السيمر / الخميس 01 . 03 . 2018
سليم الحسني
في خطوة غريبة كل الغرابة على منهج المرجعية الدينية وعلى فكر أهل البيت عليهم السلام، أقدم احمد الصافي متولي العتبة العباسية وخطيب الجمعة، على إضافة خرافة جديدة وذلك عندما أعلن عبر الموقع الرسمي لشبكة الكفيل العالمية التابعة له، عن ما أسماها نافذة (رسالة الى أبي الفضل العباس عليه السلام).
وجاء في الإعلان المنشور على الموقع الرسمي:
أصبح بامكان (أيّ متصفّح بعد الدخول على موقع شبكة الكفيل أن يدخل على الصفحة ويستطيع أن يرسل رسالته تبعاً لآليّة معيّنة تعمل على كافّة مواقع الشبكة الأخرى ولا تقتصر على الموقع العربي وحسب، على أن تتمّ طباعة هذه الرسائل ووضعها في شبّاك ضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)).
إن مثل هذه الخطوة تمثل إساءة كبيرة لمنهج أهل البيت عليهم السلام، ولتوجهات المرجعية التي تحرص على تقديم الفكر والعقيدة الإسلامية الأصيلة طبقاً لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التي حاربت الخرافة والاسرائيليات والأحاديث المكذوبة على الرسول وأهل بيته، ودأبت على تقديم عقيدة التوحيد بأوضح وأنقى صورها، وكذلك بيّنت مكانة الرسول والأئمة عليهم السلام، وكونهم الشفعاء عند الله، وأن الدعاء يتجه به العبد الى الله تعالى مباشرة، متوسلا ومستشفعاً بأهل البيت.
إن أهل البيت عليهم السلام، لا يحتاجون الى عريضة مكتوبة، وإنما يتوسل بهم المؤمنون من أقصى الأرض الى أقصاها، متجهين بالدعاء الى الله سبحانه، ومستشفعين بهم عليهم السلام.
هذه الخرافة التي ابتدعها أحمد الصافي، لا تخلو من أغراض مريبة، فحين يرسل الناس حاجاتهم مكتوبة عبر موقع شبكة الكفيل، فان معلوماتهم الشخصية ستكون مكشوفة، وبذلك يمكن فتح باب جديد من أبواب الابتزاز والدجل لخداع أصحاب الحوائج، بعد ان تكون حاجاتهم مكشوفة للمسؤولين عن هذا المشروع المشبوه.
الى جانب ذلك، يقدّم أحمد الصافي خدمة مجانية لأعداء التشيع، للانتقاص من مدرسة أهل البيت، من خلال هذا العمل الذي يخالف تعاليمهم ومنهجهم عليهم السلام.
من المؤسف جداً أن يتولى شخص بهذه التوجهات المريبة وبهذه العقلية التخريفية مسؤولية مهمة في العتبة العباسية.
لقد كتبت عدة مقالات بأن المرجعية العليا تعاني من وجود اشخاص محسوبين عليها، لكنهم يسيئون اليها ويبالغون في الإساءة لأغراضهم واطماعهم الشخصية، ومن المؤكد أن منهج المرجع الأعلى السيد السيستاني ضد هذه الأفكار الخرافية، ولابد للمعنيين من إبداء الرأي في هذا الخصوص، حفاظاً على مقام المرجعية العليا للشيعة في العالم.