السيمر / فيينا / الخميس 21 . 03 . 2019 — أثار غرق عبارة الجزيرة السياحية بالموصل في نهر دجلة، ظهر اليوم، ومصرع عشرات الأشخاص، غالبيتهم نساء وأطفال كانوا يحتفلون بأعياد نوروز وعيد الام موجة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما طال غضب الناشطون والمستخدمون الذين تفاعلوا مع الحادثة فضلا عن إدارة الجزيرة “الجشعة”، شبكة الاعلام العراقي لـ”تجاهلها الحادثة، وعدم تغطيتها بالشكل المطلوب”. أكثر من وُجه اليه اللوم، ومسؤولية الوقوف خلف الكارثة، هي إدارة الجزيرة السياحية، التي أفادت مصادر امنية ومحلية وشهود عيان، بأنها حملت العبارة بأكثر من 170 شخصا، رغم ان طاقتها الاستيعابية لاتتجاوز الـ30، مما أدى الى غرق العبارة ومن عليها، ليودي ذلك بحياة العشرات منهم. وكتب احمد بشار، وهو من مدينة الموصل، في تعليق على صور أطفال غرقوا بنهر دجلة جراء الحادثة، وتناقلتها صفحات على “فيسبوك”: “قبل فترة رحنا (للجزيرة) جان (المسؤول) موكف العبارات الكبار عددهم ٢، ومشغل العبارة الاحتياط الصغيرة الي مفروض ينقل بيها مواد.. وجانت الحجة مالته انه الماي مرتفع وديسوي صيانة بيهم، واليوم هم نفس الحالة مشغل هاي الصغيرة وموكف العبارات الكبار”، مؤكدا أن “كادر الجزيره هم الي يتحملون المسؤولية، فالعبارة صغيرة تارسها عالم ولا بيها طوق نجاة ولا شروط سلامة ولا كادر أنقاذ، يجب محاسبتهم جميعا”. ومن جانبه، خاطب “كاظم الكربلائي” إدارة الجزيرة السياحية قائلا: “العباره حملها 30 نفر بالزيد ليش تحملوها فوق الـ100 نفر والماي عالي وسريع من الامطار، منو راح يتحمل مسؤليه العوائل اللي راحت ؟؟.. لو همكم بس الفلوس والدخوليه.. شنو ذنب هل اطفال والشباب”. وعلى صور أطفال صغار نجوا من الغرق الذي لم تتمكن امهاتهم من النجاة منه، علق “حسن العبيدي”: “في عِيدِ الأُمْ قَدِ احتَفَلَتِ النَاس، وَبِعِيدِهِنَّ الأَن قَد مَاتَتِ الأُمَّهات وَالأَطْفَال والرِجَال، فَلِلأسف الأَن أَصْبَحَ بَعضُ الناسِ مِن دُونِ إِحسَاس، فَالأَرواحُ في نينوى أَصْبَحَت تُزهَق جُمْلَةً وَفُرَادَا، وَثَبَتَ الأَن أَنَّ أَهْلَ نَيْنَوَى حَتَّى فِي تَرفِيهِهِمْ يَجِبْ أَنْ يَحْبِسُوا الأَنفَاس”. مستخدمون كُثر ومن مختلف محافظات العراق، الجنوبية والغربية والشمالية، عبروا عن تضامنهم الكامل مع أسر الضحايا وكتبوا تعازي لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما توالت بيانات التعزية من شخصيات حكومية وسياسية، ابرزهم رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، الذي أمر باستنفار كل جهود الدولة في عمليات الإنقاذ، وفتح تحقيق فوري يتضمن كشفا عن المسببين ترفع نتائجه، اليه “خلال 24 ساعة، لتأخذ العدالة مجراها”، ورئيس الجمهورية برهم صالح، الذي أكد أن “الحادثة لن تمر دون حساب عسير”. واللافت، ما كشفه رئيس حزب الحل جمال الكربولي، بأن لجنة تابعة لفصيل مسلح “يدعي الانتماء للحشد الشعبي” هي من تدير مرفق الجزيرة السياحي، وطالب بمحاسبتها. كل هذه الاحداث جرت في غضون ساعات، اكتفت خلالها قناة العراقية شبه الرسمية، بنقل اخبار عاجلة، كان أولها، يتحدث عن انقاذ عشرات الضحايا، دون ان تشير الى عدد الغرقى، او أسباب الحادث، مواصلة بث برنامج يتحدث عن جزر في قارات العالم البعيدة، وهو ما اثار غضب ناشطين، طالبوا بإغلاق القناة، ومنهم “سعد رعد” الذي كتب: “كصحفي أطالب باغلاق قناة العراقية وشبكة الاعلام العراقي لعدم الاستفادة منها”، مستنكرا عدم تغطيتها للحادثة بالقول: “دجلة انترس جثث ومطلعين تقرير أميركي!!”.
المصدر / بغداد اليوم