الرئيسية / مقالات / كلا كلا أمريكا ..

كلا كلا أمريكا ..

السيمر / الثلاثاء 19 . 02 . 2019

اياد السماوي

لم يكن شعار كلا كلا أمريكا الذي أطلقه الشهيد الخالد محمد محمد صادق الصدر شعار مزاجيا أو عاطفيا , بل كان شعار ناجما عن عقيدة سليمة وواعية , شعارا مزلزلا ومدّويا وصرخة بوجه الطاغوت والجبروت , وبوجه الظلم الذي مثّلته أمريكا بعدوانها على الشعب العراقي حين فرضت عليه الحصار الظالم وتركت الديكتاتور المجرم ينجو بفعلته الحمقاء التي أدّت إلى تدمير العراق وحضارته وأعادته قرونا إلى الوراء .. كنّا نعتقد أنّ أمريكا حين عادت عام 2003 , عادت لتصحح الخطأ الذي ارتكبته بحق شعبنا المظلوم حين أبقت على نظام صدّام الديكتاتوري المجرم وفرضت العقوبات الاقتصادية على العراق و الشعب العراقي , هذه العقوبات التي تسّببت بسلخ القيّم والأخلاق والمبادئ عند الكثير من العراقيين وحوّلتهم إلى كائنات ممسوخة ومتوّحشة , وكنّا نعتقد أنّ بوش الأبن قد جاء ليكفرّ عن جريمة أبيه بحق العراق والعراقيين , وأنّ عهدا جديدا من الانفتاح والبناء والرخاء والديمقراطية سيعمّ العراق بعد رحيل الديكتاتور المجرم وعصابته العفلقية المجرمة , ولم نكن نعلم أن أمريكا بعودتها وإسقاطها لنظام صدّام المجرم كانت تريد أن تجهز على ما تبّقى من حضارة وتاريخ وادي الرافدين , وإنها ستأتي بهذه المجموعة من اللصوص الذين حكموا العراق بأسم الديمقراطية ليجهوزا هم أيضا على أموال وثروات الشعب العراقي وينهبوها بهذا الشكل المرعب وتحت أنظار المؤسسات الدينية والقضائية , ولم نكن نعلم أنّ أمريكا عادت للعراق كي تجعل منه قاعدتها العسكرية الأكبر في العالم والتي من خلالها ستحكم بقبضتها على مفاتح خارطة الشرق الأوسط الأكثر أهمية لأمريكا وإسرائيل , ولم نكن نعلم أنّ تشيّعنا هو عدو أمريكا الأول وحليفتها إسرائيل . في مثل هذا اليوم التاسع عشر من شباط قبل عشرين عاما , سقط الرجل الذي رفع شعار كلا كلا أمريكا شهيدا برصاص نظام صدّام المجرم الذي أبقته أمريكا جاثما على صدور العراقيين . ففي مثل هذا اليوم سقط محمد محمد صادق الصدر ومعه ولديه برصاص عفلق وصدّام مضرّجون بدمائهم الزكية الطاهرة ليلتحقوا بشهداء كربلاء ويخطّوا بدمائهم عنوانا جديدا للمقاومة والتصدّي للظلم والظالمين , وفي مثل هذه اليوم التحق ببارئه محمد محمد صادق الصدر الذي تصدّى للفرض المعطّل من قبل علماء ومراجع الشيعة عبر التاريخ , فصلاة الجمعة التي تصدّى لها الشهيد الصدر ليست فرض ديني يوجب القيام به وعدم تركه فحسب , بل لقد استطاع الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه أن يجعل من هذه الصلاة المليونية بركانا وثورة مستمرّة ضدّ نظام البعث المجرم الكافر , حيث أعادت هذه الصلاة المليونية روح المقاومة والتحدّي لنظام البعث المجرم , ومهدّت دمائه الطاهرة لزوال نظام عفلق وصدّام المجرم الكافر … ونحن نعيش ذكرى استشهاد محمد محمد صادق الصدر الذي رفع شعار كلا كلا أمريكا , علينا أبدا أن لا ننسى أنّ هذا الشعار لا زال صحيحا وواجب التمّسك به , بل وأهم من أي وقت مضى خصوصا بعد مؤتمر وارسو الذي عقد برعاية أمريكا وإسرائيل .. فسلام عليك أيها الشهيد محمد محمد صادق الصدر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّا .. وليكن هذا اليوم من كل عام يوم للمقاومة والتصدّي للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة .. المجد والخلود للشهيد محمد محمد صادق الصدر ولشهداء العراق والمقاومة الإسلامية ..

اترك تعليقاً