السيمر / فيينا / الجمعة 03 . 05 . 2019
محمد حسن الساعدي
الظهور المفاجئ لزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي من خلال شريط مصور بث على بعض القنوات ، الذي يعد الثاني بعد ظهوره الأول عام 2014 ، بعد سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش ، وإعلانها عاصمة لدولة الخلافة ، يحمل رسائل مهمة للعراق وحكومته وشعبه، وأهمها رسالة مفادها أن تنظيم داعش موجود ، وما ظهور زعيمه ألا رسالة واضحة ، وأن الولايات المتحدة قادرة على إعادته بثوب جديد،وهي جاهزة لإدخاله مرة ثانية فيما لو قررت الحكومة العراقية إخراج القوات الأمريكية من العراق، وهذا ما ينسجم مع تصريح قائد القيادة المركزية”كينث ماكينزي” بأن هناك مفاوضات تجري مع الحكومة العراقية بشأن وجود القوات الأمريكية ” طويل الأمد” وان ظهور أبو بكر البغدادي بعد يوم واحد من هذا التصريح يعكس بشكل واضح أن الهدف من التسجيل للإرهابي البغدادي وفي هذا الوقت تحديداً هو للضغط على الحكومة العراقية للتراجع عن قرارها بشأن خروج القوات الأمريكية من العراق ، وبعكسه فنحن قادرون على إعادة البغدادي إلى المشهد في المنطقة وتحديداً العراق . الإدارة الأمريكية بدوائرها السرية عملت كثيراً من أجل إيجاد زعزعة للمنطقة عموماً، وهذا ما تحقق في سوريا والعراق من سقوط ثلث العراق ونصف سوريا بيد العصابات الداعشية ، كما ان التحالف الذي تقوده أمريكا ضد «داعش» كذبة سياسية كبيرة يعلمها القاصي والداني، والدول المشاركة تدرك هذا جيداً. لذلك، فإن داعش باقٍ ما بقي هذا التحالف الذي تقوده أمريكا التي تدّعي الحرب على الإرهاب وهي تمنعها، ولا شك في أن تحركات بقايا «داعش» في العراق لم تعد لغزاً. والحشد الشعبي الذي يضم مئات الآلاف من الشباب وأكثر من 42 من السرايا القتالية المهمة ، قادر على لجم داعش وسحقه، ولكن في العراق مَنْ لا يريد ذلك الآن، أو لم يؤذن له بعد وواشنطن تحاول إعادة تكرار تجربة «طالبان» التكفيرية في منطقة الشرق الأوسط، وتُطَبّق قاعدة ” نتركهم يتقاتلوا ونحن ننظر وبعدها نقرر” كما أن التنظيمات الإرهابية تبدَّل حالها اليوم. ومن المؤكد أنها صارت وسائل لتنفيذ مشاريع أمريكية وإسرائيلية في المنطقة . الكلمة الفصل في إنهاء أي مشهد إرهابي هي للشعب العراقي لوحده دون غيره ، وان الموقف النهائي سيكون العراقيون أنفسهم ، ولكن هذه المرة سيختلف الرد كثيراً ، لان العراقيين أيقنوا أن واشنطن لا تريد الخير لبلدهم أو لهم ، وإنها تسعى لأي انقسام للبلاد وشعبها ، وبأدوات مختلفة ، لذلك بات العراقيون مستعدين لمواجهة هذا المخطط ، ولكن الرد سيكون قاسي على القوات الأمريكية في العراق ، والتي ستكون في “كماشة الفئران” لاصطيادها والقضاء على وجودها في البلاد.