السيمر / الثلاثاء 12 . 02 . 2019
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ”يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ“ الآية 200/سورة آل عمران.
يستقبل شعبنا البحراني المؤمن الرسالي والثائر الأبي الذكرى السنوية الثامنة لتفجر ثورة 14 فبراير الشعبية المجيدة ، بعد مرور ثمان سنوات من الصمود الأسطوري والإصرار على مطالبه العادلة والمشروعة في الديمقراطية والتعددية السياسية وفي وطن خال من الإستبداد والديكتاتورية ، ولا زال هذا الشعب الثائر الغيور مصر على ثوابته الوطنية التي إنطلقت من أجلها الثورة الشعبية ، والمتمثلة في حقه في تقرير مصيره ، وإقامة نظامه السياسي الديمقراطي التعددي ، وكتابة دستوره العصري الجديد ليكون فيه الشعب مصدر السلطات جميعا ، وأن يتحرر من هيمنة النظام الخليفي الديكتاتوري الشمولي الفاشي ، وليتحرر من ربقة هيمنة الدول الكبرى بتفكيك القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية الجاثمة على صدر هذا الشعب ، وترحليها الى خارج البحرين ، وخروج كافة المستشارين الأمنيين والعسكريين الأمريكان والإنجليز والصهاينة والأجانب ، والخلاص من وطأة الإحتلال والغزو السعودي والإماراتي وسائر الجيوش الغازية والمحتلة ، وأن يستعيد حريته وسيادته وكرامته.
وها هو شعبنا يودع ثمان سنوات من الصمود الأسطوري ويدخل في العام التاسع من ثورة الكرامة الشعبية ، أسقط خلالها شرعية النظام الديكتاتوري المستبد الحاكم ودفع الكثير من أجل الحرية والعزة والكرامة وما يزال.
إننا نحيي شعبنا العظيم الذي هزم بصبره وعزمه وإرادته وعزته قوى الشر والظلام والإرهاب ، التي أمعنت في البطش والتنكيل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح البريئة ، ونرفع أسمى آيات الفخر والإعتزاز بهذا الشعب العظيم الذي لم تنجح كل خطط القمع والإرهاب في إخضاعه وإركاعه ، والذي برهن على أنه شعب عصي على الإخضاع بالإكراه وفرض الأمر الواقع.
ونحن في الوقت الذي نودع فيه العام الثامن ونستقبل العام التاسع من الثورة ضد الظلم والإستبداد، لابد وأن نقف إجلالاً وإكباراً لشهدائنا الأبرار، ونعاهدهم بأننا سنكون على العهد معهم ، وأوفياء لدمائهم الزكية ، ونعلن بأن دربهم للحرية والكرامة الذي بدأ بدمائهم الطاهرة والزكية سوف لن يتوقف وإنما نستلهم من تضحياتهم الجليلة التحدي والإرادة والإستقامة لتستمر المسيرة والثورة حتى تحقيق كامل الحرية والعزة والكرامة في ظل نظام يستمد شرعيته كاملة من الإرادة الشعبية ، ولتنتهي بذلك عهود طويلة من الظلم والإستبداد والديكتاتورية والحكم الشمولي المطبق.
یا جماهیر شعبنا البحرانی الثائر..
يا شباب ثورة 14 فبراير الأبطال والشجعان..
إن جميع جماهیر شعبنا المؤمن الأبي على أهبة الإستعداد لتنفيذ تعليمات وتوجيهات القوى الثورية في إحياء هذه الذكرى التي تطل علينا وندعوها إلى تكون على أتم الجهوزية لإحياء هذه الذكرى الوطنية الكبرى وتسجيل أكبر مشاركة في التظاهرات والتجمعات التي سوف تخرج بهذه المناسبة ، وتنفيذ العصيان المدني الذي دعى إليه ائتلاف الثورة.
إننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى للثبات من خلال المشاركة الفاعلة في ذكرى الثورة لتجديد العهد مع القادة والرموز والشهداء الأبرار ، حيث أصبحنا اليوم أكثر قناعة كما تشير اليه الدلائل والمعطيات على الأرض بأن النظام الديكتاتوري الحاكم أصبح عارياً ومكشوفاً وأنه فقد كل مقومات ومبررات وجوده ، وأنه في أضعف حالاته.
إن حركة أنصار شباب ثورة ١٤ فبراير تؤكد على جماهير شعب الثورة الأبي بأن يجعل من يوم 14 فبراير لهذا العام يومياً وطنياً تاريخياً وأن يحفره في الذاكرة الوطنية التي لا تمحى ، لإستكمال مسيرة الثورة حتى تحقيق أهدافها المرجوة في سقوط الإستبداد ورحيل الديكتاتورية عن بلدنا العزيز.
إننا على يقين بأن شعبنا الأبي وبجميع أحراره وشرفائه سوف يواصل مسيرته كما بدأها أول مرة في مثل هذا اليوم ١٤ فبراير ، وأن أساليب القمع لن تكسر إرادته وعزيمته للمضي قدماً حتى إسقاط النظام الديكتاتوري بعد أن نجح في إسقاط شرعيته وبعد أن جعله عارياً ومكشوفاً ومفضوحاً أمام العالم ، ولن تكسر إرادته وتشل من عزيمته وسائل الأرهاب والقمع.
إن سقوط المئات من الشهداء وإعتقال الآلاف وتهجير المئات ومطاردة العشرات وإسقاط جنسية المئات والمحاولات اليائسة لتغيير تركيبته السكانية والديموغرافية ، لن يثني أحداً من شرفاء وأحرار وابطال هذا الشعب ، تجاه دينهم ووطنهم وقيمهم ومبادئهم ، وإننا جميعاً لن نرضى أو أن نقبل بحكم طاغية ويزيد العصر الأموي السفياني الخليفي ، مهما كانت التضحيات في هذا الطريق لأننا نستلهم من ديننا وعقيدتنا وكرامتنا روح المقاومة والتصدي للطغاة والفراعنة المتكبرين والمتجبرين.
إننا في حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير ندعو جميع أبناء شعبنا الوفي الى رفع مستوى الجهوزية والمشاركة الفاعلة والواسعة في هذا العصيان الشامل إستمراراً بالثورة وتمسكاً بثوابتها الوطنية ومطالبها العادلة والمشروعة.
وإننا على ثقة تامة بأنه ومع إقتراب الذكرى الثامنة لثورة 14 فبراير المجيدة ، فإن الميادين والساحات في مختلف أنحاء البحرين لن تهدأ حتى يزلزل شعب البحرين وشبابه الثوري الرسالي المؤمن الأرض تحت أقدام آل خليفة وأسيادهم الأمريكان والإنجليز ، ويزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة والمحتلين السعوديين والإماراتيين وسائر الجيوش الغازية والمحتلة.
وما هي إلا أيام قلائل ونقترب من الوعد الكبير لنطفىء معاً الشمعة الثامنة للثورة ، ونستقبل هذه الذكرى الوطنية الكبرى بقبضات ملؤها العزة والكرامة والحرية والإباء ، حيث في هذا الشهر ومنذ 14 فبراير 2011م ، إرتوى ميدان الشهداء وأرضنا الطاهرة بتلك الدماء الزاكية والطاهرة ، التي جعلته ميداناً تفوح منه رائحة الحرية والعزة والكرامة ، وسطر شعبنا بكل أطيافه أروع الملاحم ، والذي سنعود اليه من جديد يوماً ما ونشيد فيه صرح الشهداء العظيم.
يا أبناء شعبنا البحراني الأبي..
با أبناء شعبنا الصامد المقاوم، إن الكيان الخليفي الفاقد للشرعية محاصر بفشله السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وحضوركم الكثيف في الساحات والشوارع يوم الرابع عشر من فبراير لهذا العام سيضاعف من حصار هذا الكيان وخناقه ، كما أن مشاركتكم الفاعلة تؤكد تمسككم بأهدافكم المشروعة في التخلص من النظام الديكتاتوري المستبد، فكونوا على موعد الثبات ولبّوا نداء الشهداء الذين يرقبون من عليائهم حضوركم المشرف في الساحات. فيداً بيد الى الميدان حتى يأذن الله لنا بنصر من عنده، وما النصر الا من عند الله”.
ولذلك فإننا في حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير بهذه المناسبة نؤكد من جديد على ما يلي:
أولا: إن ثورتنا مستمرة من أجل الكرامة والقصاص من القتلة والمجرمين والسفاحين ومنتهكي الأعراض والحرمات ومرتكبي جرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية ، وثقتنا بإرادة شعبنا الصلبة ومتوكلين على الله العلي القدير حتى النصر أو الشهادة.
ثانيا: نتوجه بالدعوة الى شعبنا العظيم بالثقة بالله وبالقدرة على تحقيق النصر على العصابات واللصوص وقطاع الطرق والقراصنة والغزاة ، وذلك بالتماسك والتعاضد ووحدة الصف الوطني والشعبي وتكثيف الحضور الميداني.
ثالثاً : نؤكد على أن لا خيار لشعبنا ولا حل للتخلص من النظام الديكتاتوري إلا بالثبات والصبر والإرادة والإصرار على البقاء والصمود في الساحات ، وإن النصر سيكون حليف شعبنا ، وإن جماهيرنا قد سئمت وتعبت من الحوار الخوار والتفاوض مع كيان لا يعترف بحق وجود شعبنا في بلده الأصلي.
ولذلك فإن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير تطالب جماهير شعب البحرين وشبابها الثوري الرسالي المقاوم في ذكرى إنطلاق الثورة الشعبية في 14 فبراير الجاري للخروج في مسيرات ومظاهرات عارمة في المدن والقرى والساحات والميادين بشعارات الثورة الأساسية وفي مقدمتها شعار يسقط حمد .. يسقط حمد .. والشعب يريد إسقاط النظام .. ، وتأكيد الرفض التام لأي مبادرة للتطبيع مع الكيان الخليفي وذلك وفاءاً لدماء الشهداء الأبرار .
(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) الآية27/سورة ابراهيم.
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
12 شباط/فبراير 2019م