السيمر / فيينا / الاثنين 01 . 04 . 2019
منهل عبد الأمير المرشدي
لم يعد شيئا جديدا ان نسمع اصوات المطبلين للبعث المقبور ورموز الدكتاتورية لجمهورية الخوف خصوصا وإن الوقائع تشير الى ان ما يجري يتم وفق برنامج معد برعاية مخابراتية من اطرف اقليمية ودولية وفي المقدمة منها اميركا التي باتت تشهد علنا مؤتمرات يعقدها ازلام البعث الصدامي للترويج والتمجيد للطاغية وعهده المقيت . كذلك قد يبدوا امرا ليس بذي تأثير فاعل او داعيا للتعحب اذا ما كان ذلك يأتي من قبل أشباه المثقفين واصحاب النفس الذليلة مأسوري الذات المريضة من ابناء الرفيقات وبعض دواعش السياسة الذين تمادوا كثيرا بعدما افتقدوا الرادع واستغلوا الشعور السائد باللامبالاة إزائهم على قاعدة التغليس بإننا لا داعي لأن نجهد انفسنا بالتساؤل او العتاب لمن لايستحق العتب مادام مأزوم الضمير اسير ذته وارهاصات الشعور بالنقص الذي يجعله ينعق مع كل ناعق وإن كان فنانا او شاعرا او ما يطلق عليهم البعض جزافا بالمحلل السياسي . اليوم صار لزاما علينا التوقف عند تنامي هذا الأمر قبل ان يصبح ظاهرة تهدد العملية السياسة برمتها وتضرب بقوة في التماسك الوطني الهش في المجتمع العراقي المثقل بالتناقضات والقابل للأشاعة والأختراق بيسر وسهولة . لقد ترك مشهد النائب فائق الشيخ علي من على شاشة الشرقية وهو يمجد بشخوص البعث المقبور ويتجاوز بألفاظ اقل ما يقال عنها انها سوقية لا تخلوا من البذاءة والهبوط الذوقي متجاوزا كل سياقات العمل البرلماني الذي يتطلب في ادنى ثوابته اللياقة والدبلوماسية والرصانة في الحديث حتى مع الخصوم ضمن العملية السياسية . لقد ترك هذا المشهد اثره الصادم لدى غالبية ابناء الشعب العراقي خصوصا من ذوي الضحايا والمقابر الجماعية وكل من عانوا الأمرين من زمن البعث الهدام وطواغيته . من هنا صار لزاما ان يكون للجهات المعنية حكومة وبرلمان وقضاء دورها الفاعل في ايقاف هذا التداعي الممنهج لتزويق حقبة البعث الصدامي واثره الخطير خصوصا لدى الشباب من جيل ما بعد التسعينات الى يومنا هذا ممن لم يعاصروا تلك السنين المظلمة ولم يعيشوا ويلاتها . كما يبدوا واضحا ان خطاب النائب المنفلت جزء من كل لا يتجزء في الجو العام الجامع لغرائب المسميات في الداخل المحلي الباحث عن فرصة اثبات الوجود او اعادة التأهيل . فأننا وبالوقت الذي ننطلق فيه من درايتنا بحيثيات الرجل وانعدام ادنى حد من الثوابت المفترض توفرها في من يجيد الف باء الحرية السياسية او كما يعرف نفسه بالمدنية . من الواضح جداً لكل من يستمع لما بين مفردات فائق الدعبول انه كان يحاول جاهدا ان يضفي على نبرته صفة البراءة من تعلقه بأسياده ازلام البعث المقبور وانصياعه الاعمى وتباكيه على جحور الرذيلة ومرتع الفاحشة الا اننا نراه ينبري بين الفينة والاخرى يندب حظة العاثر وحظ مرضى العقول من امثاله على ما ال اليه تفاهة ثقافتهم الزائفة ونفاقهم وزيفهم من خلال الطرق على وتر الحرية العلمانية والدولة المدنية ومشاعر الفقراء وهو نعيق لا يليق الا بغربان الشؤم من ازلام البعث اللذين تفوح من افواههم رائحة نتنه تزكم الانوف والاقلام المأجورة بأصحابها اللاهثين طوع المأرب الدنيئة والغايات الوضيعة . انه يدرك جيدا ان توزيع الأراضي للفقراء الذي ادعى ان البكر المقبور كان يوزعها بالمجان كل يوم وكل عام وغيرها من الخدمات التي تباكى عليها النائب ممثل ( العركجية) كما يصف نفسه فهو يدري قبل سواه وبحكم صلة الرحم ونجاسة الدم التي تربطه بزنادقة البعث وتجمعه مع خفافيش الظلام التي يغيضها توهج المصابيح في ليل بغداد واعادة العافية لباقي مدن العراق نعم انه يدري ما لاسيادهم من دور في كل ما اصاب العراق من دمار وخراب منذ سقوط الصنم في ٢٠٠٣ سواء من خلال اشاع. الرعب والارهاب الى ضرب الرموز والقوى الوطنية او دعم الفاسدين والعملاء لتكون لهم سطوتهم في الدولة والتحكم في القرار . اخيرا وليس اخرا اقول انه لمن سوء حظ العراقيين عموما والفقراء على وجه الخصوص هو ان يدافع عنهم مدمن مخمور مطارد بعقدة البحث عن هيبة او وقار او حضور كما هي الحرية تنعى نفسها ان كان من يدافع عنها مأسور الفاحشة والفجور . بقي ان اقول ان فائق الشيخ علي روج علنا لفكر البعث المحظور ومجد شخوصه واحتقر العملية السياسية وجميع رجالاتها وعليه لابد من احالته الى القضاء بالجرم المشهود علنا ولا حصانة ولا هم يحزنون .