السيمر / الثلاثاء 13 . 02 . 2018 — يبدو أن الطائرة دون طيار، التي قالت إسرائيل إنها أسقطتها نهاية الأسبوع الماضي، قد طورتها إيران باستخدام التكنولوجيا التي حصلت عليها عندما استولت على طائرة تجسس أميركية عام 2011، وفقاً لخبراء في مجال الطيران ومسؤولين إسرائيليين، حسب Washington Post الأميركية.
فقد قال المقدم جوناثان كونريكوس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وكذلك يوفال شتاينيتز الوزير بمجلس الأمن الإسرائيلي، إن الطائرة كانت نسخة من طائرة التجسس الأميركية دون طيار “RQ-170 Sentinel”، التي تدّعي إيران أنها فكَّكتها وأعادت إنتاجها عن طريق الهندسة العكسية.
اتفق الخبراء الذين فحصوا صور إصابة الطائرة دون طيار وصور حطامها التي كشفت عنها إسرائيل، على أن شكلها يشبه الطائرة الإيرانية المسماة “الصاعقة” والتي صُنعت بناءً على نموذج طائرة “RQ-170” التي تسيّرها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والتي استولت عليها إيران.
هي “الصاعقة”!
قال كونريكوس إنه لا يستطيع التأكيد بشكل خاص أن الطائرة دون طيار هي “الصاعقة”، وأن الحطام ما زال قيد الفحص. طورت إيران نماذج أخرى عديدة بناءً على الطائرة “RQ-170”.
قال شتاينتز للإذاعة الإسرائيلية: “كانت نسخة إيرانية من الطائرة دون طيار الأميركية التي استولوا عليها قبل سنوات قليلة وقاموا بنسخها”. قالت إسرائيل إن الطائرة التي تشغلها إيران من قاعدة داخل سوريا، دخلت مسافة 3 إلى 4 أميال داخل أجوائها صباح يوم السبت قبل أن يتم إسقاطها.
وحسب Washington Post، رفض المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، التعليق على الأمر.
أشعلت الحادثة فتيل سلسلة من المواجهات عبر الحدود، انتهت بإسقاط طائرة إسرائيلية لأول مرة منذ عام 1982، وكذلك أكثر حملات القصف الإسرائيلية كثافة في سوريا منذ العام نفسه.
أسقطتها باستخدام “كمين إلكتروني”
كانت الطائرة دون طيار الأميركية “RQ-170” التي استولت عليها إيران عام 2011، جزءاً من أسطول طائرات سرية استُخدمت من قِبل الـCIA في حملة تجسس استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، وفقاً لمسؤولين أميركيين تحدثوا في ذلك الوقت. وتدّعي إيران أنها أسقطتها باستخدام “كمين إلكتروني”.
طالبت الولايات المتحدة إيران لاحقاً بإعادة الطائرة دون طيار، لكن إيران قالت إنه على الولايات المتحدة أن تعتذر بدلاً من ذلك عن غزوها لمجال إيران الجوي. تُستخدم الطائرات دون طيار الأميركية، بشكل أساسي، في مهمات المراقبة والاستطلاع، وبالإمكان تزويدها بالمعدات اللازمة لالتقاط طيف واسع من المواد الاستخباراتية.
تستطيع حمل 4 صواريخ
اختبرت إيران أول نسخة لها من طائرة “RQ-170” عام 2014، وكشفت قوات النخبة بالحرس الثوري عن “الصاعقة” في عام 2016. هذه المركبات الجوية غير المأهولة عززت برنامج الطائرات دون طيار الإيراني الطموح الذي تبنّته البلاد منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما سيَّرت أولى طائراتها من دون طيار في أثناء الحرب الإيرانية-العراقية.
تضم ترسانتها الآن طائرات دون طيار تُستخدم لأغراض المراقبة والهجوم، واستُخدمت في العديد من الدول، من باكستان إلى سوريا مروراً بالخليج العربي، رغم سنوات من العقوبات الدولية. في سوريا، التي تقدم فيها إيران دعماً عسكرياً للرئيس بشار الأسد، نفذت هذه الطائرات غارات جو-أرض، وفقاً لخبراء.
تقول إيران إن بإمكان “الصاعقة” حمل 4 صواريخ مسيَّرة بالليزر، رغم أن الخبراء يقولون إنها قد لا تتمكن من الحفاظ على قدرة التخفي حين يتم تسليحها. وكثيراً ما يبالغ القادة الإيرانيون بشأن قوة بلادهم العسكرية.
رفض الجيش الإسرائيلي الكشف عما إذا كانت الطائرة التي أُسقطت يوم السبت، مزودة بالأسلحة أم لا، لكن المسؤولين قالوا إنها كانت في مهمة. نفذت إسرائيل حملات قصف منتظمة داخل سوريا في السنوات الأخيرة؛ لاحتواء ما سمته الوجود المتزايد لإيران ووكلائها، وقال المسؤولون يوم الأحد 11 فبراير/شباط 2018، إن الطائرة دون طيار تثبت أن التحذيرات ضد إيران كانت مبررة.
وقال تشاغاي تزوريل، المدير العام بوزارة الاستخبارات الإسرائيلية، معلّقاً على الحادثة: “لم يكن الأمر هجوماً بقدر ما كان اختباراً للحدود والقواعد. بالنسبة للإيرانيين، لا شيء أفضل من اختبار الحدود والإفلات من العقاب؛ ولهذا يجب ألا نسمح لهم”.
قال ويم زويجننبرج، منسق المنتدى الأوروبي لطائرات دون طيار المسلحة، إن الصورة التي كشفت عنها إسرائيل لإسقاط الطائرة يوم السبت مميزة؛ لأن شكل الطائرة المثلث لا يمثل أي شيء عُرف أن إيران تسيّره في الأجواء السورية.
صُممت الطائرة “RQ-170” لتفادي الرادار
أضاف قائلاً: “سيكون الأمر بمثابة تطور جديد إذا كانوا يسيّرون هذه الطائرات في الأرجاء”. صُممت الطائرة “RQ-170” لتفادي الرادار؛ لأنها مصنوعة من مواد تمتص إشارات الرادار بدلاً من ردها، لكن من المحتمل أن إيران لم تستطع نسخ هذه القدرة بعدُ، بحسب زويجننبرج.
أضاف قائلاً: “ربما كانوا يختبرون الدفاعات الجوية أو يجربون الطائرة. إن كانت تحاول تفادي الرادار، فستطير على ارتفاع منخفض، ومن مقطع الفيديو يبدو أنها كانت تطير على ارتفاع منخفض بالفعل”.
وقال إنه بناء على مقطع الفيديو الذي نشرته البلاد، يبدو أن إيران قد صنعت عشرات من طائرات الصاعقة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الطائرة التي أسقطها لديها امتداد جناح يبلغ 85 قدماً. امتداد جناح طائرة “RQ-170” التي تنتجها “لوك هيد مارتن”، يبلغ 66 قدماً.
وقال تال إينبار، رئيس مركز أبحاث الفضاء والطائرات دون طيار، في معهد فيشر لدراسات الاستراتيجيات الجوية والفضائية، إن التشابهات بين الطائرتين واضحة. وأضاف أن سوريا “تمثل معمل اختبار بالنسبة لإيران لتجربة أسلحة وتكتيكات جديدة”.
الموقف العراقي