السيمر / الأربعاء 10 . 01 . 2018 — تلقت ” جريدة السيمر الإخبارية ” البيان التالي :
بسم الله الرحمن الرحیم
قال تعالى: (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) الآية 8 سورة التوبة. صدق الله العلي العظيم.
ونحن على أعتاب 14 فبراير ذكرى ميثاق الخطيئة في عام 2001م، وذكرى تفجر الثورة الشبابية الجماهيرية في 14 فبراير 2011م، وإنتخابات المجلس التشريعي الصوري في دورته القادمة لعام 2018م ، يسعى الطاغية حمد وأزلام حكمه وجلاوزته وأجهزة مخابراته لبث الفرقة والشقاق والنفاق بين أبناء الشعب البحراني الثائر، وذلك ببث الشائعات من جهة وإعطاء الوعود بإنفراجات وإفراجات والخروج من أزمته الخانقة التي جاء بها بسبب إنقلابه على الدستور العقدي لعام 1973م بتمرير دستوره المنحة وحكم البحرين في ظل ملكية شمولية مطلقة من جهة أخرى ، في ظل سياسة فرق تسد من أجل إحداث شرخ في وحدة صف الشعب والمعارضة في مطالبهم العادلة والمشروعة ، وحق الشعب في تقرير مصيره.
والطاغية حمد لا زال يستخدم سياسة العصا والجزرة ، فبينما هذه الأيام يغازل الشعب وبعض الرموز الدينية والوطنية ويتحاور معها من أجل الخروج من أزمته الخانقة ، وعزلته التي فرضتها عليه ثورة 14 فبراير ، إلا أنه يمارس في نفس الوقت سياسة العصا الغليظة ، حيث أصدر قضاؤه العسكري المسيس أحكام إعدام بحق مجموعة من النشطاء والقادة والعلماء في المعارضة ، قام بعدها جلاوزته بإخفاء المحكومين ، مما إنتاب رعب شديد أهاليهم من تلك الإجراءات ، وما السبب في إخفائهم وتغييبهم بعد صدور الأحكام الإنتقامية وغير القانونية ، والتي لا تمت الى العدالة بصلة.
فالمحكومون بالإعدام لا يعرف مصيرهم ولم تتبين لدى الأهالي عنهم أي معلومة ، بعد صدور الأحكام ولم يسمح لهم بالإتصال بأهاليهم ولم يسمح لأهاليهم بزيارتهم ولم يكشف محل إحتجازهم حتى الآن ، ولا يوجد جهة رسمية تواصلت مع الأهالي حولهم وبقي مصيرهم في دائرة الغموض المخيف.
وعلى الصعيد الآخر نرى المهرولين والمباركين لمبادرات التطبيع مع السلطة المجرمة ، ويعتبرون ذلك خارطة طريق من أجل التوصل مع الطاغية حمد إلى حل ، وكأن علينا وبعد كل تلك الأنهار من الدماء والمئات من الشهداء والجرحى والمعتقلين وإنتهاك الأعراض والحرمات والمقدسات أن نركع الى الطاغوت للحصول على الفتات من الإصلاح الذي يشرعن بقاء حكم الطاغوت ، ويبعد رأس الطاغية وأزلامه من القصاص والعقاب.
إن حركة أنصار ثورة شباب 14 فبراير إذ تعلن وتؤكد رفضها القاطع لأي محاولة تنتهي بالتطبيع مع نظام مجرم إرتكب أبشع الجرائم بحق الإنسان والوطن ، ونؤكد وقوفنا التام مع من فجروا الثورة وقدموا الشهداء والآلاف من الجرحى والمعتقلين ، وفي هذا السياق فإننا نعلن رفضنا القاطع لأي محاولة ترمي الى القفز عن واقع الثورة ومطالبها المشروعة وضحايا نظام القبيلة الفاسد والظالم ، ونؤكد على أن وعي شعبنا وشبابنا الثوري كفيل بإجهاض أي محاولة ترمي في نهايتها إلى التطبيع مع النظام الديكتاتوري وتدعو للتعايش معه بل وتثبيت شرعية وجوده.
أيها الجماهير البحرانية الثائرة ..
أيها الشباب البحراني الثائر ..
لقد فشلت بعض الجمعيات السياسية والتي خرجت من المشاركة في الحياة السياسية مع السلطة في البرلمان في تحقيق الإصلاحات السياسية بعد ثورة 14 فبراير ، وكان دورها هو فرملة الثورة ومنع الشعب الثائر وشبابه ورجاله ونسائه الذين خرجوا بمئات الألوف من تكميل مشروعهم المطالب بإسقاط النظام الديكتاتوري المستبد والمتمثل بنظام القبيلة الخليفي الفاسد والظالم ، وإنساقت وإنخدعت بدعوات الحوار التي كان يطلقها الطاغية سلمان بن حمد آل خليفة المعروف بـ(سلمان بحر) ، والتي كان يراد منها الى إسكات الشارع ، من أجل التمهيد للتدخل العسكري لقوات الإحتلال السعودي وقوات ما يسمى بدرع الجزيرة ، والتي كانت حقيقة قوات عار الجزيرة.
إننا نقف اليوم أمام منعطف تاريخي هام وحساس فبعد سنوات من وقوف بعض جمعيات المسايرة أمام مسار الثورة ، ومحاولات ركوب الموجة ، وسرقة جهود ونضال الشعب والشباب الثوري ، وسرقة دماء الشهداء وآهات عوائل الجرحى والمعتقلين ، فهي اليوم تهرول لدعم مبادرات التطبيع مع الكيان الخليفي المغتصب للسلطة والمحتل ، من أجل الحصول على الفتات من الإصلاح ، متمنية تهيئة الأجواء للمشاركة في الإنتخابات الصورية القادمة ، لتستعيد مقاعدها في مؤسسات نظام القبيلة الديكتاتوري الفاسد ، والحصول على بعض الوزارات الخدمية ، فهي إن لم تشارك في الإنتخابات القادمة ، فليس من البعيد أن يذهب بعض المصلحيون والنفعيون من أعضائها للإنشقاق منها للمشاركة في الإنتخابات ، إما بتأسيس جمعيات بمسميات جديدة تدعمها السلطة ، أو المشاركة بشخوصهم بصورة مستقلة.
وكحقيقة لا تقبل الجدل ، فإن البعض ممن إلتحق بهذه الجمعيات ، إنما يفكر في الحصول على المصالح والمكاسب الدنيوية فقط لا غير ، فالراتب والذي يبلغ قرابة 15 ألف دولار شهريا ، غير الإمتيازات والإغراءات الأخرى من السكن والسيارات الفارهة وقسائم الأراضي ، وهذا هو هم البعض ممن دخلوا بعض الجمعيات.
إننا وشعبنا وشبابنا الثوري نتساءل ، كيف نقبل لأنفسنا الحوار أولا مع كيان لا يمتلك قراره السياسي المستقل ، وقراره يأتي من الديوان الملكي في الرياض ، هذا فضلا عن أسياده الأمريكان والإنجليز أولا ؟!!
وثانيا كيف يمكن القبول بالتطبيع مع طاغية وديكتاتور إرتهن قراره بقرار الرياض وطبع مع الكيان الصهيوني ورضى بأن تكون القدس عاصمة إسرائيل ،وبعث بوفد تطبيع الى الأراضي الفلسطينية المحتلة وإلتقى بقادة كيان الإحتلال؟.
إن مطلب الإصلاح السياسي مع كيان يتآمر على شعبنا ويتآمر على قضيتنا الإسلامية المقدسة وهي القدس الشريف وكامل التراب الفلسطيني المحتل هو خيانة للوطن وللكرامة ولكل القيم النبيلة.
إن الكثير من قادة الجمعيات السياسية في الداخل والخارج يخافون خوفاً شديداً من أن توضع أسمائهم عند الغرب أو في الإنتربول في قائمة الإرهاب ، كما وضعت أمريكا وبريطانيا والكيان الخليفي قادة القوى الثورية في قائمة الإرهاب وقائمة المطلوبين للإنتربول الدولي.
فهؤلاء القادة المنتسبين لبعض الجمعيات السياسية ، يريدون فقط القيام بالنشاط الحقوقي وممارسة العمل السياسي من تحت الطاولة ، ويريدون إقناع القوى الثورية بأنكم أيها القوى الثورية ، إن عملكم هو الميدان والساحات والقيام بالفعاليات الثورية على الأرض ، وهذا يعني أنكم واصلوا في تقديم الشهداء والجرحى والمعتقلين والمطاردين ، كما قدمتم والى الآن 300 شهيد والآلاف من الجرحى والمعتقلين ، والمئات من المنفيين ، وإستمروا في فعالياتكم الثورية ، أما نحن في الجمعيات فإن لنا التصدي للعمل السياسي ، الذي هو من إختصاصنا فقط ، حتى نتوصل مع الكيان الخليفي الى حلول ومبادرات ، هي الآن قيد الطرح والتسويق من قبلهم علهم يتوصلوا مع آل خليفة الى تسوية سياسية وميثاق عمل وطني جديد ، كما أسمته حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير في بداية تفجر الثورة ، ودخول بعض الجمعيات السياسية في الحوار بـ(ميثاق خطيئة جديد).
ويعتقد البعض من قادة الجمعيات السياسية الذين يسوقون الى خارطة الطريق الجديدة للتطبيع مع السلطة وتقديم الجميع لفروض الطاعة والولاء للديكتاتور حمد ونظام حكمه القبلي الفاسد ، بأنهم وبعد نجاح هذه المبادرة وخارطة الطريق ، وحلحلة المسائل العالقة مع هذا الكيان الغاصب للسلطة ، ودخولهم الى مجلس النواب ومجالس البلديات وحصولهم على بعض الوزارات الخدمية ، فإنهم سوف يقومون بترضية بقية الجمعيات والقوى الثورية التي لم تقبل المشاركة في عملية التمهيد للتطبيع مع الكيان الخليفي المغتصب للسلطة ، وذلك بإعطاء كل تيار معارض نائباً واحد في البرلمان وعضوا في مجالس البلديات ، أما بقية مقاعد البرلمان وحصة الوزارات فستكون حصة الأسد لها وللمهرولين لتقديم فروض الطاعة والولاء لآل خليفة.
أما أنتم أيها الشباب ويا شباب إئتلاف 14 فبراير ، فشكراً لكم فلقد ضحيتكم بكل ما عندكم ، وقدمتم الشهداء والجرحى والمعتقلين ، فجزيتم خيرا ، والآن آن الأوان لتذهبوا لمواصلة دراساتكم ، والحصول على وظائف لكم ، هذا إذا وفقتم ، وحالوا أن ترتبوا أوضاعكم القانونية والأمنية وغيرها وذوبوا في المجتمع.
أما نحن كقادة للجمعيات فسنشارك في الإنتخابات البرلمانية والبلدية ، وبالمال وشراء الأصوات وبدعم وحماية شرعية ودينية ، كما حدث في الإنتخابات البرلمانية السابقة ، فسنكون نوابكم في المجلس الوطني ، ولن ندافع عن حقوقكم ومطالبكم ، وإنما سنتسلق على ظهوركم وجهودكم وجهادكم ونضالكم ، وسنستأثر بأكثرية مقاعد النواب ومجالس البلديات ، ولنا الوجاهة داخل المجتمع ، وسنركب السيارات الفارهة ، ونحصل على الجوازات الدبلوماسية ، ونرتب أوضاعنا المعاشية ، ونسكن البيوت الفارهة ، أما أنتم أيها الثوار ويا شباب الإئتلاف ، ويا شباب تيار الوفاء الإسلامي ، ويا شباب تيار العمل الإسلامي ويا شباب حركة حق ويا شباب بقية الجمعيات ،وأيها الشباب الثائر الرسالي في الساحات ، فليس أمامكم إلا أن تذهبوا لتكابدوا مشاكل الحياة للحصول على لقمة العيش والحصول على وظائف وأن تكملوا دراساتكم وتقعنوا بالسكن في البيوت الآيلة للسقوط.
هذه بإعتقادنا وإعتقاد الكثير من الثوار وقادة المعارضة ، ستكون ثمرة المبادرة وخارطة الطريق للتطبيع مع الكيان الخليفي ،وشرعنه بقائه والى الأبد.
وسيستمر التسويق لهذه المبادرات ولمثل خارطة الطريق هذه ، وتشرعن بشرعية دينية من البعض ومن بعض الوزراء السابقين ، من الذين تمردوا على المعارضة فيما بعد التصويت على ميثاق الخطيئة الأول ، وأصبحوا بوقا للكيان الخليفي وعرابي التطبيع والاستسلام في يومنا هذا مع الطاغية وأزلام حكمه وجلاوزته ومرتزقته وجلاديه.
حينها ستذهب دماء الشهداء هدراً وهباءاً وأدراج الرياح ، وكذلك إنتهاك الأعراض والحرمات والمقدسات ، والإنتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان ، وجرائم التعذيب وجرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية والتجنيس السياسي ومؤامرة الإستيطان في البحرين والتي تشبه في مشهدها الى حد كبير سياسة الإستيطان الإسرائيلي الصهيوني للأراضي الفلسطينية ، وسيحاول المطبوعون إقناع الناس والشعب والجماهير بالسكوت والقبول بهذا التطبيع وإقناع عوائل الشهداء بالقبول بالديات والهبات والهدايا والأراضي والبيوت.
أما أنتم يا قادة المعارضة ، وأيها المعتقلون والعلماء والحقوقيين ، ويا أيتها النساء المعتقلات ، فما عليكم بعد الخروج من السجن إلا الصبر والسكوت ، فقد قضي القضاء وأقنعنا شعبنا والناس بالتصويت على ميثاق عار وخطيئة آخر من أجل مصالحنا ومنافعنا السياسية ، حتى لا تتفكك جمعياتنا ، ونخسر مكاسبنا التي حصلنا عليها بدخولنا في إنتخابات عام 2006م ، وعام 2010م ، فقد جاءت ثورتكم الشبابية والجماهيرية ، وأذهبت بكل مكاسبنا السياسية والإجتماعية والمادية ، بعد أن كنا الكتلة الأكبر في البرلمان ومجالس البلديات.
أما القوى الثورية وفي طليعتها إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير وتيار الوفاء الاسلامي وتيار العمل الاسلامي ومعهم الآلاف من الشباب من أعضاء هده التيارات الثورية سواء من هم في الساحات أو من هم في السجون ، ومن هم في المنافي القسرية ، فقد عاهدوا الله عز وجل وشعبهم الثائر الأبي على أن يواصلوا الجهاد والكفاح والنضال وأن يفشلوا كل مشروع أو خطة عمل تؤدي للتطبيع مع النظام الذي سفك الدم الحرام وإنتهك الأعراض ..
هذا ما عاهد شباب الثورة به أنفسهم ، وهذا هو موقف القوى الثورية المطالبة بإسقاط النظام الديكتاتوري الشمولي وحق الشعب في تقرير مصيره ، فلا خشية من الطاغوت ولا الركون للظالم ولا لعبادة الطاغوت والاحتكام اليه وقد نهى رب العزة بالاحتكام اليه.
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
9 ديسمبر 2018م