الرئيسية / مقالات / الجولان ليست عمارة سكنية لشركات ترمب ليهبها للاخرين

الجولان ليست عمارة سكنية لشركات ترمب ليهبها للاخرين

السيمر / فيينا / السبت 23 . 03 . 2019

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

اعتراف امريكا بالجولان تأخر كثيرا، الجولان والضفة والقدس وغزة وسيناء وجزر تيران السعودية وشبعا اللبنانية احتلتها اسرائيل عام ١٩٦٧ عندما كان العرب يرفضون قرار التقسيم، والارض التي احتلتها اسرائيل اخذتها بالقوة فهي جزء من بقية الاراضي المحتلة، تفاوضت مع مصر وحصلت على اتفاقية سلام مقابل الانسحاب من سيناء، وايضا انسحبت من بعض اراضي الضفة وغزة لصالح دولة فلسطين التي تمثل الشعب الفلسطيني، وفي رئاسة بيل كلنتن زار دمشق واجتمع مع الرئيس السوري حافظ الاسد لتوقيع سلام سوري اسرائيلي، ووافقت اسرائيل على الانسحاب من الجولان مقابل الاحتفاظ بعشرة امتار تمثل حافة نهر ينبع من الجولان لطبريا لكن الاسد رفض ذلك وانتهت المفاوضات، مضى اكثر من ٤٢ سنة والجولان محتلة، تأخر اعتراف امريكا طوال اكثر من ٤٢ سنة بالجولان اسرائيلية يثير الاستغراب، الكل يعلم علاقات امريكا مع اسرائيل علاقة متميزة بل اسرائيل ولاية من الولايات المتحدة الامريكية، لذلك تأخر امريكا عن الاعتراف بالجولان الى اسرائيل بهذا الوقت لم يكن غير متوقع بل يفترض ان تعترف امريكا بذلك منذ قبل ٤٢ سنه، لذلك يوجد بالجولان شعب ومواطنيين فهم اصحاب القرار وتبرع ترامب بالجولان فهي ليست عقارا من عقارات شركات المليارترمب الجولان عبر التاريخ أرض عربية يسكنها شعب عربي دورزي، ولا يمكن تغيير الجغرافيا والسكان، وهي ليست عمارة سكنية امريكية مسجله في عقارات السيد ترامب ليهبه رئيس أميركيا للاسرائيليين، بل احزاب اليسار الاسرائيلي يرفضون ضم الجولان لاسرائيل، الرئيس الأميركي دونالد ترمب يفكر بعقلية تاجر وتغريدته حيث قال إن «الوقت حان لدعم السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان»،تصريحات ترامب تخضع لسوق البورصا الغاية من تصريحاته دعاية انتخابية وفي نفس الوقت الضغط على الحكومة السورية لتوقيع اتفاق سلام دائم مع اسرائيل، موقع الجولان، موقع مهم لاسرائيل والاردن، لذلك الهضبة التي تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تعد من أهم مصادر المياه، فهي تغذي نهر الأردن، وتمد «إسرائيل» بثلث احتياجاتها من المياه، وتعد أراضي الجولان من أخصب الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى أهميتها العسكرية الاستراتيجية، حيث إنها تبعد 40 كلم عن العاصمة السورية، ومن يقف فيها عسكرياً يستطع السيطرة على المنطقة. وفق اتفاقية سايكس بيكو ان الجولان أرض سورية منذ رسم الحدود الدولية للدول الجديدة بالشرق الاوسط في عام 1923، قبل قيام الدولة الاسرائيلية نفسها، واسرائيل تطمح و تسعى الآن إلى السيادة عليها بشكل نهائي بعد أن احتلتها عام 1967. الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد رفض التنازل عن عشرة امتار فقط بمشروع بيل كلينتون للسلام عام ١٩٩٤، تصريحات ترمب متناغمة مع نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي صفق وهلل لها بالقول: «الآن ترمب فعل شيئا ذا أهمية تاريخية باعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان». ترمب ونتنياهو لديهم معارك انتخابية، وهذه التصريحات تدخل ضمن الكسب الانتخابي المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، رفضت تصريحاتترمب وكذلك الاتحاد الأوروبي وروسيا، مع تأكيد أن الجولان أرض سورية محتلة وفق القوانين الدولية، الجامعة العربية من خلال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، صرح إن «أي اعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان سيمثل ردة خطيرة في موقف الولايات المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي»، وأكد أن «الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة». لذلك تبقى الجولان محتلة بحاجة لاتفاق سلام حقيقي مابين اسرائيل وسوريا لانهاء الصراع بشكل دائمي.

اترك تعليقاً