السيمر / الجمعة 11 . 01 . 2019
تصاعدت حدة الخلاف، الجمعة، بين حركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، التي بدأت قبل أسابيع بتغطيات إعلامية متبادلة، تتعلق بقضايا خلافية تخص الجانبين
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية، سجالا متبادلا في وسائل إعلام الجانبين، بعد عرض مواد إعلامية تتعلق بمصير معدات مصفى بيجي وشغل مواقع في منطقة الجادرية، قبل أن يبلغ التصعيد ذروته، في قضية مقتل صاحب مطعم ليمونة.
حرب القنوات
ونشرت قناة الفرات، التابعة لتيار الحكمة، مساء أمس الخميس (10 كانون الثاني 2019)، عندما نشرت خبرا عاجلا، جاء فيه “القبض على قاتل صاحب مطعم ليمونة في مدينة الصدر وبحوزته باجات تثبت انتمائه لعصائب اهل الحق”. وعرضت القناة الخبر العاجل بالتزامن مع عرض تسجيلات فيديوية تتحدث عن تهديد أحد أعضاء حركة عصائب أهل الحق لاستاذ جامعي في البصرة، بعد تصريحات أدلى بها النائب عدي عواد عن كلتة صادقون، وهي الجناح السياسي للحركة.
بدورها نقلت قناة العهد المملوكة لحركة عصائب اهل الحق، عن الناطق باسم عمليات بغداد، سعد معن مساء الخميس (10 كانون الثاني 2019)، نفيه القاء القبض على قاتل مالك المطعم، فيما، نقلت تصريحات تتوعد بمقاضاة قناة الفرات.
وفي مساء اليوم نفسه، عبّر نعيم العبودي الناطق باسم كتلة “صادقون” البرلمانية، في حديث لـ”ناس”، عن “أسفه” لـ “تورط مؤسسة اعلامية بنشر اكاذيب” ضد عصائب أهل الحق، مجدداً موقف الحركة بعزمها “مقاضاة القناة”.
تويتر يشتعل
تجاوز السجال القنوات الرسمية، وانتقل إلى تويتر من خلال تغريدات متعاقبة بين قيادات حركة عصائب اهل الحق وتيار الحكمة.
ونشر الامين العام لحركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، على حسابه الشخصي في تويتر، الخميس (10 كانون الثاني 2019)، تغريدة، قال فيها “منتهى الدناءة التي يمكن ان يصل اليها إنسان هو ان يتهم الآخرين زورا وبهتانا إذا اختلفوا معه، الا إذا كان مأجورا فانه يكون معذورا لانه سيكون عميلا”.
فرد صلاح العرباوي، مدير المكتب الخاص لعمار الحكيم، على حسابه الشخصي في تويتر بتغريدة قال فيها، إن “الاختلاف لا ينبغي ان يفسد للود قضية”، مشيرا إلى أن “الاتهام بالعمالة واتهام الزور وجهان لعملة واحدة، والتحقيق شأن حكومي وليس اعلامي”، فيما ذيل تغريدته بهاشتاغ “#الحكمة سبيل #اهل_الحق”.
ثم دخل رئيس كتلة صادقون النيابية عدنان فيحان، على خط السجال، واتهم في تغريدة نشرها مساء الخميس، قناتي “الفرات”، و”الحرة”، باستهداف “الحشد الشعبي”، مؤكداً تسليم مصفى بيجي إلى الجهات الرسمية بعد تحريره، فيما تساءل عن مسؤولية وزارة النفط ووزيرها التابع للحكمة، في حكومة العبادي، عن عمليات السرقة التي طالت المصفى.
رسائل حادة
فجر الجمعة، حمل تطورات جديدة في هذا الملف، إذ وجه المتحدث باسم عصائب اهل الحق جواد الطليباوي رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس تيار الحكمة عمار الحكم، ليعاود الحكمة الرد صباح الجمعة (11 كانون الثاني 2019)، من خلال مدير قناة الفرات، أحمد الساعدي مخاطباً زعيم الحركة قيس الخزعلي بشكل مباشر.
وجاء في رسالة الطليباوي:
“رسالة إلى عمار الحكيم، من مجاهدي أهل الحق، ان من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، ان اتهاماتكم لمجاهدي أهل الحق عبر قناة الفرات هي محض افتراءات وأكاذيب وتحتاج الى دليل وبرهان لاثباتها، وهي نفس الاتهامات التي كان سياسيو داعش يطلقونها ضد من حرر الأرض والعرض، إن هذه التهم الباطلة تعد رسالة تحريض وكذلك تملق لاعداء الحشد الشعبي، بعد ان جاءت متزامنة مع انتشار القوات الأميركية. الأولى بك ياسيد ان كنت حريصا على الوطن ان تحاسب اتباعك الذين سرقوا ونهبوا قوت الشعب بغير وجه حق، فجميع ابناء الشعب العراقي يعلمون جيدا من السارق ومن الذي بذل الدماء من اجل الحفاظ على ثروات الشعب، واعلم ياسيد ان لولا وقفة ودماء مجاهدينا لكنت الان طريدا مشردا ذليلا منكسرا، ولكن ماذا أقول لشخص ذبح الجهاد على فروج النساء، غير ان من بذل النفس من اجل حماية الأرض والعرض اشرف ممن نهب وسرق وتآمر وارتمى باحضان العاهرات”.
فجاء رد مدير قناة الفرات وعضو المكتب التنفيذي في تيار الحكمة احمد سالم الساعدي:
“رسالة الى قيس الخزعلي
من شباب الحكمة
“من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة”
الشيخ قيس الخزعلي…
أن “اتهامكم الشخصي لنا في التغريدة التي اطلقتها من على الموقع الامريكي (تويتر)، وتطاول قناتكم التي خانت عهداً كان مقطوعاً، يعد استهدافا ممنهجا وفجاً وسافرا وظالماً لمشروعنا وقيادتنا، وما هو الا عدوان سافر لم يتوقف عند هذا الحد، بل ذهبت بعض قياداتكم المليشياوية الفاقدة لأية كياسة ودراية وبإسلوب العصابات تكيل الشتائم والاتهامات لمشروعنا الوطني، وهذه الوسائل الفاقدة للياقة الحوار والنقاش دليل صارخ على أنّكم جماعة لا تفقه بالسياسية والثقافة شيء، وكل ما لديكم هو القدرة على ارهاب وابتزاز الناس العزل والأبرياء.
انّه لفرق كبير بين من كان سلاحه للإيجار وأستغله للدخول في الحشد لأهداف خاصة، وبين من حمل السلاح بعد صدور الفتوى المباركة بدقائق وتخلى عنه بعد النصر تاركاً للدولة اخذ دورها في ادارة الامن، ولذا نقول لكم لا تزايدوا على الحشد، فنحن وقياداتنا نعرف القيمة المعنوية الكبرى لهذا التشكيل المجاهد الذي انبثق عن الفتوى المباركة للمرجعية العليا في النجف الأشرف. وكان لنا شرف خوض غمار الحرب منذ لحظة انطلاق الفتوى، وشهداؤنا الذين تجاوز عددهم الألف لن تغيّبهم حماقات واتهامات رعناء. إخلاصنا للحشد يتجلى بدعائنا الدائم أن يتخلص من السراق والمتاجرين والصاعدين على اكتاف الشهداء ودماءهم.
إنكم أكثر من اساء للحشد، ولعلك وجماعتك في العصائب تحاولون ذر الرماد في العيون للتعتيم على أفعالكم، او لعلكم تحاولون تناسي جلوسكم وتحالفكم مع من كان يحرض ضد الحشد والمجاهدين، بل انكم من أعدتم أعداء الحشد الى السلطة، فهل نذكركم اكثر؟
كما تعرف انت وجماعتك، او ربما غسيل الأدمغة ينسيهم، لطف الله وتظافر جهود الخيرين واصرار قيادتنا هو الذي بفضله تم إقرار قانون الحشد الشعبي في مجلس النواب العراقي.
ان كنت حريصا يا شيخ (العصائب) على هذا الوطن، فالأولى بك أن تحاسب اتباعك الذين يشتبه بهم بانهم نهبوا مصفى بيجي ومعداته التي تقدر بالمليارات، حاسبهم أن كنت صادقاً على مايراه حول سرقتهم لبيوت المسيحيين واستيلائهم عليها في الكرادة وزيونة، وقائمة الموبقات تطول والله المستعان..
الشعب يعلم ويعرف العصابات التي ترهب الناس وتغتال الابرياء وتهددهم، وقد اختنقت الصدور بروائح نتنة جراء الممارسات المخلة بالدين والقيم والأخلاق من تلك الأفعال الخسيسة..
لا تتمادى، ولا ينسى تاريخ الرجال وأفعالهم منذ القدم، فما بيننا طارئ او تاجر حرب او زعيم عصابة، دونك تاريخ لونته دماء الشهداء فأقرأ جيداً واعرف من تخاطب.. لا تظن أنّنا لسنا قادرين على مواجهتكم او التصدي لكم، فنحن ابناء هذا العراق وشبابه، ابناء الحكمة والحكيم، نواجهكم بالقانون والسياقات التي تقوّم الدولة وتقويها.. ولا نستعمل أساليب العصابات، فنحن الأصلاء في هذا البلد العظيم ومشروعنا الوطني غاية لرفعته وسموه”.
المصدر / ناس