الرئيسية / الأخبار / من محمية بقاعدة التنف الامريكية تسلل الارهابيون نحو السويداء بسوريا :: “داعش” لن يعود بنظر امريكا.. واستخبارات العراق ترجح ظهوره من خلال هذا “المثلث”

من محمية بقاعدة التنف الامريكية تسلل الارهابيون نحو السويداء بسوريا :: “داعش” لن يعود بنظر امريكا.. واستخبارات العراق ترجح ظهوره من خلال هذا “المثلث”

السيمر / الاحد 29 . 07 . 2018 — في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن في هلسنكي في السادس عشر من تموز الجاري، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما اسماه الى “الحملة الناجحة” التي قامت بها بلاده في استئصال تنظيم داعش. ومع ذلك، فهو بعيد كل البعد عن تفاصيل عملية تحرير العراق من داعش.
بالأنباء بالعراق، تتحدث مصادر امنية عراقية متعددة أن داعش يعيد تشكيل نفسه في أجزاء من البلاد. وإن الفوضى التي حدثت بعد انتخابات آيار الماضي التي أدت لنتيجة غير حاسمة لعودة، ساهمت في استفحال هذا التنظيم، فضلاً عن عوامل أخرى، منها مزاعم واسعة النطاق بشأن التزوير والمجموعات المدعومة من ايران.
ويتناقض هذا الاعتقاد، مع النظرة السائدة في واشنطن، فالرواية التي قدمها ترامب عن طرد داعش في العراق، لا أصل لها في العراق، بدليل أن موفق الربيعي مستشار الامن الوطني السابق يقول إن “هناك مؤشرات الى انتعاش داعش، ويمكن رؤية ذلك في سجلات وتقارير المخابرات”.
ومما يثير القلق بشكل خاص مع أولئك الذين اُجريت معهم المقابلات الذين تحدثوا عن الغالبية العظمى من مسلحي داعش المتبقين هم عراقيون وليسوا أجانب. وهذا يجعل من المستحيل تقريباً تقديم حوافز لهم لمغادرة البلاد.
احد العوامل الرئيسية في ظهور داعش، هو قدرته على استغلال عدم الرضا العام في المناطق السنية النائية، حيث بقي المسلحون بعد ان تم طرد التنظيم من معاقله الرئيسية بالمناطق الحضرية. ومن العوامل الأخرى التي تعزز التطرف، غياب سلطة الدولة، وفساد الحكومة التي تحد من الخدمات العامة.
وبالوقت نفسه، تتزايد المظاهرات في مدن جنوب العراق بسبب البطالة ونقص الكهرباء وقضايا أخرى، مما يتيح لمزيد من الفرص لداعش لاستغلال المظالم العامة.
ووصف احد المستشارين الأمنيين البارزين داعش، بأن التنظيم مبني على “مثلثات موت أربعة”، مستشهدين بالمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة التي يمكن ان يختبئ بها المسلحون حتى بدون دعم السكان المحليين، وفقاً للمستشار هشام الهاشمي، المختص في شؤون الجماعات المسلحة المتطرفة.
المثلث الأول بنظر الهامشي، هو استغلال مسلحو التنظيم لجبال حمرين كقاعدة للكمائن والهجمات على ثكنات أمن الدولة. حيث تعد هذه المنطقة في معظمها، خاضعة لسيطرة داعش.
المثلث الثاني، يضم سامراء، لم يتمكن مسلحو داعش من استمالة سكانها المدينة المحليين، لكن المسلحين استخدموا المدينة كموقع ثانٍ في حال مهاجمتهم.
المثلث الثالث، بغداد – دمشق، وهو المكان الذي تقوم فيه داعش بعمليات الاختطاف والتفجيرات، وتعطيل التجارة وسرقة البضائع التجارية. اما المثلث الأخير وهو الرابع، الصحراء الشاسعة على الحدود مع الأردن وسوريا والمملكة العربية السعودية.
ويقول الهاشمي إن “الأهداف هي المفتاح لفهم عودة ظهور بقايا داعش التي تهدف لخلق فوضى وتحدي القوات الأمنية التي تحاول هي الأخرى زيادة الثقة بينها والمواطنين العراقيين العاديين”. وهذا يختلف عن استراتيجية داعش في المدن الكبرى حين ظهرت في عام 2014مما يشير الى ان المجموعة أصبحت “قوة عصابات” في العراق.
ولا يتطلب الامر الكثير للتلاعب بإحباط السكان العراقيين، فهم يعيشون في بلد غني ينعم بالنفط، ومع ذلك، فان عمليات التهريب الواسعة النطاق من شماله الى جنوب، تدر اموالاً للمهربين لا يمكن عدها.
وبالإضافة الى ذلك، لم يُسمح للعراقيين الذين فقدوا منازلهم في القتال ضد داعش بالمدن الكبرى، مثل الموصل وتكريت والانبار، بالعودة إلا اذا قاموا برشوة المسؤولين.
وتوفر نتائج الانتخابات مؤشرا ملموسا على عدم الرضا العراقي وعن سياسة بغداد على وجه الخصوص. في حين أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نسبة المشاركة بلغت 44.5٪، فيما تتحدث مصادر موثوقة عن إن الرقم الحقيقي يقترب من 20٪فقط.
وحتى أولئك الذين قاموا بالتصويت لا يبدو أنهم حصلوا على ما يريدون. مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الشيعي الذي فازت كتلته السياسية بالانتخابات بعد أن وعد بإنهاء الفساد، وتحسين الاقتصاد والعمل على الحد من نفوذ طهران، يتحدث مع من يعتقد أنه يمكن أن يساعده في تأمين السلطة، بما في ذلك قائمة الفتح المدعومة من إيران.
وأمرت المحكمة العراقية العليا بإعادة فرز الأصوات بعد أن كشف تقريرا حكوميا عن مخالفات انتخابية واضحة، لكن الربيعي قال إن عدم ثقة العراقيين في الحكومة الجديدة ستكون مسؤولة أكثر من تهديد داعش.
وقال ان الهزيمة العسكرية لداعش في الموصل ومدنٌ وأخرى، ليست سوى نصف الحكاية، لانها لا تعالج الأسباب الكامنة التي دفعت عراقيين للانضمام لداعش.
ووأضاف الربيعي “لقد أعلننا النصر على داعش، لكن كيف يمكن تحديد شكل النصر؟ هل كان انتصاراً اجتماعياً؟،لا، انتصار سياسي؟ لا”.
وتواصل القوات التي تقودها الولايات المتحدة مهاجمة أهداف تنظيم داعش. وسبق ان أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية تنفيذها 14 ضربة ضد التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا منذ يوم 9 إلى 15 تموز.
غير أن العديد من الخبراء العراقيين المعنيين بخطط التحالف لتخفيض قواته في العراق قالوا إن التحالف مطلوب لمحاربة داعش في المثلثات الأربعة التي حددها الهاشمي. وإذا لم يحدث ذلك، فإن داعش سيكتسب القوة، وتصريحات ترامب عن النصر ستصبح أكثر جوفاء.

المصدر: رويترز
ترجمة: وان نيوز

اترك تعليقاً