السيمر / فيينا / السبت 01 . 06 . 2019
اياد السماوي
ثلاث قمم انتهت في مكة التي كرّمها الله سبحانه ببيته الحرام وجعل أفئدة الناس تهوي إليها , ثلاث قمم انتهت في مكة التي اختارها الله لتكون البلد الذي يخرج منه شعاع الإسلام ليضيء الدنيا , ثلاث قمم انتهت في مكة التي جعلها الله مثابة للناس وأمنا حتى قيام يوم الدين .. والعجيب في هذه القمم الثلاث إنّها جميعا كرّست لإدانة إيران البلد الإسلامي الوحيد الذي يدعم القضية الفلسطينية ويدعم خيار مقاومة الاستكبار الأمريكي والعدوان الصهيوني ويمدّ المقاومين بأسباب المقاومة والصمود بوجه الغطرسة والعدوان .. إنّه لأمر محزن أن ينتهي حال العرب والمسلمين لهذا الدرك من الخنوع والذّل والمهانة , أي قمم هذه التي لا تدين العدوان على الشعبين السوري واليمني ولا تشجب عدوان إسرائيل على غزّة ؟ وأي قمم هذه التي تجعل من إسرائيل التي تحتل القدس الشريف والمسجد الأقصى صديقا وإيران التي وقفت ولا زالت مع فلسطين وشعبها عدوا للعرب والمسلمين ؟ أي قمم هذه التي لا ترفض التطبيع مع إسرائيل ؟ وأي قمم هذه التي لا تدعو لوقف العدوان السعودي الأماراتي على الشعب اليمني منذ خمسة أعوام ؟ والسؤال الأهم ما الغاية والجدوى من مشاركة العرب والمسلمين بهذه القمم المعروفة الأهداف والنتائج ؟ وهل تستحق هذه القمم العار أن يشارك فيها العراق بأعلى المستويات ؟ . وبالرغم من موقف العراق الذي أشاد به الجميع والذي رفض المشاركة في هذا الحفل الماجن المكرّس للتأليب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية , كان الأصح أن ينسحب رئيس جمهورية العراق الدكتور برهم صالح من المؤتمر احتجاجا على بيان القمّة الختامي الذي كتب من دون علم العراق ومشاركته في إعداد مسوّدة هذا البيان والمكرّس لإدانة إيران والتحريض عليها .. فمنذ أن وجّه سلمان الذي تأبط شرا الدعوّة للملوك والرؤساء العرب والمسلمين لحضور هذه القمم الثلاث , كان الهدف منها واضحا ومكشوفا وليس سرّا أو أمرا دّبر بليل , فما كان ينبغي للعراق البلد المسلم الذي تربطه بالشقيقة إيران أوثق وشائج العلاقات الأخوية , أن يشارك بهذا المستوى العالي من التمثيل , وكان الأولى هو رفض المشاركة في مثل هذه المؤتمرات التي لا تدعو للسلم ولا تهدف إلا لوضع الزيت على النار , أو المشاركة بالسفير العراقي في السعودية إذا كان لا بدّ من ذلك تلافيا للإحراج كما فعلت السعودية وأكثر البلاد العربية والخليجية عندما عقدت القمة العربية في بغداد عام 2012 , وإن كنت لا أرى أي إحراج في رفض المشاركة بهذا المؤتمرات التي لا تكرّس إلا للذّل والخنوع والمهانة , وكان الأولى أن يكون للعراق هذا المستوى من التمثيل في يوم القدس الذي عقد في طهران في آخر جمعة من رمضان تعبيرا عن دعم العراق حكومة وشعبا لأسبوع القدس الذي دعا له الأمام الخميني الراحل , لسنا ضدّ أي علاقات طيبة وسليمة مع الدول العربية والإسلامية , لكنّنا في الوقت ذاته نرفض أن تكون هذه العلاقات من خلال بوابة العداء لإيران الإسلام وشعبها الذي يرزح تحت العقوبات الاقتصادية الظالمة .. في ختام حديثي هذا أتوّجه لسماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله الذي ردّ يوم أمس على بيانات الذّل والعار الذي تبنّتها مؤتمرات العار في مكة المكرمة , وأسأل الله تعالى في هذا الشهر المبارك والفضيل أن ينصر إيران الإسلام وشعبها ويذّل الطغاة والجببارة , وينصر المقاومة الإسلامية الرافضة للذّل والهوان والمهانة في العراق ولبنان واليمن وسوريا …