السيمر / الجمعة 25 . 05 . 2018 — أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان ذكرى عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار/مايو 2000 هي محطة سنوية لشعبنا ولشعوب أمتنا ومنطقتنا وهي محطة انسانية وجهادية مليئة بالعبر والدروس ويمكن الاعتماد عليها لبناء الحاضر والمستقبل.
https://www.youtube.com/watch?v=xy791sWpuOg
وشدد السيد نصر الله في كلمة له عبر الشاشة بمناسبة الذكرى الـ18 لعيد المقاومة والتحرير على ان “العدو في العام 2000 انسحب ذليلا مدحورا دون قيد او شرط لأن هناك مستوى من الخسائر لم يعد يتحمله”، وتابع “عندما نتحدث عن اي حرب مقبلة نتحدث بيقين عن النصر لأن الله معنا وشعبنا ومقاومينا موجودون ولائقون ان ينزل عليهم الله تعالى النصر”، واضاف “في حرب تموز 2006 كانوا لائقين بالنصر وما يثبت ذلك انهم عادوا سراعا الى بيوتهم وحافظوا على مقاومتهم”.
وعن وضع اسماء قيادات في حزب الله فيما يسمى لوائح الارهابية الاميركية والخليجية، قال السيد نصر الله “تعمد وضع اسمائنا على لائحة الارهاب الاميركية والخليجية لابعاد الناس عنا ومن يريد التواصل معنا”، وتابع ان “الدولة والحكومة اللبنانية مسؤولة عن اللبنانيين الذين توضع اسماؤهم على لائحة الارهاب ولا يجوز ان تدير ظهرها لهم”، ولفت الى انه “في اطار تجفيف مصادر تمويل المقاومة يأتي الضغط على الجمهورية الاسلامية الايرانية كداعم اساسي”.
وقال السيد نصر الله “عندما يكون هناك جهة تطالب فعلا بالسيادة على ارضها ولا تسمح للاميركي والاسرائيلي ان يمد يده على مائك وارضك ونفط من الطبيعي ان يرى فيك هذا العدو تهديدا له ولمصالحه ولذلك سيقوم بشن الحروب عليك ويغتالك وايضا بفرض عقوبات عليك وادراج اسمائك على لوائحه للارهاب وما شاكل من اجراءات اخرى”، وتابع “لذلك على كل من يتعرض لهذا الاجراء او ذاك ان يحتسب نفسه وعائلته كمن يضحي ويقدم شهيدا او جريحا وهذا جزء من المعركة والتضحية ويجب ان نواجه”، واضاف “في المواجهة علينا الوصول الى تعطيل هدف العدو، وهدف العدو هنا هو المس بارادتنا وعزمنا وتصميمنا وثباتنا وبقائنا بهذا الموقع وطالما اننا عازمون وصامدون هذا ليس له اي قيمة كالشهداء والجرحى والتدمير وهذا جزء من المواجهة”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “حتى الآن هم جربوا القتل والتدمير والتهجير علينا وعلى اهلنا وكل ذلك لم يمس الارادة والتصميم وهنا نقول ان هذه الخطوة والعقوبات لا تقدم ولا تؤخر وليس لها اي نتيجة، انما علينا ان نتحمله ونبني عليه لصناعة الانتصارات”، وتابع “لو افترضنا ان هذه العوبات استطاعت ان تقطع جزءا او كل هذا المال، أقول لهؤلاء الاعداء انكم مخطئون في فهم هؤلاء الناس، فالاميركي وادواته يعتقدون ويرون ان الانسان هو مرتزق ويساوي مبلغ معين بالدولار ولا يفهمون ان هذا الانسان عقائدي ووطني، وهذا هو خطأهم حيث يعتقدون ان المقاومة مرتهنة لايران وعندما نقطع عنهم المال يقع الخلاف فيما بينهم وهم لا يفهمون ان ابناء المقاومة واهلها يضحون بكل ما لديهم وبفلذات اكبادهم ولديهم ارادة شعبية وثقافة شعبية ولا يمكن إلحاق الهزائم بهم عبر هذه العقوبات ولذلك اقول لهم هذه المعركة خاسرة ومن السهل ان نعطل اهداف هذه الحرب الجديدة”.
وقال السيد نصر الله إن “المقاومة التي فرضت على العدو الهزيمة والاندحار هي اليوم اقوى وأشد واكثر حضورا”، وتابع “اليوم المعركة الكبرى التي خضناها في سوريا برجال وشباب المقاومة من الشباب، وسبق ان قلت ان حلفاء سوريا لن يسمحوا بسقوط دمشق واليوم نتوجه الى سوريا قيادة وجيشا وشعبا والى كل حلفائهم لنبارك لهم تحرير دمشق وريفها ومحيطها بالكامل وحفظها من اي خطر”.
وفي الوضع الداخلي اللبناني، قال السيد نصر الله “كل مسألة العقوبات لن تؤثر على عملية تشكيل الحكومة اللبنانية وسبق ان وضعنا على لوائح الارهاب الخليجية ولم تؤثر على مسألة دخولنا الى الحكومات اللبنانية”، وتابع “البعض يقول إن حزب الله يستعجل تشكيل الحكومة خوفا مما هو آت وهنا أقول لهم أنتم مخطئون لاننا لا نخاف من التطورات في المنطقة وبالعكس نحن لسنا قلقين من التطورات لاننا واثقين من الله وشعبنا وانما نحن نريد اتمام التشكيل بسرعة لان في ذلك مصلحة عامة للبنان”.
ورحب السيد نصر الله “بسرعة انتخاب رئيس المجلس النيابي وتكليف رئيس الحكومة لتشكيلها”، ولفت الى ان “هناك بعض المفاوضات لاتمام تشكيل الحكومة وهذا امر طبيعي وسيكون هناك شروط وشروطا مضادة، والامر يحتاج الى جهد وتعاون من كل القوى ونحن نتطلع الى حكومة جادة فاعلة قوية تتمثل فيها اكبر شريحة كبيرة ممكنة من الكتل السياسية النيابية التي نطالبها بأن تأتي ببرامجها الانتخابية الى الحكومة”، واوضح ان “في هذه البرامج هناك الكثير من المساحات المشتركة حتى تصدق هذه القوى مع الناس، والمطلوب الصدق والجدية والوفاء والمطلوب ان تلاحق الناس وتواكب”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “في الحكومة سنؤكد على ايجاد وزارة تخطيط ونحن لم نطلب بوزارة سيادية”، واضاف ان “الوزارة السيادية التي ستعطى للطائفة الشيعية محسوم انها من حصة الاخوة في حركة امل وسيكون لنا وجود فاعل في الحكومة وسنتفق مع حركة امل على توزيع الحقائب فيما بيننا ولن يكون هناك اي خلاف على الاطلاق وهذا التحالف الوطني مع حركة يقدم النموذج للجميع”.
وأشار السيد نصر الله الى انه “من الامور التي وعدنا بها هي ان نكافح الفساد والهدر في الادارات ومؤسسات الدولة، ونحن اليوم نقول ان حزب الله مصمم على مواصلة هذا الامر وهي مهمة الكل في حزب الله وسيعملون عليها على مستوى القرار والخطة والتنفيذ”، وتابع “في الايام المقبلة سنبدأ بمشاورتنا مع حلفائنا على مكافحة الفساد ووقف الهدر لنتفق على خطوات ومواقف مشتركة ونحن منفتحون وهذه المصلحة يجب ان تخاض بمعركة وطنية واسعة وشاملة لمكافحة الفساد لا بمعركة حزبية وعلينا ان نوقف الانهيار بتعاوننا جميعا”.
وعن ملف مكافحة الفساد، قال السيد نصر الله إن “قيادة حزب الله قررت ودرست وعينت مسؤولا لمتابعة هذا الملف يعمل تحت عين الامين العام مباشرة”، واضاف “قلنا إن هذا الملف سيكون له مسؤول وهو سيكون المعني لتعيين الخطط والتواصل مع الاخوة والحلفاء وهذا الملف سيكون جزءا من العمل الجماعي في حزب الله”، واوضح انه “لا مانع ان نتعاون مع قوى لبنانية في مكافحة الفساد على الرغم من عدم اتفاقنا معها في الملف الاقليمي”.
وأعلن السيد نصر الله ان النائب حسن فضل الله هو من سيتولى مسؤولية ملف مكافحة الفساد في حزب الله الذي سيشكل مركز الاسناد والتخطيط والمتابعة ومواكبة المتابعة وكل بنية حزب الله، وأمل ان “نحقق نتائج طيبة في هذه المعركة الوطنية”.
وقال السيد نصر الله “عندما نتوجه في هذا العيد الى شعبنا بالتهنئة والتبريك نشكر اولا الله الذي منّ علينا بهذا النصر العزيز والكبير، وبعد الله يجب ان نستحضر اصحاب الفضل بالدرجة الاولى المقاومون المجاهدون المضحون الذين اخذوا على عاتقهم منذ البداية الذهاب الى مقاومة الاحتلال وتركوا حياتهم وعاشوا في التلال والوديان وفي الغربة والخوف وبذلوا كل جهد لدحر هذا الاحتلال، بعضهم قضوا شهداء والبعض بقي على قيد الحياة”.
وتابع السيد نصر الله “الشكر للشهداء واللائحة تطول من الشهداء القادة على رأسهم الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والقادة الشهداء كمحمد سعد وخليل جرادي والشهداء من كل فصائل المقاومة واقتحام المواقع وكل الشهداء في ميادين المواجهة مع العدو”، واضاف “الشكر ايضا للجرحى وللاسرى ولعوائل الشهداء والجرحى والاسرى، وايضا الشكر لعموم الناس وخاصة اهل القرى والبلدات الذين عاشوا تحت الاحتلال وعلى خطوط التماس وكل ما عانوه في هذه المناطق وبقية المناطق اللبنانية خاصة التي تعرضت للقصف والاعتداء”.
واعتبر السيد نصر الله ان “الجيش اللبناني والقوى الامنية كان لهم حضورهم وايضا فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش العربي السوري وما قدم من تضحيات”، وتابع “هؤلاء جميعا هم ممن شاركوا بصنع هذا الانجاز بالاضافة الى كل من دعمهم ووقف الى جانبهم في لبنان بشتى السبل وصولا لتحقيق الانتصار على العدو في العام 2000، بالاضافة الى مساعدة ايران وسوريا لانجاز هذا النصر، وهنا لا بد من التذكير بخذلان العالم للبنان على الرغم من مشاهدة جرائم العدو والقتل والاحتلال”.
وقال السيد نصر الله “ببركة كل هذه التضحيات كان الانتصار والتحرير وعادت الارض باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، عادت الارض وعاد الاسرى وعاد الامن والامان على طول الحدود مع فلسطين المحتلة ومعهم كل لبنان، والمهم انك تعيش امنا وامانا بكرامة وحرية”، ولفت الى ان “انتصار العام 2000 تحقق على الرغم من عدم وجود اي تكافؤ بالفرص والامكانات حيث كانت هذه الامكانات متواضعة جدا من حيث العديد والعتاد والاسلحة سواء من حيث النوعية او الكثافة ومع ذلك كان هذا الانتصار الكبير والعظيم، وهنا نقول ان هذا الانتصار له بعده الانساني والاخلاقي وهو نصر من الله”، واكد ان “هذا النصر اعطاه الله لهؤلاء الناس لانهم كانوا لائقين وجديرين بهذا النصر”.
وحول عدم اقامة احتفال بذكرى عيد المقاومة والتحرير، قال السيد نصر الله “لم نقم احتفالا بمناسبة عيد المقاومة والتحرير بسبب ان الناس صائمون على امل اقامة الاحتفال بيوم القدس العالمي في اخر يوم جمعة من شهر رمضان”، وتابع “يجب ان يحظى هذا اليوم باهتمام خاص على مختلف الصعد بالتحديد لما تتعرض له القدس وكل فلسطين من مخططات وبعد قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الاميركية ولمواكبة التضحيات الجسام التي يقدمها أهل فلسطين في غزة وداخل اراضي العام 1948، ولذلك نامل ان يكون يوم القدس الآتي موقع عناية خاصة على مختلف الصعد”.
من جهة ثانية، بارك السيد نصر الله “للمسلمين بحلول شهر رمضان المبارك، هذا شهر الله وهو فرصة ثانوية واستثنائية للتوبة وطلب المغفرة وحاجتنا في الدنيا والآخرة وشهر الدعاء وتلاوة القران والتوجه الى الله وتطهير الارواح وهو شهر التآخي وصلة الرحم ومساعدة الفقراء وتكريم الايتام قضاء حوائج المحتاجين ويجب ان نتعاطى معه على انه فرصة إلهية ليس للترف والكسل وانما شهر للاستفادة في ايامه ولياليه وساعاته وهي الافضل كما ورد في خطبة الرسول باستقبال هذا الشهر”.
المصدر: موقع المنار