السيمر / الاحد 25 . 03 . 2018 — أعلنت مجموعة مقاتلة كردية في العراق تضم ائتلافا لأربعة أحزاب كردية، من بينها “حزب العمال الكردستاني” و”حزب الاتحاد الديمقراطي”، اللذين تصنفهما أنقرة تنظيمين إرهابيين، عن انسحاب قواتها من منطقة شنكال (سنجار) على الحدود بين العراق وسوريا، بعد “ترسيخ الأمن والاستقرار” في المنطقة.
يأتي هذا الانسحاب بعد تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي لم يستبعد دخول القوات التركية، بعد انتهاء عملية “غصن الزيتون” التي تخوضها ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، إلى سنجار العراقية لـ”تطهيرها” من عناصر حزب العمال الكردستاني.
وبالرغم من انتقادات حكومة بغداد، واصلت تركيا عملياتها ضد “حزب العمال الكردستاني” في شمال العراق.
ضيف برنامج أين الحقيقة على أثير راديو “سبوتنيك” الخبير العسكري الدكتور أمير الساعدي يقول للبرنامج عن هذا الموضوع:إن” انسحاب حزب العمال الكردستاني من سنجار جاء بعد ضغط أكثر من جهة سياسية على هذا الحزب وخصوصاً من الحزب الديمقراطي الكردستاني، إضافة إلى تلويح الحكومة المركزية بإقدامها على خطوة عسكرية بالتعاون مع الجانب التركي، وإن لم تعلن الحكومة ذلك بشكل رسمي، لكنه كان أمراً واضحاً لاسيما لحزب العمال الكردستاني، علما أن الموقف العراقي رافض لعملية التدخل التركي على الأراضي العراقية، وإن غض الطرف عن الضربات الجوية التركية ودخول القوات العسكرية التركية، التي دخلت بعمق خمسة عشر كيلومترا بناءا على اتفاق غير مبرم بشكل رسمي بين الحكومتين العراقية والتركية قبل عام 2003، والذي يقضي بأن يتم السماح للقوات التركية أو العراقية بملاحقة الجماعات المتشددة داخل أراضي كلتا الدولتين”.
واضاف “وبهذا نرى إن عملية انسحاب حزب العمال الكردستاني هي ليست إيقاف للعمل العسكري، وإنما بداية إيجابية من هذا الحزب باتجاه عدم توتير المنطقة، وتحديداً في منطقة سنجار المختلطة مجتمعيا، ولغرض إعادة الحياة إليها يستوجب انسحاب اللجان المدنية التي شكلت من عدة مجاميع وكانت تدير قضاء سنجار إداريا، وبذلك يمكن أن تعود سلطة الحكومة الاتحادية إلى القضاء بعد أن كان مستلبا، كما تم ذلك في إقليم كردستان وفي المنافذ الحدودية، وهو موضوع أراده العراق بشكل غير معلن، أي أنه أراد أن يقوم الأتراك بالتلويح بعمليات عسكرية في سنجار، وبالتالي فإن المهمة قد أنجزت دون الحاجة إلى القيام بمثل تلك العملية عسكريا، ومع ذلك تبقى الأمور جاهزة للتصعيد، لاسيما وأن هناك معسكرات أخرى في جبال قنديل”.
وتابع الساعدي “أصبح من المعلوم رغبة السيد أردوغان بعودة تركيا كقوة صلبة في المنطقة تستطيع التوازن مع باقي القوى الإقليمية المتمثلة بالدور الكبير لإيران والدور المتنامي للمملكة السعودية في المنطقة، وبالتالي يريد الرئيس التركي إبقاء تركيا كقوة واضحة المعالم بعد خسارته للتوافق التركي القطري في إدارة الأزمة في الشرق الأوسط وملف سوريا تحديدا، فهو يريد الإعلان للولايات المتحدة الأمريكية بأنه مازال رقما صعباً في المنطقة، فهو وإن خرج عن إطار التحالف العسكري في الناتو، لكنه يستطيع العودة مرة أخرى إلى جادة المصالح، على أن يكون رقما مهما في المعادلة”.
المصدر: سبوتنيك