السيمر / الأربعاء 22 . 08 . 2018 — تواصل القوى السياسية العراقية حواراتها على خط تشكيل «الكتلة الأكبر»، في ظل استبعاد لولادتها قبيل منتصف الشهر المقبل، كما كان متوقعاً. وفيما تراجعت حظوظ ائتلاف «المعتدلين»، المتمثلين بزعيم «التيار الصدري» وحلفائه، في إعلان تلك الكتلة، عاد الحديث عن وساطات وضغوط «داخلية وخارجية» لإعادة إحياء «التحالف الوطني»
خلافاً للتوقعات التي سرت في خلال الأيام الماضية عن إمكانية إعلان تشكيل الكتلة النيابية الأكبر قبيل عيد الأضحى، لم تفرز الحوارات المكثّفة بين الكتل السياسية معطيات جديدة تسمح بإخراج تلك الكتلة إلى دائرة الضوء. وبعد فشل الاجتماع الذي انعقد مساء أول من أمس في فندق بابل بالعاصمة بغداد بين رئيس الوزراء حيدر العبادي، وزعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، وزعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، اجتمعت المعلومات المتوافرة على تأكيد عدم وجود حكومة قبيل منتصف الشهر المقبل.
ولم تختلف التصريحات التي صدرت، أثناء الساعات الماضية، عن النواب الفائزين في الانتخابات، عن سابقاتها، لناحية الحديث عن قرب إعلان «الكتلة الأكبر»، ووصول التفاهمات إلى «مرحلة متقدمة». لكن، حتى الآن، ليس ثمة في الأفق ما يشير إلى أن إعلان هذه الكتلة سيكون خلال ساعات أو حتى أيام، كما يروّج ممثلو الكتل السياسية. إذ، وفقاً لمصدر مطلع على المفاوضات تحدث إلى «الأخبار»، من «المستبعد جداً» إعلان «الكتلة الأكبر» قبيل الـ15 من أيلول/ سبتمبر. وأكد المصدر وجود ضغوطات «داخلية وخارجية» على الكتل «الشيعية» من أجل توحيد صفوفها من جديد، والالتئام في كتلة واحدة من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة، موضحاً أن من بين تلك الجهات التي تمارس ضغوطاً «مراجع دين» لم يكشف عن أسمائهم.
واحتضن منزل رئيس تحالف «الفتح»، هادي العامري، أمس، اجتماعاً ضمّ ممثلين عن «دولة القانون» و«تحالف المحور الوطني»، في وقت أفادت فيه أنباء بانعقاد اجتماع آخر بين «الفتح» وقيادات كردية في إقليم كردستان بالتزامن مع وجود مبعوث الرئيس الأميركي، بريت ماكغورك، هناك. وأفاد قيادي حضر الاجتماع الأول، «الأخبار»، بأن «المجتمعين لم يتوصلوا إلى اتفاق نهائي بشأن إعلان الكتلة الأكبر، لكنهم اتفقوا على تشكيل لجنتين، تختصّ الأولى بكتابة نظام داخلي للتحالف الأكبر، والأخرى البرنامج الحكومي»، مستبعداً «إعلان الكتلة الأكبر خلال ساعات أو أيام قليلة كما يُتداول في الإعلام».
وفي الإطار نفسه، كشف القيادي في تحالف «الفتح»، حنين قدو، عن تجديد رئيس التحالف محاولته إقناع زعيم التيار الصدري بإعادة إحياء «التحالف الوطني»، وتشكيل «الكتلة الأكبر» بإشراك جميع «القوى الشيعية» فيها. ونقلت وسائل إعلام محلية عن قدو قوله إن «هادي العامري جدّد محاولته إقناع الصدر بإعادة إحياء التحالف الوطني من خلال تشكيل الكتلة الأكبر، وضمّ جميع القوى الشيعية الخمس ضمن تشكيل الحكومة المقبلة»، لافتاً إلى أن «المحاولات السابقة لإقناع الصدر قد فشلت، وقد تنجح في الوقت الحالي». ورأى قدو، وهو أحد أعضاء منظمة «بدر» التي يرأسها العامري، أن «الكتلة الأكبر يجب أن تُشكّل من جميع القوى الشيعية، دون ذهاب إحداها إلى المعارضة السياسية»، مشيراً إلى أن «جميع اللقاءات حول تشكيل الكتلة الأكبر بعيداً عن اشتراك القوى الشيعية الخمس ستفشل، ولن تحقق أهدافها السياسية».
على خطّ مواز، حطّ ماكغورك، أمس، رحاله في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، بعد سلسلة لقاءات أجراها في العاصمة بغداد مع زعماء وقيادات سياسية. وبحسب وسائل إعلام كردية، التقى ماكغورك رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، الذي أكد لضيفه أن «الأهم بالنسبة إلى الأطراف الكردية، هو الالتزام الصحيح من جانب الأطراف العراقية بمبادئ الشراكة، وكذلك وجود ضمانات وآليات واضحة لتطبيق الشراكات والاتفاقيات». وكان ماكغورك قد التقى، في وقت سابق، رئيس ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي، حيث أبلغه بوجود «تحفظ» أميركي على بعض الأطراف في تحالف «الفتح». وبحسب القيادي البارز في «دولة القانون»، سامي العسكري، أكد المالكي لمبعوث الرئيس الأميركي ضرورة أن «تقف واشنطن على مسافة واحدة من الجميع، وأن لا يكون لها موقف منحاز». ونقل العسكري عن المالكي تشديده على أهمية أن تكون الحكومة المقبلة «قوية»، واعتباره أن تحفظ الإدارة الأميركية عن أطراف في «الفتح» فيه «نفاق».
الاخبار اللبنانية