السيمر / فيينا / الخميس 21 . 03 . 2019
محمد جواد الميالي
إن المملكة الفلسفية، هي أكثر مصادر العلوم إختصارا، من حيث طرق الوصول لحقيقة الشيء، ومن أهم ما فسره علماء الفلسفة، طبيعة الجسم البشري وتقسيماته. حيث أن كل شيء يأخذ حيز في هذا الكون، هو مركب وله تقسيمات، والجسم البشري يحتوي ثلاث أقسام، الرأس والجذع وأسفل الجسد، وكل جزء له صفه محدده، وعند طغيان إحدى الصفات على الأخرى، حينها تتشكل الطبيعة التصرفية للإنسان. الرأس هو مقر العقل، والجذع يمثل الأرادة، وأسفل الجسد بؤرة الرغبات والشهوات، كلما سيطر الإنسان على عقله، كان أكثر حكمة، وكلما زادت إرادته تزداد شجاعته، ولكن الأسوء عندما تطغى الشهوات، عندها تنتفي الإعتدالية، ويصبح مجرد من الإنسانية والحيوانية، ويأخذ ترتيبا في سلم الكون، لا يتصف سوى بإنعدام المبادئ الأخلاقية، ويصبح مستعبد داخل قوقعة الوحل، لا هدف له سوى نفسه الأمارة بالسوء. الطبيعة التصرفية منذ الأزل، جعلت البشر يميلون بالفطرة لشيء يتبعوه، عندها ظهرت الأديان، وكل مجموعة لها دين يلبي طموحاتها من حيث الحكمة الشجاعة أو الشهوات. بما أن لكل فعل ردة فعل معاكس له بالأتجاه، ظهرت الأوثان التي تنفي وجود الأديان، وكذلك لها أتباع، والتفسير الأقرب لطموحات الوثنيين، هي النفس التي لا ترضى بأن تُأطر ضمن إطار العبودية، لذلك متمسكين بنظرية الصدفة والعامل الفيزيائي، كسبب أنبثاق الكون، لكن الأقبح مايرفض الأوثان والأديان، ويأخذ مستقر بينهما، لا يمتثل سوى لشهواته المالية أو الجنسية، لذلك ما بين الأديان وعبدة الأوثان ظهرت نماذج الطغيان.. ما يحدث اليوم في ساحة الديانات ومحاربتها، مسلط بقوة على الإسلام الشيعي، حيث نرى الإعلام الممول موجه بقوة على تشويه هذا المذهب، ودائما ما يستهدفون مرجعيته، التي تحضى بتقليد مئتان وخمسون مليون إنسان حسب آخر أحصائية في 2015 . إن آخر بدعة هي ما جاء به الصرخي، الذي يمثل التجسيد الحقيقي لطغيان الشهوة على الطبيعة التصرفية للإنسان، فنجد هذه الحركة الصرخية تهدف الى تشويه المذهب الشيعي في نظر العالم، عن طريق الراب المهدوي! والغالبية تتفق أن كذبة المؤامرة حقيقة تتجسد في هذهِ الحركة، سواء أكانت ذات دعم ماسوني أم وثني. إذاً ينقسم المجتمع إلى ديني و وثني، والأثنان يُنتقدان بالمطلوب والبرهان، أما أمثال الصرخي وأتباعه، فهم حثالة مجتمعية، طغت عليها شهوات نفسها، لا ينفع معها سوى التهجير إلى منفى النسيان.