السيمر / فيينا / الاحد 25 . 08 . 2019
ما أن انتصفت ليلة الأحد، حتى بدأت الأنباء تتوالى من أقصى شرق المنطقة في كركوك، إلى أقصى الغرب حيث الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت التي أُعلن فيها عن اسقاط طائرتين اسرائيليتين، ومروراً بالعملية الأكثر وضوحاً، وهي القصف الاسرائيلي جنوب العاصمة السورية دمشق، حيث تبنى الجيش الاسرائيلي العملية رسمياً، بينما تقول وسائل إعلام ايرانية أن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله يبث اليوم كلمة يتطرق فيها للأحداث الإقليمية والمحلية.
المباراة الأخيرة لأطفال داقوق
لم يتضح حتى الآن ما إذا كان ضحايا داقوق، في كركوك، قد سقطوا بعملية واحدة أو عمليتين اثنتين، فرئيس اللجنة الامنية محمد رضا قال في تصريح صحفي تابعه “ناس” فجر الأحد (25 آب 2019) إن “إرهابيين تسللوا إلى ملعب في منطقة نائية ومظلمة بمدينة داقوق، وفتحوا نيران أسلحتهم على اللاعبين، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة آخرين”.
وهو ما سبق أن ذكره المتحدث باسم الحشد الشعبي – قاطع الشمال، علي الحسيني، في حديث لـ “ناس” حيث أكد أن “عناصر من تنظيم داعش فتحت النار على ملعب رياضي خماسي بالقرب من مقام الامام زين العابدين مستخدمةً القاذفات وأسلحة (BKC) لتسقط قتلى وجرحى جميعهم من المدنيين”.
وتدفقت المعلومات تباعاً، حول ضحايا الملعب، و أظهرت سقوط طفلين شقيقين، فضلاً عن مقتل مدرب فريق شعبي، كما وصلت حصيلة الجرحى من الأطفال إلى 3 مصابين، توزعوا بين مستشفى الجمهورية ومستشفى آزادي، حيث سجل المركزان حصيلة نهائية بلغت 7 قتلى ومثلهم من المصابين.
هجوم صاروخي؟
إلا أن مصادر في الشرطة الاتحادية كانت قد تحدثت في وقت سابق، عن “مقتل منتسبين في الحشد الشعبي بسقوط قذائف هاون من جهة المقبرة الواقعة بالقرب من المقام، وهو ما كشفته الصور الأولى من احد المستشفيات القريبة، حيث أظهرت جرحى يرتدون زياً عسكرياً”.
تصريح الصالحي يفاقم الشكوك
وزاد تصريح رئيس الجبهة التركمانية من الغموض الناتج من شحة المعلومات وتضاربها في بعض الاحيان، وصمت المؤسسات الأمنية الرسمية عن الإيضاح، حيث خرج أرشد الصالحي بتصريح مُقتضب، قال فيه إن “ما جرى كان بدوافع سياسية.. ويستهدف فرض إرادات”! تاركاً الباب مفتوحاً أمام مزيد من التأويل..
دمشق: طائرات مسيرة “قاتلة”
في الأثناء بثت وكالة الأنباء السورية انباءً متتابعة حول سماع أصوات انفجارات جنوب العاصمة السورية دمشق، قالت مصادر إنها كانت بالقرب من بلدة عقربا، ووفقاً لمصدر عسكري سوري تحدث لوكالة أنباء بلاده، فإن “وسائط الدفاع الجوي السوري تصدت قبيل منتصف الليلة لعدوان إسرائيلي بالصواريخ على محيط دمشق وأسقطت أغلبيتها قبل بلوغ أهدافها”.
لكن متحدثاً عسكرياً إسرائيلياً قال لرويترز إن “طائرات إسرائيلية قصفت قوات إيرانية قرب دمشق كانت تخطط لضرب أهداف في إسرائيل بطائرات مسيرة مسلحة، كما نقلت عن الجيش الاسرائيلي قوله إن ”الضربة استهدفت قوة فيلق القدس وميليشيات شيعية كانت تخطط لتعزيز خطط لشن هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل انطلاقا من داخل سوريا خلال الأيام الأخيرة“.
وقال متحدث عسكري للصحفيين إن القوات كانت تعد لإطلاق ”طائرات مسيرة قاتلة“ على إسرائيل.
“جلبة في الضاحية الجنوبية”
ولم تمض دقائق على حادثتي كركوك ودمشق، حتى نشرت وسائل الإعلام اللبنانية مشاهد غير مفهومة، تُظهر تجمهراً للمارة في أحد شوارع الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت –معقل حزب الله- وتحديداً شارع “معوّض”.
الصور أظهرت تجمهراً للمارة حول ما بدا أنه نيران مشتعلة وسط الشارع، فيما أظهرت مشاهد لاحقة وصول سيارات الدفاع المدني، إلى المكان.
ومع ساعات الفجر الاولى، بدأت وسائل اعلام ايرانية وروسية بتداول تصريح منسوب إلى مصدر في حزب الله، لم تكشف هويته، يعلن “اسقاط طائرتين اسرائيليتين مسيرتين، احداهما كانت تحلق فوق المركز الإعلامي للحزب”.
ونشرت صفحات مقربة من الحزب صوراً لما يُعتقد أنها إحدى الطائرتين اللتين تم اسقاطهما، لكن ناشطين لبنانيين، شككوا بالرواية التي لم يتبناها حزب الله رسمياً، و كتب خبراء في مجال طائرات الدرون أن الصور المتداولة تعود لطائرات لا يُمكنها أن تتجاوز أكثر من 5 كيلومترات، ما يعني استحالة انطلاقها من اسرائيل، وأن أمام رواية الحزب سيناريو واحد لاثباتها، وهو ان تكون الطائرة قد انطلقت من داخل بيروت، فيما تحدث آخرون بسخرية عن أن الطائرة كانت في مهمة ترفيهية وسقطت، لتتحول إلى خبر تتداوله الوكالات العالمية
أما الرواية الثالثة، فتحدثت عن ان الطائرة الصغيرة ربما كانت جزءاً من معدات حزب الله الذي يستعد لتنظيم مراسم عاشوراء، وأنها ربما سقطت عرضاً، واستمرت التفسيرات وطرح السيناريوهات المختلفة، حيث طرح آخرون سيناريو مفاده أن كوادر الحزب كانوا في صدد التحضيرات الإعلامية استعداداً لكلمة سيلقيها زعيم حزب الله حسن نصر الله، اليوم الاحد، وأن الطائرة سقطت أثناء تلك التحضيرات، دون أن يصدر تصريح رسمي من الحزب ليُنهي الجدل.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية، أن “أمين عام حزب الله حسن نصرالله يطل اليوم الأحد من على شاشات عملاقة من أكبر ساحات بلدة العين في البقاع الشمالي حيث يتطرق في كلمته إلى الوضع الدولي، الداخلي الإقليمي، والداخلي وإلى قضايا ساخنة على الساحتين العربية والدولية، وذلك في الذكرى الثانية لتحرير جرود عرسال”.
المصدر / ناس