السيمر / فيينا / الثلاثاء 09 . 07 . 2019 — على الرغم من موجات الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت أغلب مناطق البلاد خلال فصلي الشتاء والصيف، يهدد العطش مساحات زراعية كبيرة وأكثر من 3 آلاف شخصاً بعد أن قطعت المياه عنهم منذ 5 سنوات وجفت أراضيهم حتى عمق 14 متراً، في محافظة الديوانية، وسط تحذيرات من هلاك المزارعين هناك، مقابل وعود حكومية بحل الأزمة قربياً. يقول المواطن عباس محسن في حديث لـ “ناس” اليوم (9 تموز 2019)، إن “قرى (الخنيزيرة) في قضاء الشافعية تعاني من انعدام المياه الصالحة للشرب ومياه السقي منذ خمس سنوات، ما تسبب بتوقف الحياة الزراعية في هذه المنطقة التي تضم حوالي 24 ألف دونم كانت صالحة للزراعة سابقاً وخصوصاً المحاصيل المهمة مثل الحنطة والشعير والشلب، إلا أن نهر النورية الذي كان يغذيها ويمر من خلالها تم قطعة قبل دخوله المنطقة من قبل الحكومة بسبب إنشاء مزرعة الزيتون، وأضاف، أن “عدم وجود تنسيق وخطة منظمة من قبل الموارد المائية في المحافظة والقضاء تسبب بشح المياه وهذا النقص الكبير”، مبيناً أن “25 % من سكان هذه القرى تركوا مساكنهم وأراضيهم وتحولوا لممارسة مهن أخرى، فيما هاجر عدد آخر إلى محافظات النجف وكربلاء بحثاً عن عمل بعد توقف الزراعة بمناطقهم، وهذا ينذر بكارثة كبرى ستحل على هذه المناطق وسكانها الذين لايملكون سوى أراضيهم”. من جانبه حمل المواطن فرحان الكعبي، الحكومة المركزية ووزارة الموارد المائية مسؤولية هذا التدهور، داعيا إلى وضع حلول لهذه المشكلة والمعضلة التي حلت بمناطقهم الزراعية، مبيناً أن الخطر يتهدد سكان القرى بعد أن هلكت المواشي والأراضي بسبب شح المياه بنوعيها الصالحة للشرب، والتي تستخدم للسقي والزراعة”، مشيراً إلى أن “مكائن حفر الآبار الارتوازية لم يعد بإمكانها استخراج المياه بعد ان وصل مستوى الحفر لما يقارب 14 متر تحت سطح الأرض دون الحصول على أي كمية من المياه” . ولفت الكعبي، إلى أن “أقرب نقطة يمكننا الوصول اليها لتعبئة المياه تقع على بعد نحو 25 كيلو متراً عن القرى في ظل أوضاع تزداد سوءاً بالنسبة لمن لا يمتلك سيارة خاصة”، موضحاً أن القرى لم تستفد من موجات الأمطار والسيول خلال موسمي الشتاء والربيع، ولم تتلق أي معونات أو دعم حكومي باستثناء ما وصل من جمعية الهلال الأحمر”. بدوره أقر مجلس محافظة الديوانية بوجود أزمة مياه في القضاء، غير أنه وعد بحلها خلال هذا العام. وقال عضو المجلس جعفر الموسوي، إن “قرى قضاء الشافعية تمر بأزمة فعلية وحرمان من المياه بسبب عدم وجود خطوط ناقلة، إلا ان المشكلة ستحل خلال هذا العام وهناك تخصيص ضمن مشاريع تنمية الاقاليم لتعويض نقص الأموال اللازمة لحل الأزمة”. وأضاف، أن “هناك خط ناقل قيمته 1.5 مليار دينار سيغذي جميع قرى الشافعية من المحطة الجديدة التي تم إنشاؤها ولم يتبق منها الا أجزاء بسيطة من الأنابيب الناقلة لانجازها وتشغيلها بشكل مستمر، اضافة إلى أننا سنقوم بتوفير سيارات حوضية كافية لنقل المياه للمواطنين لحين تشغيل المحطة وانتهاء الأزمة الحالية”.
المصدر / ناس