأكيد على رفض كل الحلول الترقيعية ، وعدم القبول بأي حوار خوار لشرعنة الكيان الخليفي وبقائه في السلطة ، والتأكيد على ضرورة خروج قوات الاحتلال السعودي والإماراتي وسائر الجيوش الغازية من المرتزقة ، وتفكيك القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية، وخروج كافة المستشارين الأمنيين والعسكريين البريطانيين والأمريكان والإسرائيليين.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير تدعم بيان القوى الثورية في البحرين وفعالياتها وتطالب جماهير الشعب الثورية الرسالية يوم الأحد القادم بالخروج في تظاهرات حاشدة في مختلف أنحاء البحرين والإستمرار في تصعيد الحراك السياسي لأجل إفشال دعوات وأوهام الحوار ، ومؤامرات إجهاض الثورة من أجل تثبيت عرش الطاغية الديكتاتور حمد ، تلك الدعوات التي تريد أن تنسى أنهار دماء الشهداء التي أريقت طوال عقود من الزمن من الإنتفاضات المتوالية، والدماء التي أريقت منذ اليوم الأول لتفجر ثورة 14 فبراير ، وتمرير ميثاق خطيئة آخر على شعبنا كما حدث في 14 فبراير من العام 2001م.
ومنذ عقود فقد إعتمد شعبنا البطل في البحرين يوم 17 ديسمبر من كل عام عيداً للشهداء الأبرار ، لذلك فكل عام يحيي شعبنا وشبابه الثوار الأبطال هذا اليوم تضامنا مع عوائل الشهداء ومع تضحيات شهداءنا الأبرار الذين سقطوا برصاص الكيان الخليفي الغازي والمحتل ، وتحت التعذيب لكي يروون شجرة الحرية ويحرروا الشعب من براثن الحكم القبلي الديكتاتوري الخليفيي الأموي السفياني والمرواني.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير تعلن عن تضامنها الكامل مرة أخرى مع عوائل الشهداء الأبرار والوفاء لهم ولدماء الشهداء ، ولن تساوم على دماء الشهداء بالديات والتعويضات ، وشرعنة بقاء الكيان الخليفي الطاغية المستبد حمد الخليفي ، فدماء الشهداء لا تعوض الا بمحاكمة رأس الكيان الخليفي ورموز حكمه وجلاوزته وجلاديه ومرتزقته ، ومن تورط من قوات الاحتلال السعودي والاماراتي وقوات درع الجزيرة وغيرهم من الجيوش المرتزقة في إزهاق أرواح الأبرياء وشارك في التعذيب الممنهج وإرتكب جرائم حرب ومجازر إبادة وأنتهك الأعراض.
إن علينا أيها الشعب العظيم وفي ذكرى عيد الشهداء الأبرار أن نطالب بالقصاص لدماء شهداءنا الذين سقطوا في كل الإنتفاضات الشعبية ، ومنها ثورة 14 فبراير المجيدة ، وأن نكون أوفياء لجميع الشهداء وعوائلهم ، وسيبقى شعارنا لـ عيد الشهداء هذا العام (قهروا الموت وأنتصروا) مناراً يشعل طريق الحرية والكرامة والثبات على خطهم والوفاء لدمائهم والانتصار لأهدافهم السامية.
يا جماهير شعبنا البحراني العظيم ..
يا شباب ثورة 14 فبراير المجيدة ..
إن سقوط دماء الشهداء تضع خطاً فاصلاً بين ضحايا قدّموا أرواحهم فداءاً للكرامة والحرية والدفاع عن الأعراض والمقدّسات والأوطان،وبين طغاة مارسوا قتل النفس المحترمة من أجل الإستحواذ على السلطة والإستئثار بها.
ومنذ إستيلاء آل خليفة على السلطة والحكم في البحرين في العام ١٧٨٣م بالأمر والواقع وبقوة السيف والسلاح والقتل ونظام حكمهم لايستند إلى شرعية ، وقد قدّم شعب البحرين الآلاف من الشهداء ضحايا على مذبح الحرية والكرامة أمام بطش آل خليفة وجشعهم اللامحدود للسلطة.
منذ تلك الليلة السوداء التي أستولى آل خليفة المجهولي الهوية والنسب على مقاليد السلطة والحكم وشعب البحرين ظل يناضل ويجاهد ويكافح من أجل طردهم كغزاة ومحتلين وقد دفع شعبنا الأبي الآلاف من أبنائه شهداء وقرابين من أجل التخلص من الليل الطويل الحالك لإستبداد وقهر وإضطهاد آل خليفة.
في وقتنا الراهن ، وفي هذه الثورة المباركة ثورة ١٤ فبراير ٢٠١١ التي خرج فيها شعب البحرين مطالباً بحقه في تقرير المصير والتي حققت إجماعاً شعبياً قل نظيره في تاريخ الثورات الشعبية في المنطقة. وقد سقط أكثر من ٣٠٠ شهيد بينما يستمر الحراك الشعبي ليومنا هذا إستمراراً لذات النهج الذي سار عليه شهداء هذه الثورة.
إننا في عيد الشهداء المصادف ١٧ ديسمبر والذي تقام فعالياته هذا العام تحت الشعار الموحد للقوى الثورية “شهداؤنا قهروا الموت وأنتصروا” نؤكد:
أولاً : أن سقوط هذه العدد الكبير من الشهداء يرمز كثيراً وبشكل قطعي على أن هناك حركة شعب عنيدة تم تعبيد طريقها بدماء الشهداء الزكية ، وأن هناك نظام متوحش فاقد لأية قيمة إنسانية وأخلاقية فضلاً عن ما تثبته هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء على عدم شرعية النظام.
ثانياً : إن عيد الشهداء محطة من المحطات الوطنية المهمة وهو يوم وطني عظيم بإمتياز ، ووفاءاً لدماء الشهداء لابد أن تبقى مشاعله مضيئة حتى نهاية التاريخ كيوم من الأيام الوطنية الكبرى. فبدماء هؤلاء الشهداء فقط عرفنا وعرف العالم بأن هناك قضية شعب يتوق إلى الحرية والكرامة.
ثالثاً : إننا مطالبون جميعاً بجعل هذا اليوم حياً في الذاكرة الوطنية ولكي لا تموت القضية التي من أجلها قدّموا دماءهم الغالية،ولكي تكون شهادتهم حية مؤثرة في المطالبة بالقصاص من قتلتهم مهما كانت مواقعهم ومهما تقادم الزمن ، فإن حقوق الدماء لا تتساقط بالتقادم.
رابعاً : إن شعبنا مطالب بالخروج الثوري في يوم ١٧ ديسمبر لأحياء هذا اليوم الوطني العظيم والإستجابة إلى البرامج والفعاليات التي تطرحها القوى الوطنية والثورية لهذه المناسبة وتخليداً لدور الشهداء الكبير في مسيرتنا نحو تحقيق الحرية والكرامة.
خامساً : لابد أن ترتفع صور شهداء الكرامة عالية في كل مكان وعند كل زقاق وممر ، ونحي شباب الثورة لقيامهم بطباعة صور الشهداء على الجدران.
وأخيراً ونحن على مشارف ذكراكم أيها الشهداء الأبرار .. وفي ضيافة مجدكم وعزتكم .. تعجز كل الكلمات مهما تأنقت أمام تضحياكم الجسام .. ويجف الحبر معكم .. ماذا نقول فيكم .. وبماذا نناديكم .. فوارس .. أبطال .. مقاومون عظام نتذكركم في يوم عيد الشهداء الأكبر.. فأنتم أمراء أهل الجنة وشفعاؤنا في يوم المحشر.
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
14 ديسمبر 2017م