السيمر / فيينا / الثلاثاء 10 . 09 . 2019
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
نتقدم بتعازينا الحارة لشيعة ال البيت ع الكرام بذكرى استشهاد الامام الحسين ع وآل بيته الكرام بطريقة بشعة قل نظيرها بالتاريخ، وماحدث للحسين ع وال بيته من قتل وسبي لبنات رسول الله محمد ص يثبت أن الإرهاب المنحرف ليس وليد اليوم وانما جذوره بدأت من انقلاب السقيفة وازداد الانحراف شيئا فشيئا إلى أن وصل الحكم إلى أيادي أعداء الله ورسوله محمد ص، من خسة الزمان أن يصبح أعداء الله ورسوله محمد ص خلفاء الأمة الإسلامية ويقف السواد الأعظم من المسلمين مع أعداء الله ورسوله الكريم، الحسين ع سطر اروع معركة بالتاريخ البشري، العسكر الذين قتلوا الامام الحسين ع وأصحابه كانوا يعتقدون أنهم يقتلوهم وينتهي كل شيء وتنطمر آثار الجريمة البشعة ولم يعلموا أن قبر الحسين ع يصبح مكان يقصده الأحرار وبنت حوله مدينة كبيرة عظيمة يسكنها مئات الاف البشر ويزور مدينة الحسين ع ملايين الزائرين من مختلف بلدان العالمالحسين ع بكاه انبياء الله وبكاه محمد ص فلاتلوموا الشيعة
نعيم الهاشمي الخفاجيالحسين ع بكاه انبياء الله ع قبل أن يخلق وبكاه جده رسول الله ص عندما كان طفل صغيرا لا تلوموا الشيعة لبكائهم على الحسين ع لكن البكاء وطرق اقامة المراسيم تحتاج الى وضع ضوابط تبرز حقيقة ثورة الحسين ع الانسانية للعالم، ان البكاء على الحسين بن علي ع ليس بكاء على شخص قتل في معركة مع نظام حكم مستبد وظالم وإنما كانت ثورة الحسين ع ثورة تحمل كل معاني قيم الاخلاق والانسانية ومثلت أخلاق القرآن سلوك ومعاملة وتقوى طبقها بحذافيرها الحسين بن علي ع فقد أوعظ العسكر الذين حاصروه وقتلوه وحذرهم من دعم الطغاة والمجرمين وحذرهم من غضب الله سبحانه وتعالى، البكاء على الحسين ع هو بحد ذاته معالجة للنفوس والوقوف في اجلال وعلى الإنسان المؤمن يتصور نفسه أنه شهد المعركة وأي فريق يقف معه هل مع عسكر الحسين ع قليلي العدد والذين يقتلون لامحالة ام مع جيش ابن زياد والذي يكسب المعركة ويحصلون على المال والجاه، بلا شك الانسان التقي يقف مع عسكر الحسين ع والحسين موجود بكل عهد وعصر اختصارا للموضوع نكتفي في بحث مبسط لسيد صالح الشهرستاني حول مصادر بكاء رسول الله ص على الحسين بن علي ع هذا البحث يتضمن عدد من الروايات المعتبرة ومن مصادر السنة وبعد هذا البحث سوف نعرج بإذن الله على التوراة والإنجيل لذكر روايات بكاء أنبياء الله آدم ع اب البشرية على مصيبة قتل الحسين بن علي ع ( النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه أوّل من بكوا الحسين عليه السلام لقد اتّفقت كتب الحديث والرواية سواء كانت من مؤلّفات الشيعة أو من مصنّفات إخواننا السنّة على أنّ جبرئيل قد أوحى (۱) إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بنبأ مقتل الإمام الشهيد الحسين عليه السلام ومكان استشهاده. وفيما يلي بعض هذه الروايات في ذلك :1 ـ قال العلّامة السيّد محسن الأمين العاملي في الصفحة « ٣٠ » من مصنّفه : « إقناع اللائم على إقامة المآتم » ما نصّه : ذكر الشيخ أبو الحسن علي بن محمّد الماوردي الشافعي في كتابه « أعلام النبوّة » صفحة ٨٣ طبع مصر فقال :ومن إنذاره صلّى الله عليه وآله وسلّم ما رواه عروة عن عائشة قالت : « دخل الحسين بن علي عليه السلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يوحى إليه ، فبرك على ظهره وهو منكب ولعب على ظهره ، فقال جبرئيل : يا محمّد ، إنّ أمّتك ستفتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك ، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء وقال : في هذه الأرض يقتل ابنك ـ اسمها الطفّ ـ. فلمّا ذهب جبرئيل خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أصحابه والتربة في يده ، وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وحذيفة وعمّار وأبو ذر وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فقال : أخبرني جبرئيل أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطفّ وجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه » (۲) انتهى.ثمّ يضيف السيّد محسن العاملي على ذلك بقوله :أقول : ولابدّ أن يكون الصحابة لما رأوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يبكي لقتل ولده وتربته بيده ، وأخبرهم بما أخبره جبرئيل من قتله ، وأراهم تربته التي جاء بها جبرئيل ، أخذتهم الرقّة الشديدة فبكوا لبكائه وواسوه في الحزن على ولده ، فانّ ذلك ممّا يبعث على أشدّ الحزن والبكاء لو كانت هذه الواقعة مع غير النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والصحابة ، فكيف بهم معه ؟! فهذا أوّل مأتم أقيم على الحسين عليه السلام يشبه مآتمنا التي تقام عليه ، وكان الذاكر فيه للمصيبة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والمستمعون أصحابه.2 ـ جاء في الصفحة « ٣١ » من الكتاب نفسه :وفي « منتخب كنز العمال صفحة ١١٢ الجزء الخامس » للشيخ علاء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتّقي الهندي من علماء أهل السنّة. قال : أخرج الطبراني في الكبير (۳) : عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن أم سلمة قالت : « كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جالساً ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخلن عليّ أحد فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يبكي ، فاطلعت فاذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي. فقلت : والله ما علمت به حتّى دخل. قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : إن جبرئيل كان معنا في البيت فقال : أتحبّه ؟ فقلت : أما من حبّ الدنيا نعم ، فقال : إنّ أمّتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء. فتناول من ترابها فأراه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلمّا أحيط بالحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : أرض كربلاء ، قال : صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرض كرب وبلاء .. ».أقول : وقد نقلت هذه الرواية كثير من كتب أهل السنّة بنفس العبارة أو بتعديل فيها ، كصاحب العقد الفريد (٤) في الجزء الثاني ، وأحمد بن حنبل (٥) ، وأبي يعلى ، وابن سعد ، والطبراني ، وأنس بن مالك ، وابن عساكر ، وغيرهم كثيرون (٦). ورواها أيضاً من الشيعة كثيرون من علمائها ، منهم الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي المعروف بابن بابويه القمّي عن الإمام الخامس محمّد الباقر عليه السلام بهذه العبارة : « كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيت أمّ سلمة فقال لها : لا يدخل عليّ أحد ، فجاء الحسين وهو طفل فما ملكت معه شيئاً حتّى دخل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فدخلت أمّ سلمة على أثره ، فإذا الحسين على صدره ، وإذا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يبكي وإذا في يده شيء يقبله. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا أمّ سلمة ، إن هذا جبرئيل يخبرني أنّ ابني هذا مقتول ، وهذه التربة التي يقتل عليها ، فضعيها عندك فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي … » (۷). انتهى قول العلّامة العاملي.3 ـ ذكر الشيخ المفيد في إرشاده ما لفظه : روى الاوزاعي عن عبد الله بن شداد عن أمّ الفضل بنت الحارث : « أنّها دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالت : يا رسول الله ، رأيت الليلة حلماً منكراً. قال : وما هو ؟ قالت : انّه شديد. قال : ما هو ؟ قلت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري ؛ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : خيراً رأيت تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك ، فولدت فاطمة الحسين عليهما السلام ، قالت : وكان في حجري كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فدخلت به يوماً على النبي ـ وأنا أحمل الحسين ـ (۸) فوضعته في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول الله تهرقان بالدموع ، فقلت : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ما لك ؟! قال : أتاني جبرئيل فأخبرني انّ طائفة من أمّتي ستقتل ابني هذا. وقلت : هذا ؟ قال : نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء » (۹) الخ.وروى سماك ، عن ابن مخارق ، عن اُمّ سلمة رضي الله عنها قالت : « بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم جالس والحسين جالس في حجره إذ هملت عيناه بالدموع ، فقلت له : يا رسول الله ، ما لي أراك تبكي ، جعلت فداك ؟! فقال : جاءني جبرئيل فعزاني بابني الحسين وأخبرني أنّ طائفة من أمّتي تقتله ، لا أنالهم الله شفاعتي » (۱۰).وروى باسناد آخر عن أمّ سلمة أنّها قالت : « خرج رسول الله وهو أشعث أغبر ويده مضمومة ، فقلت له : يا رسول الله ، ما لي أراك شعثاً مغبراً ؟ فقال : أسري بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق يقال له : كربلاء ، فرأيت فيه مصرع الحسين ابني وجماعة من ولدي وأهل بيتي ، فلم أزل ألقط دماءهم فها هي في يدي ، وبسطها إليّ فقال : خذيها واحتفظي بها ، فأخذتها فإذا هي شبه تراب أحمر ، فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت بها ، فلمّا خرج الحسين من مكّة متوجّهاً نحو العراق كنت أخرج تلك القارورة في كلّ يوم وليلة فأشمّها وأنظر إليها ثمّ أبكي لمصابه ، فلمّا كان اليوم العاشر من محرّم ـ وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين ـ أخرجتها في أوّل النهار وهي بحالها ثمّ عدت إليها آخر النهار ، فإذا هي دم عبيط فضججت في بيتي وبكيت ، وكظمت غيظي مخافة أن يسمع أعداؤهم بالمدينة فيسرعوا بالشماتة ، فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتّى جاء الناعي بنعيه فحقّق ما رأيت » (۱۱).٤ ـ جاء في « مسند أحمد بن حنبل ١ : ٨٥ » : بسنده عن عبد الله بن نجى عن أبيه : « انّه سار مع علي عليه السلام وكان صاحب مطهرته ـ أيّ الإناء الذي يتطهّر به ويتوضّأ منه ـ فلمّا حاذى نينوي ، وهو منطلق إلى صفين ، فنادى علي عليه السلام : إصبر أبا عبد الله ، إصبر أبا عبد الله بشطّ الفرات. قلت : وما ذاك ؟ قال : دخلت على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت ؛ يا نبي الله ، أغصبك أحد ، ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بل قام من عندي جبرئيل قبل أمد فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات. قال : فقال : هل لك إلى أن أشمّك من تربته ؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا … ».ونقل هذا الحديث بنفس العبارة أو مع إضافة عليها كتاب « الصواعق المحرقة » (۱۲) لابن حجر ، وكتاب « منتخب كنز العمال » (۱۳) ، وسبط ابن الجوزي الحنفي في « تذكرة الخواص » (۱٤) ، والبغوي في معجمه ، وغيرهم كثيرون من رواة السنّة والشيعة.٥ ـ وأخرج ابن سعد هذه الحكاية عن عائشة بإضافة : « إنّ جبرئيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتدّ غضب الله على من يسفك دمه. فيا عائشة والذي نفسي بيده إنّه ليحزنني ، فمن هذا من أمّتي يقتل حسيناً بعدي ؟ » (۱٥).٦ ـ أخرج أحمد بن حنبل فيما أخرجه من مسند ابن عبّاس ، قال : « رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيما ير النائم بنصف النهار ، وهو قائم أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم. فقلت : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل التقطه منذ اليوم فاحصينا ذلك فوجدوه قتل في ذلك اليوم » (۱٦).٧ ـ جاء في « الصفحة ٣٩ من كتاب إقناع اللائم » المارّ ذكره ما نصّه : « روى ابن شهر آشوب في المناقب (۱۷) عن جامع الترمذي وكتاب السدي وفضائل السمعاني ، أنّ أمّ سلمة قالت : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المنام وعلى رأسه التراب. فقلت : مالك يا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ؟ فقال : شهدت قتل الحسين آنفاً … ».أقول : ومن روايات أصحابنا في ذلك ما رواه الصدوق في الأمالي (۱۸) بسنده عن سلمى (۱۹) قالت : « دخلت على أمّ سلمة وهي تبكي فقلت لها : ما يبكيك ؟ قالت : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المنام وعلى رأسه ولحيته أثر التراب فقلت : مالك يا رسول الله مغبراً ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفاً ».وروى المفيد في « المجالس » والشيخ الطوسي في « الأمالي » بسندهما عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام قال : « أصبحت يوماً أمّ سلمة تبكي ، فقيل لها : ممّ بكاؤك ؟ فقالت : لقد قتل ابني الحسين الليلة ، وذلك أنّني ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منذ مضى إلّا الليلة ، فرأيته شاحباً كئيباً. فقلت : ما لي أراك يا رسول الله شاحباً كئيباً ؟ فقال : لم أزل منذ الليلة أحفر القبور للحسين وأصحابه »(۲۰).هذا وقد رويت أمثال هذه الأحاديث بأسانيدها من مصادر شيعيّة وسنيّة موثوق بها بكثرة لا تحصى.٨ ـ وقد أشار ابن نباتة في كتاب خطبه المشهور الذي وضعه ليقرأ على منابر الإسلام في الجمعات ، ولا يزال يقرأ على المنابر إلى اليوم حيث قال في الخطبة الثانية للمحرّم ضمن ما قال : « وكان عليه الصلاة والسلام ـ يعني الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ من حبّه للحسين يقبل شفتيه ، ويحمله كثيراً على كتفه فكيف لو رآه ملقى على جنبيه ، شديد العطش والماء بين يديه ، وأطفاله يضجّون بالبكاء عليه ؟ لصاح عليه الصلاة والسلام وخرّ مغشياً عليه. فتأسّفوا رحمكم الله على هذا السبط السعيد الشهيد ، وتسلّوا بما أصابه لكم من موت الأحرار والعبيد واتّقوا الله حقّ تقواه … ».٩ ـ أما أمّ سلمة فهي إحدى زوجات الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقد تقدّم بها العمر إلى أواخر سنة ٦١ للهجرة التي توفّيت فيها. وتقول الدكتورة بنت الشاطئ في الصفحة ٣٢٠ من كتابها « موسوعة آل النبي » الذي تكرّر طبعه عدّة مرّات في القاهرة وبيروت ، عن هذه السيّدة الجليلة ما نصّه :« وتقدّم العمر بأمّ سلمة زوجة النبي حتّى امتحنت كما امتحن الإسلام كلّه بمأساة كربلاء ومذبحة أهل بيت الرسول هناك. وتقول رواية : انّها ماتت في آخر سنة ٦١ هجريّة ، بعد ما جاءها نعي الحسين بن علي عليه السلام ـ إلى أن تقول بنت الشاطئ ـ : وأمّ سلمة آخر من مات من نساء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وصلّى عليها أبو هريرة الصحابي ، ودفنت بالبقيع … ».١٠ ـ أقول : لقد وصل نبأ فاجعة كربلاء واستشهاد سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام وأصحابه في الطفّ في أواخر شهر محرم سنة ٦١ ه إلى المدينة المنوّرة ، ثمّ كان ما كان من هياج أهل الحجاز وخاصّة مكّة المكرّمة والمدينة لهذا الحادث الجلل والمصاب العظيم ، ممّا سيأتي تفصيله في الفصول التالية.الهوامش۱. امّا ان نقول : « أن جبرئيل قد أخبر النبي » أو نقول : « انّ الله أوحى للنبي ».۲. وذكر الخبر أيضاً بألفاظ مختلفة وبطرق متعدّدة في المصار التالية : مستدرك الصحيحين ٣ : ١٧٦ ، ٤ : ٣٩٨ ، مسند أحمد بن حنبل ٣ : ٢٤٢ ، ٢٦٥ ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ١٤٧ ، ١٤٨ ، والمتّقي الهندي في كنز العمال ٦ : ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، ٧ : ١٠٦ ، والصواعق المحرقة : ١١٥ ، والهيثمي في معجمه ٩ : ١٨٧ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩١.۳. المعجم الكبير للطبراني ٢٣ : ٢٨٩ / ٦٣٧.٤. عقد الفريد ٤ : ٣٨٣ / ١٠.٥. مسند أحمد بن حنبل ٦ : ٢٩٤.٦. كنز العمال ١٣ : ٦٥٦ / ٣٧٦٦٦ عن ابن ماجه والطبراني وأبي نعيم.۷. أمالي الصدوق : ١٣٠ / ٣.۸. ليس في المصدر.۹. إرشاد الشيخ المفيد ٢ : ١٢٩ ، وينابيع المودّة ٢ : ٣١٨ عن البيهقي.۱۰. ارشاد المفيد ٢ : ١٣٠.۱۱. ارشاد المفيد ٢ : ١٣٠.۱۲. الصواعق المحرقة / ١١٥.۱۳. كنز العمال ٧ : ١٠٥ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ : ٣٤٧.۱٤. تذكرة الخواص : ٢٢٥.۱٥. الصواعق المحرقة لابن حجر ١١٥ قال أخرجه ابن سعد مع اختلاف في اللفظ.۱٦. مسند أحمد بن حنبل ١ : ٢٤٢ ، ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه ١ : ١٤٢ ، وابن الأثير في اسد الغابة ٢ : ٢٢ ، وابن حجر في اصابته ٢ : ١٧ مع اختلاف فيه ورواه غير هؤلاء ايضاً من أئمّة الحديث.۱۷. مناقب آل أبي طالب ٤ : ٥٥.۱۸ أمالي الصدوق ١١٩ / ١ مع اختلاف فيه.۱۹. سلمى : هي زوجة أبي رافع مولى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.۲۰. أمالي المفيد ٣١٩ / ٦ ، أمالي الطوسي ٩٠ / ١٤٠)وبعد ان نقلنا مصادر بكاء الرسول محمد ص على الحسين ع فهنا لا بأس ان نستعين في التوراة والانجيل لذكر الاحاديث حول الحسين بن علي ذبيح الفرات نضع للقراء الكرام احاديث وردت في التوراة والانجيل في بكاء انبياء الله على الحسين بن علي ع1- آدم(ع) في عرفات على جبل الرحمة نظر آدم (ع) إلى ساق العرش ورأى أسماء الخمسة من أهل الكساء وهم: محمد – وعلي – وفاطمة – والحسن – والحسين عليهم السلام فلقنه جبرئيل(ع) أن يقول: ياحميد بحق محمد ، ويا عالي بحق علي ويا فاطر بحق فاطمة ، ويامحسن بحق الحسن ، ويا قديم الإحسان بحق الحسين فلما سمع بذكر الحسين (ع) ، سالت دموعه وانخشع قلبه ، فقال: يا أخي جبرئيل في ذكرالخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي ، فأخذ جبرئيل في بيان السبب راثيا للحسين(ع) وآدم والملائكة الحاضرون هناك يسمعون ويبكون فالناعي جبريل والمستمعون آدم و الملائكة فقال جبرئيل(ع): ياآدم ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب قال: وما هي ؟ قال: { يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ، ليس له ناصر ولا معين ، ولو تراه ياآدم وهو يقول: واعطشاه ، واقلة ناصراه ، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان فلم يجبه أحد إلا بالسيوف وشرر الحتوف ، فيذبح ذبح الشاة من قفاه ، وينهب رحله ، وتشهر رؤوسهم في البلدان ، ومعهم النسوان كذلك سبق في علم الواحد المنان}(1) 2- آدم في كربلاء كان آدم(ع) يطوف الأرض فلما وصل إلى كربلاء المقدسة ووصل إلى المكان الذي يصرع فيه الحسين(ع) عثر برجله ووقع ، وسال الدم من رجله فرفع رأسه وقال: إلهي هل حدث ذنب آخر فعاقبتني ؟ فأوحى الله تعالى إليه لا ولكن يقتل في هذا المكان ولدك الحسين ظلما فسال دمك موافقة لدمه فقال آدم: يارب ومن الذي يقتله ؟فقال تعالى: يزيد فالعنه فلعنه أربعا ومشى خطوات في تلك التربة المقدسة الطاهرة وهو يبكي ويندب السبط الشهيد المذبوح الغريب 3- تعثر سفينة نوح(ع) ورد في الخبر: كانت سفينة نوح(ع) تجوب البحار ولما وصلت فوق أرض مقتل الحسين(ع) ومحل طوفان سفينة أهل البيت(ع) أخذته الأرض وخاف نوح الغرق فقال: إلهي طفت الدنيا وما أصابني فزع مثل هذه الأرض فنزل جبرئيل(ع)وقال: يانوح يقتل في هذا الموضع سبط خاتم الأنبياء وابن خير الأوصياء الحسين(ع) فبكى نوح ومن معه في السفينة ولعنوا قاتله ألا لعنة الله عليهم إلى يوم الدين 4- الخضر وموسى وذكرهما للحسين(ع) ورد في كتاب مجمع البحرين : حين التقى موسى(ع) بالخضرفحدثه عن آل محمد وعن بلائهم فلما وصل إلى حديث الحسين(ع) علت أصواتهما بالبكاء والنحيب على مافي الرواية 5- خليل الرحمن يندب العطشان قال الإمام الرضا(ع): لما أمر الله عزوجل إبراهيم الخليل(ع) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل(ع) الكبش نبتت العاطفة في قلبه فهم أن يتراجع ولكنه تذكر أمر الله فهون عليه الذبح فأوحى الله عزوجل إليه: ياإبراهيم من أحب خلقي إليك فقال: يارب ماخلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد(ص) فأوحى الله إليه قال: أفهو أحب إليك من نفسك ؟ قال: نعم أحب إلي من نفسي قال تعالى: فولده أحب إليك أم ولدك ؟ قال: بل ولده قال فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أوذبح ولدك في طاعتي ؟ قال: يارب ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي فقال: يا إبراهيمى فإن طائفة تزعم أنها من أمة جده محمد(ص) ستقتل الحسين إبنه من بعده ظلما وعدوانا ويستوجبون بذلك سخطي فجزع إبراهيم (ع) وأقبل يبكي وهو يلعن قتلة الحسيبن(ع) 6- إسماعيل الذبيح يندب الوريث كانت أغنام إسماعيل ذبيح الله ترعى بشاطي الفرات فأخبره الراعي انها لاتشرب من ذلك الماء منذ أيام ، فسأل ربه عن ذلك فأوحى إليه: سل غنمك فسألها لم لاتشربين من هذا الماء ؟ فقالت بلسان فصيح: قد بلغنا أن ولدك الحسين(ع) سبط محمد(ص) يقتل هنا عطشانا فنحن لانشرب من هذه المشرعة حزنا عليه فأخذ النبي إسماعيل يعفرخديه في ذلك المكان وهو يبكي على السبط الذبيح (2) 7- النبي موسى وذكرالحسين(ع) رأى النبي موسى(ع) أحد الإسرائيلين مستعجلا وقد كسته الصفرة ، ترتجف فرائصه ، وجسمه مقشعر، وعينه غائرة ، فسأله موسى مابك ؟ فقال: يانبي الله لقد أذنبت ذنبا عظيما فاسأل ربك أن يعفوعني فقال موسى الكليم: يارب أنت العالم بما أبوح قبل نطقي فإن فلانا عبدك أذنب ذنبا ويسألك العفو قال عزوجل: {ياموسى اغفر لمن استغفرني إلا قاتل الحسين} قال: يارب ومن الحسين ؟ قال: الذي مر ذكره عليك بجانب الطور قال: ومن يقتله ؟ قال تقتله أمة جده الباغية الطاغية في أرض كربلاء ثم قال سبحانه: {ياموسى إعلم أنه من بكى عليه أو أبكى أو تباكى حرمت جسده على النار} فبكى موسى(ع) (3) 8- مرور المسيح(ع) بكربلاء مرعيسى بن مريم(ع) بأرض كربلاء فرأى ظباء ترعى هناك فكلمته بأنها ترعى هنا شوقا إلى تربة الفرخ المبارك فرخ الرسول أحمد(ص) وأنها آمنة في هذه الأرض المقدسة ثم أخذ المسيح قبضة من طينها فشمها وأخذ يمسح حاجبيه بها ويبكي على مصيبة الحسين(ع) ويقول: اللهم أبقي هذه التربة الطاهرة حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء (4) 9- ماذا رأى النبي(ص) في الجنة روي أن الحسن المجتبى(ع) لما دنت وفاته جرى السم في بدنه ، واخضر لونه فقال له الحسين(ع) مالي أرى لونك انقلب إلى الخضرة ، فبكى وقال: ياأخي لقد صدق حديث جدي في وفيك قال: وما قال جدنا ؟ قال أخبرني أنه لما دخلت ليلة المعراج الجنة رأيت قصرين عاليين متجاورين على صفة واحدة أحدهما من الزبرجد الأخضروالاخر من اليا قوت الأحمر، فسألت جبرئيل: فقال أحدهما للحسن والاخر للحسين ققلت: لماذا لم يكونا على لون واحد فسكت جبرئيل فقلت: لم لاتتكلم قال: حياء منك يامحمد ، فقلت سألتك بالله إلا ما أخبرتني فقال: أما خضرة قصر الحسن(ع) فإنه يموت بالسم ويخضر لونه ، وأما حمرة قصر الحسين(ع) فإنه يقتل ويحمر وجهه بالدم فعند ذلك بكيا وضج الحاضرون بالبكاء والنحيب .(1) الخصائص الحسينية(2) الخصائص الحسينية ص106(3) نفس المصدر السابق ص107(4) مقتل الحسين للمقرم ص 44- نقلا عن إكمال الدين للصدوق ص295( في الختام لاتلموا شيعة ال البيت ع لبكائهم على الحسين بن علي ع فقد بكاه رسول الله محمد ص وبكاه انبياء الله ورسله قبل ان يخلق هو واباه وجده محمد رسول الله ص، يفترض بالشيعة وخاصة الشيعة العرب بالعراق ان يجعلوا من الحسين ع مدرسة في التضحية من اجل تأديب قوى الشر والظلام والعمل على ايجاد حياة كريمة لابناء شيعة العراق، وهناك حقيقة رغم توالي الويلات علينا لكن نحن شيعة العراق سوف نقيم دولة العدل رغم انف شياطين الجن والانس، وحسب قرائتي لتفسير اﻵيات القرانية وكتب الحديث حول دولة المهدي فوجدت نصوص لاتقبل الشك بما جرى ويجري علينا من قتل بسبب خناثة ساسة مكوننا الجبناء والذين وصفهم الامام علي ع في التائهون لكن انا على يقين ان شيعة العراق لابد ان يجتمعون ويتحدون وهذا ما اشار اليه امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب ع لذلك لاييئس من روح الله الا القوم الكافرون، رغم الكوارث لكنني على يقين لابد ان تأتي الساعة التي يتجمع شيعة العراق على كلمة واحدة وهدف واحد وسوف نقهر الاعداء ونقيم دولة العدل الهي.اقوال مفكرين مسيحيين حول ثورة الإمام الحسين بن علي عاقوال بحق الامام الحسين ع قالها مفكرون وعلماء غربيون انصفوا ثورة الحسين ع اكثر بكثير من علماء العالم الاسلامي الذين حاولوا افراغ ثورة الحسين ع من محتواها الإصلاحي وإنشاء نظام العدالة والمساواة بين الناس، لكن للأسف الشديد تجد علماء من العالم السني ابن تيمية على سبيل المثال قال الحسين قتل بسيف جده، وقال دم الحسين ليس اطهر من دم عثمان…..الخ نختصر ونضع لكم اقوال بعض المستشرقين المسيحيين حول ثورة الحسين قال الآثاري الإنكليزي وليم لوفتس:((لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.))قال المستشرق الألماني ماربين:((قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.)) قال المفكر المسيحي انطوان بارا (( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين)).قال المستشرق الإنجليزي ادوار دبروان (( وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها)).قال الكاتب الإنجليزي كارلس السير برسي سايكوس ديكنز (( إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام)).وقال(( الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا وأكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا.))قال الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون (( هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام)). قال الزعيم الهندي غاندي (( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين )).وقال ايضا ((تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر )).وقال ايضا:((ـ أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً من الهندوسية، واني أعزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي. وقال: لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين. وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين. وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين ثائراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق.. وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومية الإمام الحسين بقوله: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر.))قال المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس ((حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد )).الباحث الإنكليزي ـ جون أشر:(( إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي.))المستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر:((قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً.))الكتاب الإنكليزي توماس لايل:((لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس.. فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء وما زلت أشعر بأني توصلت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا. فيما لو وجّها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين.))الكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك:(( إن الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه، بينما احاط به اعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس إلى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة ان يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء، تعمدنا ذكر اقوال منصفي العالم الغربي المسيحي حول ثورة الحسين ع واحجمنا عن ذكر احاديث النبي محمد ص الصحيحة حول ابعاد الامام علي ع عن قيادة الامة وكيف يتعرض ال البيت ع للقتل والسبي والشتم والسب من قبل اشرار الامة الذين وصلوا لسدة الحكم بسبب انقلاب السقيفة المشؤم تحية الى بطل الانسانية الحسين بن علي الخالد في نفوس الانسانية، وسبق لي ان نشرت بحثا عن ولادة نبي الله عيسى ع وولادة النبي محمد ص وولادة الامام المنقذ محمد بن الحسن المهدي ومن التوراة والانجيل وكيف نبي الله داود وسليمان بكوا على ذبيح نهر الفرات وحسب ابحاث المنصفين من المثقفين المسيحيين الشرقيين فقد اكدوا ان ذبيح الفرات الذي ذكر في كتب الحديث العهد القديم والحديث للديانة المسيحية هو الحسين بن علي بن ابي طالب ع حفيد النبي الخاتم محمد ص،نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا الصبر على بلاء وإرهاب المنحرفين القتلة من أتباع بني أمية الوهابيين الانجاس وبكل الاحوال نحن مفعمون بالإيمان والثبات واليقين المطلق أن المستقبل لنا والنصر حليفنا ونقيم دولة العدل الهي رغم انف الوهابية والعالم اجمع.