السيمر / السبت 03 . 02 . 2018 — مع احتفالات المسيحيين العراقيين بأعياد الميلاد يبدو مشهد هذه الاقلية الدينية العريقة مفككا، مرحلة داعش والانتصار عليه افرزت وجوها جديدة في كل المكونات ومنها المسيحي، حركة بابليون التي كانت تمتلك الى وقت قريب جناحا مسلحا انخرط في الحشد الشعبي قبل فك ارتباطه عنها تحدثنا مع أمينها العام ريّان الكلداني، عن هواجس المسيحيين في سهل نينوى وعن خلافات المكون الداخلية في هذا حوار.
*نبارك لك ولكل المسيحيين الذكرى الثامنة عشر بعد الألفين لولادة السيد المسيح ع.
-كل عام للشعب العراقي وبالأخص الشعب المسيحي نبارك عيد ميلاد يسوع المسيح ورأس السنة المجيدة، نتمنى ان يكون العام الجديد عام سلام ومحبة ونبذ للطائفية والعنف وعام خال من الدماء، نتمنى ان يستقر الوضع في العراق بشكل تام، ايضا نتمنى ان تكون هناك مصالحة حقيقية بين مكونات شعبنا وان نبتعد عن التصريحات الطائفية مع الاسف من بعض الشخصيات المسيحية او المسلمة.
*نبدأ من سهل نينوى مستقر غالبية المسيحيين في العراق… ماذا يحدث هناك؟
-صراحة، هناك الكثير من الصراعات في سهل نينوى، سأتحدث لأول مرة في هذه الامور المهمة لان وكالتكم وكالة “الغد برس” كانت دائما ما تنقل الانتصارات وهي قريبة من المواطن والشأن المسيحي والعراقي بشكل عام، أنا لا اتحدث عن المسيحيين فقط لان بابليون اليوم تجمع كل اطياف الشعب العراقي، قبل دخول تنظيم داعش الارهابي الى سهل نينوى كان في عهدة البيشمركة ولم يكن هناك وجود للقوات الاتحادية، بعد سقوط مركز محافظة نينوى بيد ما يسمى بالدولة اللا اسلامية في العراق والشام، ذهبت بنفسي الى سهل نينوى وجلست مع الاخوة في البيشمركة لاستطلع المكان، كان موجود الاخ النائب خالص إيشوع، ابلغتهم ان الوضع خطر وان الهاون 120 يقع على منازل المسيحيين والايزيديين والعرب المجاورين لسهل نينوى، ابلغت الاخوة الكرد في الديمقراطي الكردستاني بإمكانية دخول بعض العناصر ليساعدوكم ويبعدوا الخطر عن سهل نينوى، ابلغوني انهم يمنعون دخول اي شخص من بابليون او من الحكومة الاتحادية، قالوا نحن لن نسمح بسقوط سهل نينوى، ابلغتهم ان يسمحوا للعائلات المسيحية بأن يخرجوا من سهل نينوى، قالوا ابدا، نحن سنحافظ عليهم، عدت الى بغداد وبعد ساعات ابلغوني ان سهل نينوى سقط بيد الإرهابيين والبيشمركة انسحبوا دون قتال ولا طلقة واحدة حتى.
*لكن كانت هناك وحدات حماية سهل نينوى وهم من المسيحيين… ماذا عنهم؟
-هؤلاء تابعون لقوات الزيرفاني، عددهم 2500 مقاتل، قبل ان يحدث ما حدث تم سحب سلاحهم من قبل البيشمركة، هم كان لدى كل مقاتل منهم بندقية ومخزن عتاد واحد، اعتقد ان البندقية عاطلة ايضا، كان هناك للأسف اقولها بعض رجال الدين المسيحيين متعاونون مع أجندات خارجية مثلما هو الحال مع أشباههم في كل الطوائف والاديان في العراق، هؤلاء منعوا هروب العائلات الذين تم محاصرتهم لاحقا، قتل من قتل وسلب من سلب وتعدى داعش على الكثير من النساء، انا شخصيا ابلغت حينها يمنع منعا باتا التصريح بان هناك نساء اختطفن حتى يتم ارجاعهن وبالفعل قمنا بإرجاعهن، لاحقا تحدثت بشكل واضح لكل الدول وللأمريكان عما جرى، البعض يقول ريان الكلداني يتحدث عن امريكا والسعودية، هناك مبدأ، عندما اجد من لم يدافع عن مكون من الشعب العراقي اتحدث عنه ولا اخشى شيئا، هناك من لديه ارتباطات وتمويل من امريكا او السعودية او اسرائيل وبشكل واضح، ابلغت الجميع بان التحالف الامريكي له يد بسقوط سهل نينوى، لو كانت امريكا مسيحية كما تدعي كان يمكنها ايقاف داعش بطائرة واحدة قبل اسقاط سهل نينوى، لم تفعل شيئا، وصل داعش الى تلسقف والقوش، حدث حينها امر غريب جدا، القوش فيها انابيب لتهريب النفط، وداعش لم يدخل تلسقف او القوش، لماذا لا اعرف!.
*سيقول البعض ان هناك مسلحين شيوعيين في القوش قاتلوا دفاعا عنها؟
-لدينا الكثير من شبابنا هناك وكان لدينا تنسيق مع الحزب الشيوعي، انا شخصيا كان لدي تنسيق معهم، لكن فرق عسكرية لم تصمد امام داعش، اما الاخوة فعددهم 21 فردا، رغم ان هذا هو موقف مشرف يحسب للقوش ورجالها، انا من القوش هذه البلدة الطيبة التي سقى ابناؤها ارضهم بالدماء دفاعا عنها، شباب القوش صعدوا الى الجبل كي يكونوا اعلى من العدو، داعش لم يصل وانسحب وترك الخط الاستراتيجي من الانابيب القادم من تركيا ويمر بسهل نينوى بيد البيشمركة، لم يكن في القوش وتلسقف فرد واحد من البيشمركة وعقب انسحاب داعش اتوا واقاموا خط صد، سهل نينوى اليوم بيد القوات الحكومية، جيش وجهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي من اهل المنطقة هم يحمون مناطقهم، لن نسمح بدخول اي من العصابات الاجرامية لسهل نينوى مجددا.
*البعض يتحدث عن ان بعض مقاتلي كتائب بابليون هم من الشبك ويحاولون السيطرة على مناطق المسيحيين واملاكهم… ما رأيك؟
-لم يعد هناك مسمى كتائب بابليون هناك لواء خمسين في الحشد الشعبي وهم من اهل المنطقة، الشبك عراقيون أم ماذا! انا كريان الكلداني اقول انا لا اعترف بصفات السني والشيعي بل اعترف بالإنسان كانسان، بعض رجال الدين المسيحيين كان مسيطر عليهم من قبل الديمقراطي الكردستاني، لي الشرف ان يكون لدي مقاتلون من الاخوة الشبك لكن الشبك لديهم لواء ثلاثين في الحشد الشعبي وليس لدي اي مقاتل من الشبك، انا لدي علاقات مع الشبك وانا دعمتهم هناك.
*من وجهة نظرك برطلة مدينة مسيحية وستبقى كذلك؟
-برطلة مسيحية وهذا الواقع لن نختلف عليه، لكن قل لي إن بعض العناصر من الشبك غير منضبطة اقول لك نعم، تتم محاسبتهم ويوجد ليدنا أمن وانضباط، ولن لم تتم محاسبتهم فنحن نحاسبهم بطريقتنا الخاصة، لان هناك اتفاق مع الاخوة المتواجدين هناك، المنطقة كانت ممسوكة من البيشمركة واغلب الناس كانت تنتمي للديمقراطي الكردستاني، هناك عناصر تابعين لهم، يحاولون منذ مسك القوات الاتحادية للمنطقة زرع الفتنة كي يقال ان البيشمركة احرص من القوات الاتحادية على البيشمركة.
*ما هي المشكلة بينكم وبين القوات التابعة للنائب يونادم كنا؟
-تقصد الحشد العشائري، نحن شاركنا منذ البداية في الدفاع عن مناطق ليست مسيحية، منذ بوابة بغداد وحتى الموصل، مثلا منطقة قرية الامام غربي الكيارة، خسرها الحشد العشائري ودخلها داعش، تم تكليفنا بتحريرها وقلنا نحن حاضرين، حررناها وقدمنا في يوم واحد وعملية واحدة 14 شهيدا، وحتى الآن نحن نمسك المنطقة، وهي ليست مسيحية، ان كنت اؤمن باني لا اقاتل الا دفاعا عن مناطق المسيحيين اعتقد ان هذا تخلفا، العراق لكل العراقيين، اهالي تلك المنطقة من العرب السنة يقولون ان خرج لواء خمسين سنخرج نحن ايضا، وهذا انجاز لنا وسمعة لكل العراقيين، قوات الحشد العشائري في سهل نينوى عددهم 250 فردا ويمسكون منطقة الحمدانية فقط، اتوا بعد تحريرها وساعدهم في الوصول اليها الامريكان، اصلا الامريكان منعونا من الدخول لسهل نينوى لكن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، اصر على مشاركتنا، عبرنا عن طريق قوارب نهر الزاب وتمت محاصرتنا لاحقا في منطقة بين البيشمركة وداعش وكان الطرفان يقومان بقصفنا، وكان معنا ابطال الفرقة التاسعة في الجيش، لكن بضغط امريكي انسحبنا من الحمدانية ومسكها الـ250 مقاتلا التابعين للنائب يونادم كنا.
*هم قالوا انكم تم طردكم من الحمدانية بسبب مشاكل… أليست هذه هي الحقيقة؟ بل ان السيد كنا قال انهم كممثلين للمسيحيين لا يمثلون بابليون.
-لا اطلاقا، انا لم اسمع بهذا التصريح، هم ليس لديهم وجود في الحمدانية فالسيد يونادم كنا اشوري، وسهل نينوى ليس فيها آشوريين، الاشوريون في دهوك، حصل سوء فهم في وقتها بين قواتنا وقواتهم.
*هل كان الامر يتعلق بسرقة آثار؟
-حصل هذا الامر، كانت لدينا سرية واحدة في الحمدانية، تم اعتقال عناصر مخابراتية خارجية والحكومة العراقية تعلم بهذا، وقد دخل هؤلاء الغرباء بمساعدتهم طبعا، ومنعناهم من الدخول.
*من يساعد من؟ ارجو ان توضح.
-ليس كل الكلام يقال، بعض الاجانب دخلوا الى تلك المناطق ونحن منعناهم، عن طريقهم بغطاء، هؤلاء تابعين لأجهزة المخابراتية الخارجية، وقد تم إنهاء دورهم وانتهى الامر، في اليوم الثاني للحادثة، كنّا نمسك دير مار بهنام واعطينا شهداء وجرحى في تحريرها مع الجيش ومكافحة الارهاب، احد مقاتلينا كان معه تمثال للسيدة مريم العذراء، وذهب الى سيطرة، تم توجيه مناداة للاستخبارات والقوات في تلك المنطقة على اساس سرقة آثار، اتصل بي آمر لواء خمسين هناك والاستخبارات وابلغتهم ان اجراءاتهم قانونية، طبعا تم الاساءة للمقاتل وضربه، تم اخذه للمقر، بعض العناصر غير المنضبطة وهم شباب كما تعرف اعتدوا على المقر، شبابنا ذهبوا بسيارتين او ثلاثة الى الحمدانية، قوات الحشد العشائري تركوا سلاحهم بما فيهم آمر الفوج وهربوا الى اربيل، هم صرحوا باننا اخذنا سلاحهم، لا اعرف اين اخذناه، ولو حصل فهو سلاح الدولة ولا مشكلة في ان يكون لنا او لهم، شكلنا لجنة تحقيقية ولم نكن طرفا في الموضوع، لاحقا اتضح ان التمثال من الجبس، تم اطلاق سراح المقاتل وانتهى الامر، من طبل للأمر هي قنوات كردستان 24 وروداو وقناة امريكية اسمها المصلحة الامريكية.
*على ذكر القناة الامريكية، فوكس نيوز قبل ايام نشرت في موقعها الالكتروني تقريرا وصفتكم به بذراع ايرانية وانكم تمهدون الارض عبر سهل نينوى لإكمال الهلال الشيعي… انت صرّحت لصاحب التقرير اليس كذلك؟
-ابدا، لا اعرفها اساسا، هناك الكثير من المغالطات في التقرير، لواء خمسين ليس موجودا في برطلة، يقولون ان لواء خمسين يمزقون صورة السيدة مريم العذراء ويضعون بدلا عنها صورة السيد الولي الفقيه علي خامنئي، نحن لسنا موجودين في برطلة اساسا، نحن في الايمن والايسر وتلكيف وتلسقف وقرية الامام غرب الكيارة، لدينا مقر تنسيق في الحمدانية، هم يقولون ان لدينا قوات هناك، نحن نقدس مريم العذراء، هناك كثير من المغالطات، لو حدثت مشكلة بين افغانستان واي دولة سيتهمون ايران، اي دولة دعمتنا انا ادافع معها، الاخوة الايرانيين وقفوا مع العراق وليس مع ريان الكلداني.
*وقفوا مع المسيحيين تحديدا؟
-نعم، لا ننكر هذا الشيء ابدا.
*مساعدة موجهة باتجاه المسيحيين؟
-عن طريق الحكومة العراقية نعم.
*من الاشياء التي تذكر انك تحتفظ بعلاقة استثنائية بالحاج قاسم سليماني قائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية… اليس كذلك؟
-ليست هناك حركة مقاومة في العراق والشرق الاوسط لا تعرف الحاج سليماني، اي احد يقول عكس ذلك يكذب، الحاج سليماني مستشار لدى الحكومة العراقية، نحن ندافع بناء على ما ورد في الكتاب المقدس، لا نهاجم، نحن ندافع عن مناطقنا، وكل العراق مناطقنا.
*هل مستوى عودة النازحين الى سهل نينوى مُرضٍ؟ وهل هناك سياسيين يحرضون المسيحيين على الهجرة؟
-نعم، انا اتفق مع الشق الثاني من سؤالك، هل تعلم كم عدد العائدين لقرة قوش؟ 4200 عائلة مسيحية عادت، القوش لم يغادرها اهلها وهي تحت سلطة البيشمركة، في تلسقف عادت اكثر من 1000 عائلة، لكن باطنايا مهدمة وهي مثل كوباني، هناك عائلات بعد ستة اشهر من سقوط سهل نينوى بدأت بالهجرة الى امريكا والمانيا واستراليا، هؤلاء حتى لو قلنا لهم عودوا، فلماذا يعودون، انا اتمنى ان لم يعودوا ان يزوروا العراق باستمرار لان هذا بلدنا.
*اكرر الشق الثاني من سؤالي الذي ايدته ولم تتوسع فيه… هل هناك سياسيون مسيحيون يحرضون المسيحيين على الهجرة؟
-نعم، اتحدث معك بصراحة، كل له اجندته، هؤلاء السياسيون انكشفوا للشعب العراقي، ما الذي قاموا به للبلد! انا لم اصبح سياسيا، احتل داعش ثلث البلاد وحملت سلاحي وذهبت مثلي مثل بقية الشباب، لكن ماذا قدم السياسيون المسيحيون للمسيحيين؟ قدموا انجازاً او مشروعاً؟ قاموا بإجراء مصالحة؟.
*لكنهم يعملون على جمع منح من مؤسسات كنسية عالمية لإعمار سهل نينوى.
-هذا الملف فيه سرقات، هناك منظمات دولية تأتي لنينوى للمساعدة، تأتي وتقول سأبني منطقة باطنايا وليس لكم علاقة بكل شيء، بعض من الشخصيات المسيحية يقولون: لا، اعطونا المبالغ المالية ونحن نشكل لجانا ونقوم بالبناء، البعض يقولون ريان الكلداني اصبح مسلما، انا مسيحي، واعتز بمسيحيتي.
*مع من ستشارك بابليون في الانتخابات المقبلة؟ وهل خياراتكم المنافسة على الكوتا؟
-بابليون ستنزل كقائمة مستقلة، بابليون ليس للمسيحيين فقط بل سيكون معنا عرب ومسلمون، نحن قاتلنا من اجل وحدة العراق ورفضنا الضغط الذي مورس علينا من قبل الامريكان وغيرهم من اجل الانسحاب من الحشد الشعبي، بعض رجال الدين المسيحيين حاربوا ريان الكلداني.
*كيف ستمثل المسيحيين وانت تتقاطع مع الزعامات الدينية المسيحية؟
-ابدا لا اتقاطع معهم، سيدنا مار إده يحترمني ويجلني، لدينا ارتباط مع السريان، هناك اختلاف في وجهات النظر مع سيدنا لويس ساكو، انا اجله واحترمه، انا لا اريد ان يكون الدين المسيحي جزءا من السياسة، الدين دين والسياسة سياسة، وهذا موجود في الكتاب المقدس، سيجرب البعض هذه الاخطاء وانا سأمنع هذا الامر، سيقول البعض ان ريان الكلداني يتحدث عن امريكا والسعودية ويمدح ايران، انا لم امدح ايران في 2012 او 2013 او في التسعينات، لأنني لم اكن اعرفها، لكن بعد ان وقفت مع العراق فانا اوجه لها كل الشكر والتقدير، كذلك روسيا التي حمت المسيحيين في سوريا، والنظام السوري ايضا لأنهما دافعا عن الانسان.
الغد برس