أخبار عاجلة
الرئيسية / دراسات ادبية وعلمية / محمّد حمودة بن ساعي

محمّد حمودة بن ساعي

السيمر / الثلاثاء 28 . 08 . 2018

معمر حبار / الجزائر

حين قرأت كتاب “العفن” لأوّل مرّة لمالك بن نبي، كتبت حوله 3 مقالات، منها مقال بعنوان: “مالك بن نبي.. العفن من جديد”، بتاريخ: السبت 17 ذو الحجة 1438، الموافق لـ 09 سبتمبر 2017، تطرقت فيه وبإسهاب لعلاقة مالك بن نبي بزميل العمر محمّد حمودة بن ساعي، لمن أراد أن يعود للمقال. وبين يدي الآن كتاب “مذكرات شاهد القرن: الطفل والطالب”، لمالك بن نبي، دار الفكر، الجزائرية، ودار الفكر السورية، الطبعة الثانية 1404هـ – 1984، من 457 صفحة، حيث جاء ذكر حمود بن ساعي 39 مرّة، قد نعود إلى الكتاب إذا سمحت الظروف. وخلال رمضان 1439هـ -2018، أهداني زميلي الأستاذ عبد القادر حاج شريف كتاب:
“Hommage et témoignages, Mohamed Hamouda Bensai, Ou le farouche destin d’un intellectuel algérien « , Edition établie par : Nour – Eddine Khendoudi, Préface de: Sadek Sellam, Edition Alem el Afkar, Mohammadia, Alger, Algérie, 2008, Contient 176 pages. ، فكانت هذه القراءة:

لماذا توقف محمّد حمودة بن ساعي عن الكتابة؟
جاء في صفحة 67 وما بعدها، أنّ الأستاذ محمّد حمودة بن ساعي كتب سنوات 1920-1950، ثمّ توقّف عن الكتابة مدّة 30 سنة، ثمّ عاد إليها سنوات 1980، ليكتب القليل إلى أن لقي الله تعالى. السّؤال الذي لم أجد له إجابة لحدّ كتابة هذه الأسطر. لماذا توقّف محمّد حمودة بن ساعي عن الكتابة؟ لماذا لم يواصل الكتابة وقد رزق البيان باللّغة العربية وباللّغة الفرنسية؟. أتعمّد طرح هذه الأسئلة لأنّي لم أقبل لحدّ الآن فكرة ماسينيون هو الذي منعه من الكتابة وإن كان القارىء المتتبّع لا ينكر دوره، خاصّة وأنّ الذي عاش نفس ظروف زميله مالك بن نبي رحمة الله عليهما، ويظلّ السّؤال مطروحا إلى أن يجد له القارىء المتتبّع إجابة شافية لا تبالغ في المدح ولا تبالغ في اتّهام الغير.

الجرائد التي كتب فيها
« EN najah », EL iqdam », » LA République »

مقالاته:
1. “l’Islam, religion de justice », Batna, 17 juillet 1949. P68-71
2. « Honorons la mémoire de l’Emir Khaled, LE VALEUREUX PETIT-FILS DE L’Emir Abdelkader, « Algérie Actualité », n758 du : Avril 19980 . p72-73
3. Honorons la mémoire d’Isabelle Eberhardt, » La belle aventureuse de sables », La semaine de l’Emigration, 1984, P 76-82.
4. وكتبت مقال مطول أستنكر فيه سياسة الانتخابات للمستدمر الفرنسي بعنوان: “سراب السياسة والدعوة إلى هداية القرآن”. 125

محاضراته
1. “القرآن و السياسة”: التي ألقيتها لأوّل مرّة باللّغة العربية بمقرّ الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا بباريس فرنسا في ديسمبر 1931، بطلب من المرحوم صالح بن يوسف. ثمّ ألقيتها بتاريخ: 28 أوت 1932 بالجزائر. 101
2. ومنع من إلقاء محاضرة كان من المفروض أن يلقيها بتاريخ: 28أوت 1932، بعدما كان مبرمجا لذلك. 101

علاقته مع السياسيين
1. أثنى على خطاب الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه. 95
2. انتقد موقف بومدين من “قانون الأسرة” والذي أدى بمصادمات مع طلبة جامعة قسنطينة سنة 1971، وقال عنه بتاريخ: 05 سبتمبر 1981: ” لم يكلّف نفسه الدفاع عن الشريعة الإسلامية”.

حمودة بن ساعي ومالك بن نبي
1. ذكره مالك بن نبي في كتابه” الطالب”، وتحدّث عن المحاضرة “من أجل إنسانية حقا” سنة 1932 التي ألغيت من باريس أو من الجزائر. و استنكر على “توفيق مدني” لأنّه لم يذكر إلغاء المحاضرة في كتابه “حياة كفاح”.
2. كتب بتاريخ: 21 أوت 1984: أهداني زميلي المرحوم مالك بن نبي بتاريخ 1946 كتابه: “الظاهرة القرآنية”. 115
3. يستنكر بشدّة لأنه لم يستطع أن يعثر على قبر مالك بن نبي. ويقول: “أتذكر كيف أنّه حين كان حيا، كان محطّ أنظار عبد الناصر والقذافي.86
4. يتأسف بتاريخ: 17/ديسمبر 1981، لأن « Algérie Actualité » رفضت أن تنشر له مقال حول مالك بن نبي.
5. أثناء دراساتي بباريس فرنسا، أنشأت رفقة مالك بن نبي: “l’Union des Jeunesses Chrétiennes » رفقة مالك بن نبي. 72

معاناته
1. عملت بالفحم لأضمن حياتي وأواصل دراستي.72
2. لا أتبع إلاّ ما يمليه علي ضميري، وعزلني “ماسينيون” وتابعه “Vincent Monteil ” في كتابه: ” Le Linceul de feu، صفحتي 83-84″ واتّهمني وشوّه صورتي. 95 و العقيد “موننتاي” هو الذي كان يعمل في مكتب “جاك سوستال” وهو الذي أشرف على استنطاق السري لصديقنا مصطفى بن بولعيد.96
3. عدت إلى الجزائر مجرّدا من كلّ ممتلكاتي، ومطارد من كلّ الجهات، عشت في فرنسا بداية الثلاثينات حياة المهمشين المهملين. و لولا مساعدة الطلبة المصريين والعمال من منطقة القبائل بالجزائر لمتّ منذ زمن. 96
4. يقول بعد أحداث 5 أكتوبر 1988: ” أنا ابن باتنة، أصبحت غريبا في وطني، أتعرّض للظلم، وللمأساة والإهمال”
5. في رسالته لمدير “El-Moudjahid” بتاريخ: 25 أوت 1980، أخبره أنّه أنهى كتابه: “écrits sur les souvenirs de jeunesse”، و “au service de lslam’” و “au service de l’Algérie”، و وعده بكتب أخرى.
6. في رسالته التي وجّهها إلى الأستاذ سي عبد الوهاب، بتاريخ: 18 مارس 1981 بباتنة، الذي يشرح فيها الظلم الذي تعرّض له ابتداء من سنة 1939، المتعلّق بعائلته التي سلبت أرضه وممتلكاته إلى ما بعد استرجاع السيادة الوطنية، وإلى غاية وفاته.
7. يقول بتاريخ: 29 نوفمبر 1984، أنّه ولمرض أصاب عينيه لم يعد يقرأ ويكتب إلاّ عبر إملاء شخص يرضى بذلك. 110.
8. يعترف بأنّه لولا وساطة أحد طلبته لما استطاع أن ينشر كتابه الخاص حول عبد الحميد بن باديس، وهو الكتاب الوحيد الذي كتبه حمودة بعنوان: ” AU SERVICE DE MA FOI Pour la mémoire du Cheikh Abdelhamid Ben Badis”

أقواله
1. قال سنة 1984: العنصرية ليست وليدة اليوم.
2. قال بتاريخ: 29 مارس 1989: أنا رجل مبادئ لذلك أنا فقير، وحيدا ودون عائلة. 94
3. قال أيضا: الاستدمار الذي لم يطرد ليس أعمى. 94

قالوا عنه
1. قال: حدّثني صاحب المكتبة أنّ الطلبة اشتروا الأعداد العشرون الخاصّة بمقالي. 73
2. وحدّثني أستاذ أنّه اختار مقالي حول: “Isabel Eberhardt » ” ضمن “اختبار اللّغة الفرنسية” لطلبة الثانوية. 73
3. قال عنه زميله “امحمد مكي” بتبسة وأمام جمع من النّاس وبتاريخ 1942: ” هذا الرجل عالم، له قلب صافي، سلوك نبيل، الذي ضحى بالكثير من أجل علمه، وبما يملك وبشبابه”. ثمّ طلب منه باللّغة الفرنسية: ” سي حمودة غادر هذا البلد، إنّه بلد سيّئ”. قال عنه حمودة: “هذا المناضل النبيل، مات في مرسيليا ضمن الفقر والتهميش”. 96
4. تحدّث عن أرضه المسلوبة منذ سنة 1937، وأعاد إحياءها بتاريخ: 05 سبتمبر 1981، وعبر صفحات 106-109.

علاقته بعبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي وعبد العزيز الخالدي
1. أثنى على الأمير خالد وعبد الحميد بن باديس.75
2. قال بتاريخ: 05 سبتمبر 1981: زرت قبر الشيخ البشير الذي التقيت به في مارس 1950، فقال لي: ” الشيخ التبسي يحدّثني عنك كثيرا، حالتك تبكيني، أخرج من هذا الوطن المنحوس”، وأضاف: ” أنت عالم لكن ينقصك فن أن تكون شيطان”.
3. اعتبر البشير الإبراهيمي وعبد العزيز الثعالبي من بين أحقّ علماء الإسلام. 95
4. زار الأستاذ عبد العزيز الخالدي: 04 سبتمبر 1981. صفحة 86

العلاقة السّيئة بين حمودة بن ساعي وأحمد طالب الإبراهيمي
من المعلومات التي وقفت عندها وأنا أعيد قراءة كتاب: “Hommage et témoignages, Mohamed Hamouda Bensai: طلبت أخت حمودة بن ساعي منه أن يتّصل بـ: “ابن الشيخ البشير” في قضية الأرض التي سلبوها إياه، ويقول بتاريخ 05 سبتمبر 1981 وفي صفحة 106: “كتبت عدّة رسائل مطولة إلى الأستاذ أحمد طالب الإبراهيمي”. أنهيت قراءة الكتاب ولا يوجد ردّ أحمد طالب الإبراهيمي ولا تقديم المساعدة ولا يتحدّث حمودة بن ساعي عن الردّ ولا المساعدة.
هل يمكنني القول، أنّ المعاناة التي لقيها مالك بن نبي على يد أحمد طالب الإبراهيمي وزير التربية إبّان انقلاب 19 جوان 1965، طالت أيضا زميله حمودة بن ساعي على يد أحمد طالب الإبراهيمي. وهل يمكن القول أنّه: غرّه شبابه، ومنصبه، واحتمى بانقلاب 19 جوان 1965، ولم يقبل منافسا رغم أنّ مالك بن نبي وحمودة بن ساعي لم يكونا منافسين له.

أين صور الأستاذ محمّد حمودة بن ساعي؟
حين شرعت في قراءة الكتاب صدمتني الصفحة الثانية التي تلي الغلاف مباشرة، حيث جاء فيها وحسب ترجمتي بالحرف الواحد: ” في الغلاف: الصورة الوحيدة لمحمّد حمودة بن ساعي”. أقول: تملك الجزائر صورة وحيدة عن الأستاذ والمفكر حمودة بن ساعي رغم أنّه توفى سنة 1998 فقط، وهذه لعمري من الأخطاء التي لا تغتفر في حقّ أهل العلم والفكر رحمة الله عليهم.

رسائله
رسالة إلى مدير جريدة النصر: 17 ديسمبر 1981. صفحتي 86-87.
رسالة إلى مدير يومية « El Moudjahid »: 28 فيفري 1981، صفحتي 88-89
رسالة إلى زميله العزيز والشجاع علي بقاسم: 29 مارس 1989. صفحات 93-96
رسالة مطوّلة مع المفكّر الفرنسي “أندري جيد” بتاريخ 1932 -1933

ملاحظاتي وقراءتي:
1. يستعمل لقب سيّدنا وهو يتحدّث عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. 88
2. يعترف أنّه ضيّع الكثير من كتبه وملاحظاته. 94
3. ضرورة الوقوف على علاقة حمود بن ساعي بزميله مالك بن نبي.
4. علاقة حمودة بشيخه عبد الحميد بن باديس كانت جيّدة وكلّها احترام وتوقير، وينتقده في سياسته التي اتّبعها.
5. رفض بشدّة موقف ابن باديس وجمعية العلماء أثناء مؤتمر 1936، وظلّ على هذا الرفض إلى أن لقي ربّه. والأيام أثبتت نظرته الصائبة فيما يخصّ رفض المؤتمر، ومثله في ذلك كمثل زميله مالك بن نبي الذي ظلّ يعاتب ابن باديس وجمعية العلماء على موقفهم أثناء مؤتمر 1936.
6. طلب ابن باديس من بن ساعي أن ينضم إلى جمعية العلماء، لكن بن ساعي رفض ذلك، قائلا: لا أستطيع لأنّي أختلف مع نهج الجمعية المتعلّق بالجانب السياسي، لكن أعدك أن أظلّ وفيا لك، وفعلا بقي وفيا لابن باديس وكتب عنه كتاب “عبد الحميد بن باديس”.
7. كان عبد الحميد ابن باديس يطلب من حمودة بن ساعي أن لا يعلن عن مواقفه الرافضة لسياسة الجمعية وابن باديس تجاه الاستدمار الفرنسي حين يتحدّث معه وجها لوجه، ويطلب منه التريث وأنّه لم يحن بعد الوقت لنشر مثل هذه الانتقادات.
8. رفضه لموقف فرحات عباس الذي كتب مقال: “أنا فرنسا”، ولم تسانده جمعية العلماء في موقفه النبيل، وكذلك وقف مالك بن نبي نفس الموقف الرافض لفرحات.
9. الموقف المخزي الذي وقفه العقبي من محاضرة حمودة بن ساعي واتّهمه بالسّرقة، وأنّه لا يمكن للجزائري أن يكون في هذا المستوى العالي !، وأن المستوى الرفيع حكر على المشرق العربي دون الجزائريين !.
10. أخطأت جمعية العلماء حين لم تستفد من قدرات حمودة بن ساعي، كما أنّها أخطأت حين لم تستفد من طاقات زميله مالك بن نبي.
11. يبدو لي أنّ حمودة بن ساعي عاش مشاكل عائلية تتعلّق بزوجة الأب واستيلاء الورثة على أرضه ثمّ استيلاء قانون الثورة الزراعية عليها. وهذه المشاكل ظلّت تعرقله منذ العهد الاستدماري إلى ما بعد استرجاع السّيادة الوطنية وأيامه الأخيرة، و واضح أنّ لها أثرا في عرقلة مسيرته العلمية.
12. حالة الفقر التي عاشها حمودة بن ساعي لا يمكن تخيّلها ولا تصورها، ويكفي القول أنّه لا يستطيع شراء جريدة “le Monde”، ولا يستطيع شراء مذياع في سنوات الثمانينات.
13. المعروف عن الأستاذ محمّد حمودة بن ساعي أنّه يتقن اللّغة الفرنسية إلى حدّ الكمال البشري، لكن ما يجب معرفته أنّه يتقن اللّغة العربية أيضا ويكتب بها ويترجم من خلالها.
14. يبدو أنّ حمودة بن ساعي كان ناقما على بومدين وسياسة بومدين وإن لم يعلن ذلك
15. واضح جدا أنّه كان من المساندين لأحداث 5 أكتوبر 1988.
16. أبدى حمودة إعجابا شديدا بسياسة الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه بعد سنة 1989 حين فتح أبوابا للحرية، لكن انتقده أو انتقد معاونيه فيما بعد حين لم يستطع استرجاع أرضه.
17. تعاملت معه الصحف الجزائرية بعد استرجاع السيادة الوطنية بازدراء واحتقار وكانت تنشر مقالاته في “بريد القراء”، وأحيانا ترفض نشر مقالاته.
18. يصف حمودة بن ساعي “ماسينيون” وفي عدّة مناسبات بـ ” العالم المعرّب”. 76

قراءتي لكتابه:” Au Service De Ma Foi Pour la mémoire du Cheikh Abdelhamid Ben Badis”:
1. شهادة احترام و وفاء للفكرة السّامية التي ضحينا لأجلها معا حين كنت أتابع الدروس في مسجد سيدي لخضر بقسنطينة في المساء. 121
2. كنا نسمع له باهتمام وفي صوت جليل.121
3. قدّمت نقدا حول محاضرة الكاتب الفرنسي اليهودي حول محاضرته: “Pierre Paraf” عبر جريدة “النجاح”، وقد أعجب الكثير بأسلوبي، وكنت دائما أجيب: ” أشكروا أستاذي الحاضر هنا، الشيخ بن عابد الذي علّمني”. وكان ابن باديس يسكن بجواري، وجاء ليشجعني وبقوّة. كان يحب الثقافة. وكتبت مقال مطول أستنكر فيه سياسة الانتخابات للمستدمر الفرنسي بعنوان: “سراب السياسة والدعوة إلى هداية القرأن”. 124
4. حين كنت في فرنسا لأكثر من عامين ، كان ابن باديس يرسل لي باستمرار جريدة “الشهاب”، وكذا جرائد الجمعية الدورية. 125
5. كان ابن باديس يحب القرآن ويفسّره بشكل خارق . 124
6. سلّمني ابن باديس “تفسير معاني القرآن” للأستاذ فريد وجدي، واحتفظت به 3أشهر و أنا أقرأه وأسجّل ملاحظاتي. سألته عن الموسيقار “بيتهوفن”، فأجاب: أعرفه. حدّثته عن سقراطـ، فأجاب: “هو شيخ الحكماء”.
7. كانت لابن باديس نظرات بعيدة. كان من طبقة الإنسانيين الغربيين الكبار .125
8. لا أنسى حين طلب مني أبي السفر إلى فرنسا لمواصلة دراساتي، أوصاني ابن باديس والطلبة الجزائريين: ” إبذل مجهودات لكسب معلومات جادة: ولا تهتم بالشهادة التي لا تعتبر غير “شهادة” التي يمكن رفضها”. 125
9. طيلة تواجدي في فرنسا لمدة عامين لم أنسى يوما الشيخ ابن باديس. وحين أجريت العملية الجراحية بفرنسا سنة 1933 ، أـرسل إلي ابن باديس رسالة بخط اليد يطلب مني أن أنضم للجمعية. أجبته أني لا أستطيع لكن أظلّ وفيا للمبادئ التي أنشئت لأجلها. وكنت محقا في ذلك 125-126
10. كانت جمعية العلماء تستقبل في البداية طلبة الزوايا ثمّ تنكّرت لذلك ورفضت انضمامهم محدثة انقسامات بين المؤمنين ومتناسين الحكمة الغالية للشيخ محمّد رشيد رضا: “لنتوحد فيما اتّفقنا فيه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه”.126
11. التقيت ببن باديس أثناء “المؤتمر الإسلامي الجزائري” سنة 1936 بفرنسا، وقد أنصت إليه زملائي المصريين بإعجاب شديد، ولا يمكنني أن أنسى تلك الليلة. البعثة الجزائرية لم تنل شيئا، وتأكد ابن باديس أنّ اشتراكية الجبهة الوطنية ليست سوى سراب، ولم أستطع أن أراه فيما بعد.127
12. قبل وفاة ابن باديس بـ 15 يوما حدّثه الشيخ عبد الحفيظ الجنان أنّ ابن باديس قال عنه: “حمودة بن ساعي هو أفضل شبابنا الذين يدرسون بفرنسا”. 127
13. حضرت جنازة ابن باديس بقسنطينة غداة وفاته 16 أفريل 1940 ، انحنيت أمام جسده ونظرت مطولا في وجهه لأقرأ آخر التفاصيل.128
14. كتبت مقال في جريدة “La République Algérienne” بتاريخ: 25 أفريل 1952، وأعدت نشره بتاريخ: 25 أفريل 1984. ص141
15. بكى ابن باديس سنة 1935 حين علم أنّي أعمل “كعامل صغير متعدّد الخدمات بمصنع ‘إيسبانو- سويزا”.
16. قام حمود بن ساعي بإعادة ترجمة “وثيقة 1937″، لأنّ العمدوي الأمين العام لجمعية العلماء لم يترجم الآية التي في آخر الوثيقة 146-148
17. يتأسّف حمودة لأنّه لم يكمل دراساته الإسلامية.161
18. قال حمودة: حدّثني ابن باديس ذات يوم وقال لي: أنت تفهم جيّدا القرآن الكريم، وكنت أطلب منه كلما التقيته شروحات حول آيات و أحايث، وكان في كلّ مرّة يمدني بالشروحات المناسبة سواء تعلّق الأمر باللّغة العربية أو بالتفسير، وكنت معجبا وأنا أستمع إليه بوعيه التعليمي. 161-162
19. ألفت كتابي “Au service de ma foi” تخليدا للأمير عبد القادر.165

اترك تعليقاً