السيمر / فيينا / الاحد 01 . 09 . 2019 — فجأة وجد التصعيد الإعلامي وتبادل فرضيات الرد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل ميدانا يعكس تطورات المواجهة، حيث أعلن حزب الله اللبناني، الاحد، في أول رد عسكري له استهداف آلية عسكرية إسرائيلية أسفرت عن مقتل وإصابة من فيها، فيما أعلن الجيش الاسرائيلي – على الفور – الرد على مصادر النيران التي اطلقت من لبنان، نافيا وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي. وأثار هذا الحدث سلسة من التعليقات توزعت بين اعتباره بداية للانزلاق في مواجهة مفتوحة تذكر بحرب تموز 2006، وأخرى استبعدت أن تعاد الكرة وفقا لمعطيات مختلفة؛ إلا أن البيانات الصادرة من الطرفين لا توحي بإمكانية الذهاب إلى مواجهة مفتوحة، حيث ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي وهو يحاول ملاطفة الصحفيين وإظهار بعض الابتسامات لتقليل التوتر..
“النوم بعين واحدة”
وقالت وسائل الإعلام اللبنانية تابعها “ناس” اليوم (1 أيلول 2019) إن “القصف المدفعي المعادي توقف والطائرات غائبة حاليا ولا حركة للاحتلال”، فيما أكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي إن “الأعمال القتالية مع حزب الله توقفت”.
وفي السياق نقلت وسائل إعلام عالمية عن مصدر من الجيش الإسرائيلي قوله إن “الحدث لم ينته، وخلال الساعات القادمة سنذهب لقصف موسع داخل الأراضي اللبنانية”.
كما أكد الجيش الاسرائيلي عدم وقوع إصابات بالنيران اللبنانية قائلا :”قمنا بالرد مباشرة على مصادر النيران، وسنبقى في وضع جاهزية”.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن “إسرائيل ستتخذ قرارا بشأن الإجراءات المستقبلية على الحدود اللبنانية بناء على تطور الأحداث”.
وقال نتنياهو في تعليق على الأحداث الجارية في الشمال واستهداف “حزب الله” اللبناني” لآلية عسكرية عند طريق ثكنة أفيفيم شمالي إسرائيل، إن “الجيش الإسرائيلي رد بـ100 قذيفة باتجاه جنوب لبنان، فضلا عن قيام المروحيات الحربية بقصف أهداف أخرى”.
ونفى نتنياهو وقوع إصابات جراء استهداف حزب الله للآلية العسكرية الإسرائيلية، قائلا: “لا إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي نتيجة الأحداث في الشمال”.
“تبادل نيران أم فرض معادلات؟”
وكان حزب الله اللبناني قد أعلن عن “سقوط قتلى وجرحى بين الجنود الإسرائيليين جراء استهداف الحزب الآلية العسكرية الإسرائيلية”.
ويعاني نتنياهو منذ الانتخابات الاسرائيلية في نيسان الماضي في محاولته لنيل منصب رئاسة الوزراء من جديد؛ حيث قرر إعادة الانتخابات بعد فشله في الحصول على الأصوات الكافية في الكنيست وتم تحديد السابع عشر من أيلول الجاري موعدا جديدا لانتخابات يحاول نتنياهو أن يحصل من خلالها على وضع مريح لولاية مقبلة للمنصب.
وتشير العديد من القراءات السياسية إلى أن التلميحات – التي أطلقها نتنياهو والتي فُهم منها تبنيه لانفجارات مستودعات الحشد الشعبي في العراق – تستهدف تعزيز وضعه الانتخابي في الداخل الإسرائيلي؛ لكن تقارير إسرائيلية أخرى حذرت من أن طريقة نتنياهو في حصد أصوات الناخبين بالتصعيد العسكري مع الجوار قد تقود إلى نتائج عكسية خاصة إذا ما انزلقت الأوضاع مع قطاع غزة وحزب الله اللبناني إلى اشتباك واسع ومعركة طويلة قد تودي بطموحات نتنياهو؛ لكن السيناريو الأخير لايبدو – وفقا للمعطيات الحالية – قريبا من التحقق ولاسيما في ظل البيانات التي أطلقها الطرفان: حزب الله وإسرائيل، والتي اشتركت في فكرة عدم الرغبة في التصعيد.
وبدت عملية حزب الله أنها تنطوي على إرسال رسالة مفادها أن الحزب قادر على صناعة خطوة عسكرية لكنه يلتزم بقواعد الاشتباك ويُظهر بأنه قادر على فرض معادلته أيضا في الميدان، وفقا لخبير عسكري لبناني.
المصدر / متابعة +ناس