الرئيسية / الأخبار / تطمينات الساسة لا تكفي: الذعر من الحرب يدفع الإيرانيين إلى الأسواق لتخزين الأطعمة

تطمينات الساسة لا تكفي: الذعر من الحرب يدفع الإيرانيين إلى الأسواق لتخزين الأطعمة

متابعة السيمر / فيينا / الجمعة 24 . 05 . 2019 — قالت وكالة “رويترز” إن “الأعصاب متوترة بين الإيرانيين العاديين الذين يواجهون صعوبات بسبب تشديد العقوبات خشية أن يفلت الزمام”، بالرغم من تطمينات القادة الإيرانيين والأمريكيين بأنهم لا يسعون للحرب. وفي مقابلات مع الوكالة، من خارج إيران عبر الهاتف والإنترنت، نشرتها “رويتروز” واطلع عليها “ناس” اليوم (24 ايار 2019)، وصف إيرانيون مناقشات حامية تدور في الداخل في الشوارع، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وقال نعمة عبدالله زادة المستشار القانوني في شركة إيرانية ناشئة لـ “رويترز”، إن احتمال نشوب الحرب أصبح الآن موضوع النقاش الرئيسي في أماكن العمل، وفي سيارات الأجرة، والحافلات. وأضاف “بخلاف تدهور الاقتصاد الإيراني أعتقد أن أشد الآثار حدة” للمواجهة مع الولايات المتحدة “هو الحالة النفسية للإيرانيين العاديين. فهم يعانون من قدر كبير من التوتر”. وانسحبت الولايات المتحدة قبل عام من الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية، لتقييد برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وفي الشهر الجاري اشتدت حدة التوترات بشكل كبير ووسعت واشنطن نطاق العقوبات لتمنع جميع الدول من استيراد النفط الإيراني. وأدلى عدد من المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، بتصريحات متشددة مستشهدين بتهديدات إيرانية للمصالح الأميركية. بل إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه نشر تغريدة جاء فيها “إذا أرادت إيران القتال فستكون هذه هي النهاية الرسمية لإيران”. وعمدت إيران إلى التهوين من التصريحات المتشددة ووصفتها بـ “حرب نفسية” من جانب إدارة أميركية غير مستعدة للحرب. لكن بعض الإيرانيين يقولون إن التوتر قد يكون له منطقه الخاص الأمر الذي يزيد احتمال حدوث خطأ يؤدي إلى العنف. كلب ينبح لا يعض وقال ناشط عمالي أمضى أشهراً في سجن إيراني بسبب أنشطته “الحرب والعقوبات وجهان لعملة واحدة من تصميم النظام الرأسمالي الأميركي. وستتحمل الطبقة العاملة عبء الضغوط”. ويتوقع بعض الإيرانيين أن تؤدي الضغوط إلى مفاوضات مثلما حدث عندما شدد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما العقوبات التي كبلت الاقتصاد الإيراني، ما أدى ذلك إلى الاتفاق النووي في 2015. غير أن آخرين يعتقدون أن قياداتهم لن تعاود السير في هذا الطريق في أعقاب العقوبات التي أعاد ترامب فرضها. وقالت طالبة طلبت حجب هويتها “أي سياسي يبدأ التفاوض مع أميركا سيجعل نفسه مغفلاً. حتى محمد جواد ظريف يئس من ذلك”، مشيرةً إلى وزير الخارجية الإيراني الذي درس في الولايات المتحدة. وقال ظريف لتلفزيون سي. إن. إن هذا الأسبوع إن إيران “تصرفت بحسن نية” في التفاوض على الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن. وأضاف “لسنا مستعدين للتحاور مع أناس أخلفوا وعودهم”. وقال ترامب إن واشنطن لا تحاول إجراء محادثات بل تتوقع أن تتصل بها طهران عندما تكون مستعدة. وقال مسؤول أميركي الأسبوع الماضي إن الأميركيين “ينتظرون بجوار الهاتف” غير أنهم لم يتلقوا أي مكالمة من إيران. وقال فؤاد إزادي أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران لرويترز، إن المكالمة الهاتفية لن تحدث. وأضاف إزادي “المسؤولون الإيرانيون توصلوا إلى هذه النتيجة، أن ترامب لا يسعى للتفاوض. فهو يود أن يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني حسن روحاني بل وعقد اجتماع والتقاط الصور لكن هذا ليس تفاوضاً حقيقياً”. ورغم القول إن المحادثات لم تعد مطروحة الآن، فلا يزال القادة الإيرانيون يقولون إن الحرب مستبعدة. وذكر المرشد علي خامنئي أن الولايات المتحدة لن تهاجم لأن ذلك “ليس في مصلحتها”. ويرى رجل الدين الشاب محسن مرتضوي الذي تخرج من مدرسة دينية في مدينة قم أن ذلك منطقي. وقال مرتضوي “لن تقوم أي حرب لأن المواجهة العسكرية لن تحل أياً من المشاكل الأميركية بل ستزيدها. صيحات ترامب وتهديداته حرب نفسية. والكلب الذي لا يعض ينبح”. غير أن أستاذ العلوم السياسية إزادي يختلف مع هذا الرأي إذ يقول “الحرب محتملة جداً. فهناك مسؤولون في واشنطن يخططون لغزو إيران منذ سنوات”. تخزين المؤن من ناحية أخرى يجاري الإيرانيون تداعيات العقوبات والتوتر يوماً بعد يوم. وقال سكان وأصحاب متاجر إن المخاوف من صعوبة الحصول على المنتجات دفعت بعض الإيرانيين لتخزين الأرز، ومواد النظافة، والأطعمة المعلبة. ويسعى إعلان يذاع على تلفزيون الدولة لإقناع الناس بعدم تخزين السلع. فيظهر رجل في منتصف العمر وهو عائد إلى بيته بعد العمل ثم ينجذب إلى السوبر ماركت عندما يرى الناس يشترون بدافع الذعر. ويعمد إلى شراء كل ما يستطيع أن يضع يده عليه فتبدو الرفوف فارغة. وقال علي الطالب الإيراني في طهران إنه على النقيض من كثيرين لا يعارض غزواً عسكرياً أميركياً إذ يعتقد أن سقوط النظام هو الحل الوحيد للمشاكل الاقتصادية، والسياسية المتزايدة. وأضاف “أملي الوحيد هو الحرب حتى أستطيع أن أشفي غليلي. وأنا أقول لأصدقائي في الجامعة أن سبيلنا الوحيد هو النضال المسلح… فليس لدينا ما نخسره”. ويعتقد شاهين ميلاني الذي ينشر تغريدات عن السياسة الإيرانية لأكثر من 7000 متابع على تويتر، إن التدخل العسكري لن يؤدي إلى الديمقراطية على الإطلاق. ويقول ميلاني: “على الناس أن يفعلوا ذلك بأنفسهم.. إذا كان شخص ما يشعر حقاً بالقلق من خطر الحرب فعليه أن يعمل على إقامة حكومة ديمقراطية علمانية في إيران.. وما دامت الجمهورية الإسلامية تتولى السلطة فسيظل شبح الحرب مخيماً على إيران”.

اترك تعليقاً