السيمر / فيينا / الاربعاء 11 . 09 . 2019
عباس راضي العزاوي
يجلس السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الان في مجلس عزاء حسيني للسيد الخامنئي في طهران خلال زيارته الى ايران, خلافا لكل التوقعات والتخمينات حول مواقفه ازاء الجمهورية الاسلامية الايرانية, وبدعوة من الولي الفقيه نفسه حسب مصادر مقربه من السيد مقتدى.
الزيارة جاءت سريعة ومفاجئة لكل المتابعين وربما شكلت صدمة للكثير من اتباعه الذين اجزم بانهم لايفهمون جل تصريحاته ومواقفه السياسية, فرفضه مثلا للحضورالايراني في العراق ابان هجوم داعش ومابعدها, يفسره الكثير من اتباعه بانه عداء معلن وصريح ضد ايران, ومايترتب عليه من حملات شتم وتسقيط لكل ما يمت بصله لايران يكون وفقا لهذا التصور.
بعد تغريدة السيد مقتدى ” وداعا ياوطني ” حول خبر ـ لم يتم اعلانه رسميا ـ انشاء قوة جويه تابعة للحشد الشعبي لحماية الاجواء العراقية, ورفضه الواضح لهذه الفكرة من الاساس ويعلن عن نهاية الحكومة ان هي تحولت الى دولة شغب ـ حسب قوله ـ ثم بعد اربعة ايام من هذه التغريدة النارية يسافر الي ايران.
الصورة التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي ,تبعث بعدة رسائل مهمة وخطيرة, سيما وقد جلس السيد مقتدى صاحب اكبر قاعدة شعبية في العراق بين السيد الخامنئي قائد الثورة الاسلامية في ايران واللواء قاسم سليماني الرجل الاكثر تاثيرا وشهرة في الشرق الاوسط.
يقولون وبكل بساطه, انه في ضيافة السيد الخامنئي!!, نعم!! وماذا بعد ؟ وماذا عن مواقفه الرافضة للتعامل مع العراقيين انفسهم الذين لديهم علاقات واسعة ومتشعبه مع ايران !! وماذا عن رفضه الدخول ضمن محور المقاومة لانها تمثل سياسة ايران في المنطقة وهو لايريد ان يحسب على اي من المحاور!!
ربما سيخرج علينا من يقول بان السيد ذهب ليحذرهم من مغبة زج العراق في صراعات المحاور وربما يطالبهم بالغاء فكرة انشاء قوة جوية تابعة للحشد
ثم كيف سيفهم العرب من جهتم هذه الخطوة ؟ والتي جاءت بوقت قلق وخطير, خاصة بعد الاعتداءات الاسرائيلية السافرة على العراق ولبنان في محاولة قذرة لدفع المنطقة لاتون حرب شاملة.
فهل ذهب السيد لزيارة الامام الرضا ؟ وتمت دعوته بشكل عرضي هناك لحضورالعزاء الحسيني سيما انه لم يتم استقباله بشكل رسمي في مكتب الولي الفقيه كما يحدث مع الكثير من القادة. ام انه كان ذاهبا بدعوة غير معلنه من الولي الفقيه؟
الايام القادمة ستبين لنا الهدف الحقيقي لهذه الزيارة المهمة, والتي نتمنى ان تكون خطوة لرص الصفوف وتوحيد القرار العراقي عموما والشيعي خصوصا.