السيمر / الأربعاء 27 . 12 . 2017 — عدم اليقين الذي لايزال يلوح بالأفق بشأن مصير زعيم تنظيم القاعدة ابو بكر البغدادي بعد التفاخر الروسي في حزيران الماضي، بأنها قتلت الزعيم الارهابي بضربة جوية في سوريا.
واشنطن اعترضت على هذا التفاخر، واقترحت أن السلطات العراقية لديها معلومات استخبارية تفيد، بأن زعيم التنظيم يختبئ في مكانٍ ما في الصحراء قرب الحدود العراقية السورية. ورغم هذه الادعاءات العراقية، لايزال مسؤولون امريكيون غير راغبين في التكهن علناً بمصير البغدادي. وبدوره رفض جهاز مكافحة الارهاب التعليق كما فعل مكتب المخابرات العامة التابع للجهاز ايضاً.
غير أن مصدرين امريكيين، تحدثا دون ذكر اسميهما لصحيفة “الواشنطن تايمز” إنهما “لا يستطيعان التأكيد أو النفي، ما اذا كانت المخابرات الامريكية لديها تقييم ثابت بشأن ما اذا كان البغدادي حياً او ميتاً”.
وقالت إحدى المصادر إن “التكهنات ارتفعت خلال اجتماع الاستخبارات في تموز الماضي، حين اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقراً له، التقارير من داخل الاراضي السوري أن البغدادي مات”.
وأضافت المصادر “لا يوجد اي شيء قاطع، فالاعلان عن هذا الامر يثير احتمالات وشكوك كبيرة”.
كثير من المحللين قرأوا عدم اليقين كمؤشر على أن المسؤولين في المخابرات الامريكية يريدون ان يكونوا متأكدين بنسبة 100٪ مع أدلة الحمض النووي.
ويحصل لمن يعثر على البغدادي مكافأة من وزارة الخارجية الامريكية منذ عام 2011، مما دفعه الى الذهاب بعيداً عن دائرة الضوء ويُتقد ان ظهوره في العام الاخير في عام 2014.
وبعد وقت قصير من ظهور تنظيم داعش في العراق، نشر التنظيم شريطاً فيديوياً، يعلن فيه البغدادي “خلافته المزعومة” من مسجد النوري الكبير في الموصل. وحين شنت القوات العراقية هجوماً لاستعادة السيطرة على الموصل، دمر المسلحون الارهابيون مسجد النوري لحظة دخول القوات العراقية المدينة.
وبعد اسبوع في شهر ايلول الماضي، اعلنت وزارة الدفاع الامريكية انها قتلت اثنين من كبار قياديي تنظيم داعش بالقرب من الميادين، وهي مدينة تقع شرق سوريا، اذ يعتقد المسؤولون ان هذه المنطقة تضم قياديين في التنظيم كانوا قد فروا من الرقة.
ونشر مجلة “الحرب الطويلة” الامريكية، تقريراً يفيد بان القوات الامريكية كانت تقوم بحملة استهداف لقادة تنظيم داعش في منطقة الميادين منذ اوائل هذا العام.
وأشار التقرير الى مقتل المدعو ابو أنس الشامي الذي يُشتبه بأنه “قائد ابحاث الاسلحة” للجماعة الارهابية، فضلاً عن مقتل 12 شخصاً من دائرة البغدادي الخاصة.
وبعد تحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش في تشرين الأول، ظل الغموض يكتنف بشأن البغدادي، وازدادت التكهنات من جديد في اوائل شهر ايلول الماضي، بعد تعميم شريط صوتي يُعتقد ان الصوت كان للبغدادي، ودعا في التسجيل الى “مواصلة الجهاد وعملياتهم المباركة”. في حين ان محللين تقنيين، قالوا إن صوت البغدادي هو نفسه، إلا انه ليس من الواضح متى تم تسجيل الصوت واصداره. وتراجعت الأسئلة بشأن صحتها مرة اخرى في شهر تشرين الثاني الماضي حين ظهر متحدث عسكري عراقي بارز قال إن معلومات استخبارية تشير الى مكان وجود زعيم تنظيم داعش وصحته.
وقال الجنرال يحيى رسول لمحطة “فوكس نيوز” في ذلك الوقت انه يمتلك العديد من المعلومات، وان البغدادي جُرح في مكان ما بين الحدود العراقية – السورية في المناطق الصحراوية
وأضاف رسول “لاتزال هناك خلايا نائمة من تنظيم داعش منتشرة في هذه المناطق الصحراء”. لافتاً الى أن السلطات على ثقة من أن زعيم تنظيم داعش كان متورطاً في مكان بالقرب من مدينة القائم.
وأشار رسول الى إن “هناك معلومات استخبارية تؤكد وجود البغدادي وبعض رفاقه يعيشون كالجرذان في الملاجئ النائية تحت الأرض، وبعض يستخدم التنكر واغطية النساء التهرب”. بحسب تصريحه لمحطة “فوكس نيوز”. وشدد رسول على ضرورة القاء القبض على البغدادي حياً ليواجه المحكمة فضلاً عن الحصول على معلومات هائلة منه.
سومر نيوز