الرئيسية / منوعات / قصر مُضحي في الزبير .. محطة تراثية للكشتات ينتظر الاهتمام

قصر مُضحي في الزبير .. محطة تراثية للكشتات ينتظر الاهتمام

السيمر / الثلاثاء 05 . 06 . 2018 — مابين منطقتي خور الزبير ومدينة الزبير غرب البصرة يقع قصر مُضحي او ما يطلق عليه باللهجة الزبيرية “بكصر” مضحي والذي شيد بداية القرن الماضي من الحجر والطين ولاتزال اثاره موجودة في منطقة يطلق عليها بالرافضية وهي منطقة الاثل اوماتسمى بمنطقة الكشتات ايضاً.
قصر مُضحي الذي لايزال بإطلالته الطينية المميزة في تلك المنطقة ينتظر الاهتمام من الجهات المعنية والذي يعتبر معلما من معالم البصرة ومن بين عدة قصور اندثرت وضاعت معالمها ومواقعها.
ويقول الباحث محمد حسين الراشد للمربد ان “قصر مضحي يعود الى الشيخ مضحي الدلم والذي يعود نسبه الى الدلم في القصيم بمنطقة نجد في السعودية، وليس لقبيلة الدليم في العراق”.
الراشد يبين ان الشيخ مضحي نزح من تلك المناطق الى مدينة الزبير وقام بأنشاء القصر للكشتات (السفرات) البرية في منطقة الأثل، وجعله مضمارا ومرفأ للإبل والخيول العربية الاصيلة، ويضم القصر اكثر من 20 مربطا للخيل على مدار باحة القصر التي لاتزال تحتفظ بمعالم تلك المرابط.
من جهته وصف الحاج عبد الصاحب محمد الفهد والذي يعد اقدم شخصية معاصرة في الزبير ان “قصر مضحي يعد من القصور القديمة التي شُيدت في قضاء الزبير بداية القرن الماضي موضحا ان تلك القصور كانت مكان للكشتات للعوائل الزبيرية في سبعينيات القرن الماضي”، وهو مكان لتاريخي ملائم في منطقة تسمى الرافضية.
وعن بناءه، يقول الفهد للمربد أنه شيد من الطين الذي قاوم كل تلك السنوات، لكن حاله حال القصور الاخرى التي اندثرت واخرى بشواهد بناء مندثرة وهي شواهد تاريخية رافقت نزوح العوائل من الجزيرة العربية لمدينة الزبير.

وبين احد رجال مدينة الزبير القدماء ابو ناصر للمربد ان “القصر تم تشييده وسط منطقة الاثل وتحيط به المزارع والقصور التي كان يشيدها معظم تجار الزبير المنحدرين من نجد والحجاز”، موضحا ان “القصر يناهز اكثر من 100 عام على بناءه الذي تم من الطين والحجر ويسمى ببناء (العروك) الذي يقاوم الامطار والتقلبات الجوية”.
فيما طالب رئيس لجنة السياحة في مجلس الزبير مسلم الصرايفي من الحكومة المحلية في البصرة ودائرة الاثار بالاعتناء والاهتمام بالمعالم الأثرية والتراثية في القضاء ونواحيه وجعلها معالم سياحية وترفيهية.
وقال الصرايفي للمربد إن مدينة الزبير ونواحيها يتواجد فيها الكثير من المناطق والمعالم الأثرية وكذلك القصور التاريخية بالإضافة الى الطبيعية ومنها جبل سنام، مؤكدا ان تلك المعالم بحاجة الى الاهتمام من قبل الحكومة المحلية في البصرة والجهات المعنية في دائرة الاثار والتراث لتكون اماكن للسياحة وجذب السائحين واماكن ترفيهية للعوائل.
ولفت الصرايفي الى تقديم عدة دراسات ومقترحات للحكومات المحلية المتعاقبة من اجل الاهتمام بالجانب السياحي والتراثي كمشاريع سياحية ولم تلقى اي اهتمام، حسب قوله.
من جانبه، يقول مدير مفتشية هيئة آثار وتراث البصرة قحطان عبد علي العبيد للمربد إن هناك قصور تراثية واثرية وهي في الاصل خانات لاستراحة القوافل التجارية واقعة ضمن حقل الرميلة النفطي في منطقة الرميلة الشمالية، مشيرا الى التنسيق مع شركة البي بي لحماية تلك المواقع من خلال احاطتها بأسيجة طويلة.
وعن قصر مضحي يؤكد وجود حراسة ومتابعة للقصر من التجاوزات وكان يفترض ان يحاط بسياج لحمايته وهناك مخاطبات رسمية الى الحكومة المحلية في البصرة ومثلها الى وزارة الثقافة بالإضافة الى خطة لوضع اسيجة تلك القصور والمواقع الاثرية، مستدركاً أن التخصيصات المالية هي من تقف أما تأخير العمل.
ونوه الى وازالة كافة التجاوزات التي تحيط بالمواقع الاثرية ومنها المعامل الحصى والجص من مواقع القصور او الخانات الاثرية في مواقع الزبير والشعيبة والرميلة.

المربد

اترك تعليقاً