السيمر / الاثنين 10 . 09 . 2018
وداد عبد الزهرة فاخر*
ذكرى تضحية سيد الشهداء الحسين في شهر محرم الحرام من كل عام تهل هذه الأيام ، ليريم الحزن ويخيم على جميع الأحرار ممن ينشد الحرية والانعتاق ، والتقدم العلمي والتكنلوجيا بعيدا عن عهود التخلف والظلام .. ونحن بالعراق المكلوم نجاهد للآن للخلاص من بقايا الدكتاتورية الفاشية البعثية وذيولها التي تتمدد هنا وهناك كالإخطبوط بين مدننا وقرانا على شكل تنظيم داعش البعثي الإرهابي المدعوم باحتلال أطلسي من الداخل والخارج ، وعملاء جدد يدعمهم الاحتلال بكل قوة وعلانية بعضهم يتبجح باسم الدين والآخرون باسم القومية .
لذلك يجب أن يكون جهادنا أولا بحث المواطنين العراقيين للخلاص من جديد من القوات الأطلسية المحتلة لبلدنا بحجة كونها مجموعات من المستشارين كما خطط لها من استقدمها من جديد من الخارجين حتى عن مباديء الإسلام السياسي ، والمدعومين أمريكيا من العملاء الجدد في العراق، للهيمنة من جديد على السلطة التنفيذية ، وليحكموا الطوق حول الجيش والقوات المسلحة ، وإلغاء الحشد المقدس الذي لولاه لكان عتاة داعش يحكمون المنطقة الآن من أقصاها لأقصاها ، وكما أرادت أمريكا بان تستغرق حرب داعش ثلاثون عاما .
دعونا فعلا وليس قولا نتمثل بزهد علي المرتضى ، ونتعلم من تضحيات الحسين سيد الشهداء من اجل العمل معا ، أولا لإزاحة كابوس الاحتلال الرازح على صدورنا ، والمتحكم بمقدراتنا ، والمحرك لسياستنا ، بكل الوسائل السلمية وأنواع المقاومة بأشكالها المتعددة . والثاني أن نتعلم من ذلك الزاهد العظيم علي كيف نتصرف بأموال تهرق وتبدد بما لا يستوجب لأي سبب بموائد الأكل والشرب بحجة كونها من اجل روح سيد الشهداء ، بالرغم من كون كثير منها تكون من اجل ” الكشخة ” ، و ” النفخة ” ، وحب الظهور للبعض من الناس .. واقتراحنا أن يجري جمع معظم هذه الأموال تحت رعاية جمعية إنسانية من كبار الأفاضل والمتخصصين ، وتكون مساهمة شعبية وفعالة لإغاثة العراقيين الذين لا زالوا بسبب النظام التحاصصي الذي أطلق أيدي لصوص المال والسياسة لنهب خزينة الدولة ، وسرقة جهود ملايين المناضلين الذين قاوموا النظام الدكتاتوري وتربعوا يتقاسمون أموال الدولة وممتلكاتها ، وافرغوا خزينتها ، وخربوا كل شئ فيها ، بحيث بات مواطنو مدينة كان يطلق عليها اسم فينيسا الشرق كالبصرة عطشى بدون مياه .. وبان يجرى الاستفادة من تلك الأموال ، وأموال بعض ما يهدى من زكاة وخمس، وتبرعات من أهل الخير، لتشييد المدارس والمستشفيات والمستوصفات في المناطق المحرومة من العراق ، ولتكن ذكرى تضحية سيد الشهداء ملهمة للجميع نحو تقديم ما ينفع الناس ويساهم في تقدمهم ، وتعليم أبنائهم ، وحمايتهم من الأوبئة والأمراض ، لا ملء بطونهم لأيام معدودة فقط بحجة تقديم الأكل والشرب في ثواب سيد الشهداء …
فذكرى سيد الشهداء العظيمة تتركز في صرخته في صحراء كربلاء وهو يقول ” إن لم تكونوا عربا أو مسلمين فكونوا أحرارا في دنياكم “…
*شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج من حاملي مكعب الشين الشهير
www.saymar.org