السيمر / الاحد 20 . 01 . 2019 — في الكواليس السياسية تم طرح اسم عبد الحسين عبطان لأمانة بغداد في تشرين الأول الماضي، فتيار “الحكمة” الذي حاز 20 مقعداً برلمانياً في انتخابات أيار وجد نفسه كجزء من تيار “الإصلاح” بلا وزارة، فيما حازت قوى كتلة “البناء” على معظم المناصب الوزارية، ما سمح بأن يكون عبطان مرشحاً بقوة لمنصب أمين بغداد في مرحلة سياسية حرجة، خاصة بعد أن أحبط أعضاء مقربون من “البناء” في مجلس بغداد، محاولة “الإصلاح” الاستحواذ على منصب محافظ بغداد، دون أن يُبتّ حتى الآن بمصير جلستين مُلتبستين، انتُخب فيهما محافظان واحداً تلو الآخر. وعبد الحسين عبد الرضا عبطان الذي قدم استقالته أخيراً من البرلمان هو من مواليد النجف 1 مايو 1964 كما أنه أحد قيادات تيار “الحكمة” وسبق أن شغل منصب وزير الشباب والرياضة في الحكومة العراقية منذ 2014 حتى 25 أكتوبر 2018، كما شغل منصب نائب محافظ النجف (2005-2009) ونائباً في مجلس النواب العراقي عن مدينة النجف (2010-2014). وحاز عبطان على 34 ألف صوت خلال الإنتخابات العامة مرشحاً عن بغداد، حيث اعتمدت حملته الانتخابية على التفاخر بتشييد عدد من ملاعب كرة القدم في المحافظات العراقية ورفع حظر الإتحاد الدولي لكرة القدم عن ملاعب محافظتي البصرة وكربلاء. ويبدو ان منصب أمين بغداد كان على رأس اهتمامات عبطان خلال الانتخابات، وهو ما يشير اليه طرف سياسي في تيار “الحكمة” أكد لـ”ناس” ان “برنامج التيار يركز على إنجاح تجربة عبطان في حال حصل على منصب أمانة بغداد، بما يضمن أن تكون تجربته فريدة في مجال اعادة الاعمار”. المصدر لم ينف أن نجاح عبطان سينعكس بشكل ايجابي كما يقول على وضع تيار الحكمة السياسي، لكنه يرى في المقابل أن ماطرحه زعيم التيار عمار الحكيم حول مشروع إعمار بغداد، سيكون حاضراً خلال آليات عمل عبطان في مهمته الجديدة. ونال عبطان تأييد اوساط شبابية رافقته خلال تجربة إعمار الملاعب، لكن ترشيحه واجه اخيراً اعتراضات حادة، غلب عليها الطابع السياسي، رغم اصطباغها بلون “الحملات الشعبية”. ورغم أن وساطات سياسية نجحت مؤخراً بإيقاف الحملات المتبادلة بين حركة عصائب أهل الحق وتيار الحكمة، إلا أن منصب الأمين شكّل ساحة ملائمة لاستعادة الخصومة، فلم تمض ساعات على تداول اسم “عبطان” مرشحاً لأمانة بغداد، حتى أطلق النائب عن العصائب من محافظة ذي قار، عبدالامير الدبي، دعوةً لحصر منصب الامين بشخصية من “أصول بغدادية”، في تصويب مُباشر على مرشح الحكمة، وسرعان ما تحوّل منصب امين العاصمة إلى قضية رأي عام، يدلي فيها أغلب الناشطين بآرائهم. وتعاني بغداد من أزمات خدمية كبرى في مجال الخدمات، كالمجاري الصحية وماء الشرب وتعبيد الشوارع والاختناقات المرورية وضعف معايير البناء، بالاضافة الى حل مشكلة العشوائيات، وتنظيم الاستثمار والجبايات وغيرها، فيما يتأرجح المنصب الثاني فيها –محافظ بغداد- وسط أزمة سياسية تصاعدت لتصل إلى القضاء، للبت بمصير المحافظ الحالي “فلاح الجزائري” المدعوم من دولة القانون، والذي يتمتع بعلاقة جيدة بكتائب حزب الله، وسلفه فاضل الشويلي المنتمي إلى تحالف سائرون، والذي قضى ساعات قليلة في المنصب ضمن صفقة شملت اختيار عضو “الحكمة” محمد الربيعي نائباً للمحافظ. **** المصدر / ناس