السيمر / الاثنين 05 . 03 . 2018 — لا يخفى على الجميع بان واشنطن ولأجل ضمان بقاء قواعدها في العراق بعد انتهاء الذرائع لذلك الوجود بالقضاء على عصابات داعش الاجرامية، تعمل على رسم ملامح الحكومة المقبلة، على وفق ما يتلاءم مع طموحاتها ومخططاتها في المنطقة، لضمان ذلك الوجود لأطول مدة ممكنة، وحديث الحكومة الامريكية منذ تسنم ترامب الرئاسة الى اليوم ينصب على البقاء وعدم الانسحاب من العراق لعدم تكرار أخطاء عام 2011.
وبدأت بوادر الهيمنة الأمريكية منذ ان ادخلت العصابات الاجرامية لتحتل ثلاث محافظات لتمهّد لدخول بري أمريكي مكثف، ويتبعه بعد ذلك تحرك أميركي مباشر للسيطرة على القرار السياسي، والقفز على السيادة العراقي عبر اعلانها عن اشراك مستشارين أمريكان مع المفوضية العليا للانتخابات.
ولغرض استكمال بوادر تلك اللعبة، حرّكت واشنطن قوة أميركية لحماية الانتخابات المقبلة، ومن المزمع ان تنتشر تلك القوات في نينوى واربيل والانبار وديالى وصلاح الدين لاسيما في المناطق المتنازع عليها.
مراقبون اكدوا بان ذلك يعد خرقاً فاضحاً للسيادة العراقية، داعين البرلمان الى ان يقول كلمته حيال ذلك الوجود المتزامن مع الانتخابات المقبلة.
المختص في الشأن الأمني الدكتور معتز محي عبد الحميد، قال في حديث (للمراقب العراقي) بان هذا التوسّع خطير جداً كونه يمس سيادة البلد ، مبيناً ان ذلك التحرك لا يتم دون تنسيق مع الحكومة المركزية، موضحاً بان وزارتي الداخلية والدفاع هما الاولى بحماية الانتخابات وصناديق الاقتراع من التلاعب.
عبد الحميد اضاف بان واشنطن تتدخل بشكل سافر في العراق، مرجحاً ان تتدخل واشنطن لتغيير نتائج الانتخابات على وفق ما تبتغيه ، موضحاً ان الأمريكان يضعون الحجج الواهية لتبرير تدخلهم بالوضع الداخلي العراقي ، لافتاً الى ان القوات العراقية التي خاضت الحرب ضد عصابات داعش الاجرامية، لديها القدرة على حماية الانتخابات، نافياً ان توجد أية حاجة للوجود الأمريكي.
عبد الحميد اوضح ان البرلمان ناقش موضوع الوجود الأمريكي، ودعا الى وضع جدولة لانسحابه مع جميع القوات الأجنبية الأخرى التي تنتشر في عمق الأراضي العراقية.
من جهته، المحلل السياسي هيثم الخزعلي اكد بان الادارة الأمريكية تحاول الاستحواذ على القرار السياسي العراقي عبر تدخلها المباشر، وابتدأ ذلك بدخول القوات بذريعة المستشارين الذين وصل عددهم الى أكثر من عشرة آلاف جندي، وصولاً الى فرض المستشارين الامريكان على المفوضية وانتهاءً بإدخال قوات لحماية الانتخابات.
الخزعلي اوضح في حديث (للمراقب العراقي) بان واشنطن تسعى لاختيار الرئيس القادم، وفقاً لميولها ورغباتها وطموحاتها التوسعية في المنطقة ، مزيداً بان الخوف مازال يدهم أمريكا من فوز فصائل الحشد الشعبي في الانتخابات المقبلة، وهي تحاول ان تجد حالة من التوازن لإيصال بعض القوائم في المناطق الغربية.
الخزعلي كشف بان الانبار والموصل هما أكثر محافظتين توجد بهما القواعد الأمريكية، لذلك تنشغل واشنطن بإيصال جهات موالية لها الى سدة الحكم في تلك المناطق ولا تتقاطع مع مصالحهم ، متابعاً، انه لا يوجد استدعاء مباشر من قبل العراق، لان ذلك يحتاج الى تخويل من السلطة التشريعية المتمثلة بالبرلمان، لكن واشنطن تعمل على جعل ذلك الأمر واقع حال، وتجبر السلطة التنفيذية على قبولها بذلك، وان كان مخالفاً للدستور.
المصدر : المراقب العراقي