الرئيسية / الأخبار / ماراثون الانتخابات العراقية يبدأ بتحالفات وانشقاقات… فهل ستجري الانتخابات في موعدها؟
رجال السياسة المملوءة بالفشل

ماراثون الانتخابات العراقية يبدأ بتحالفات وانشقاقات… فهل ستجري الانتخابات في موعدها؟

السيمر / الثلاثاء 16 . 01 . 2018 — وقع رئيس الوزراء العراقي، الأحد، رسمياً اتفاقاً مع هادي العامري لإنشاء تحالف “نصر العراق” الذي يجمع قيادات وكيانات من الحشد الشعبي. فهو يضم إضافة إلى رئيس الوزراء الحالي، كل من منظمة “بدر” برئاسة هادي العامري، و”المجلس الأعلى” برئاسة همام حمودي، و8 من فصائل الحشد، و11 حزباً وكياناً آخرين، منهم “المجلس الأعلى الإسلامي” والسياسي ابراهيم بحر العلوم.
حيث أعلن العبادي، في وقت سابق، عن تشكيل “ائتلاف النصر” العابر للطائفية والتفرقة والتمييز، داعياً الكيانات السياسية العراقية الانضمام للائتلاف الجديد الذي من شأنه أن يتوجه الإعمار والإصلاح والمصالحة المجتمعية.
من جانبه انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تحالف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مع الحشد الشعبي في إطار “تحالف نصر العراق” الانتخابي، ووصف الصدر، في بيان صدر عنه يوم الأحد، هذا التحالف بـ “الاتفاق السياسي البغيض”.
وأبدى الصدر استغرابه الشديد من إدراج العبادي لفصائل الحشد الشعبي ضمن لائحته الانتخابية، واصفا ذلك بـ”التخندق الطائفي المقيت” الذي يقدم لإعادة إنتاج “الطبقة السياسية الفاسدة”، على حد تعبيره.
وأوضح أن دعمه سيؤول للقوائم الرافضة للمحاصصة الطائفية التي تتبنى مبدأ التكنوقراط.
وعن هذا الموضوع يقول أستاذ النظم السياسية في جامعة “النهرين” الدكتور ياسين البكري: أن “تعدد الأحزاب وكثرتها تعتبر حالة طبيعية في العراق بعد الانتقال من نظام الحزب الواحد الذي كان يهيمن على السلطة سابقا، فيستطيع اليوم أي شخص تشكيل حزبا سياسيا، وكثرة الأحزاب هذه سوف تتقلص تدريجيا في الدورات الانتخابية القادمة”.
واضاف إن “الانشقاقات التي حصلت في القوائم الانتخابية تعتبر حالة جيدة، حيث قامت بتكسير الرموز التي تهيمن على الوضع منذ عام2003 ، وبالتالي لا توجد نظرية الزعيم الأوحد وعبادة الأفراد في الساحة العراقية”.
وتابع “أعتقد أن تحالف السيد العبادي مع الحشد الشعبي كان مفاجئا ، حيث معروف أن السيد المالكي اقرب إلى الحشد الشعبي، وعمل على تأصيل فكرة أنه هو من قام بإنشاء الحشد، وبالتالي كان متوقعا أن يستثمر المالكي قضية الحشد ويدخل فيها الانتخابات، ولكن قد نلمح تأثيرات خارجية في مسألة تحالف السيد العبادي مع الحشد الشعبي، فالأخير أقرب إلى إيران، وأداء العبادي أقرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومثل هكذا تحالف يدل على وجود تفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران ورضا عن هذا التحالف المعلن، ومن الممكن أن يقوم تحالف السيد العبادي بتشكيل رئاسة الوزراء القادمة”.
واشار الى إن ائتلاف السيد العبادي مع الحشد الشعبي يمكن أن تكون جزء من عملية الاحتواء الأمريكي للحشد الشعبي، فمسألة مواجهة الحشد تمثل واحدة من العقد الأمريكية، التي تعتبر الساحة العراقية مهمة جداً بالنسبة لها، وتفهم قدرة الحشد الشعبي المسلحة وإمكانياته في تحريك الشارع العراقي، فالمواجهة مع إيران على الساحة العراقية تعتبر قضية خاسرة بالنسبة للولايات المتحدة، بالتالي فإن الاحتواء واحد من الطرق الأمريكية”.
واوضح ان “السيد مقتدى الصدر كان يتوقع أن يكون هناك تحالفا بينه وبين السيد العبادي، وكان يدعم العبادي في أكثر من مناسبة، كما أن السيد مقتدى الصدر لديه تقاطعات مع بعض قوى الحشد الشعبي، ويعتقد أن قوى الحشد الشعبي أقرب إلى إيران، وكان يسعى إلى إنتاج مرجعية شيعية عربية، والتحالف مع رئيس الوزراء كان سيساهم في هذا الاتجاه، إلا أن تحالف السيد العبادي مع الحشد الشعبي أفقد السيد مقتدى الصدر الكثير من رهاناته، لذا فهو اليوم ينتقد السيد العبادي”.
واكد انه “لا زالت جميع الاحتمالات قائمة، فلحد وقت قريب جدا كان موضوع تأجيل الانتخابات وارد، لكن بتحالف اليوم أصبحت حظوظ التأجيل أضعف، الا انها لم تنتهي”.

سبوتنيك عربي

اترك تعليقاً