السيمر / فيينا / الاربعاء 11 . 09 . 2019 — في موقع الكتروني تموله دولة عربية من دول الخليج الفارسي، التي تتنافس مع السعودية في اثارة الفتن والصراعات بين ابناء الدين الواحد، نشر مقالا لشخص زعم ان اسمه احمد علي حسن، تحت عنوان “لطم ودماء.. لماذا يضرب الشيعة أنفسهم في “عاشوراء”؟” بمناسبة ذكرى عاشوراء وثورة سبط الرسلول الاعظم الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام.
المقال موبوء بالاكاذيب والاراجيف والتدليس مع كمية هائلة من الحقد على اتباع اهل البيت عليهم السلام، ويمكن تلمس كذب صاحب المقال حتى من عنوانه، فهو يعمم ممارسات قلة قليلة جدا لاتباع اهل البيت عليهم السلام ، حتى بالرغم من ان هذه الممارسات ليست فقط مرفوضة ومحرمة ومنبوذة من عموم اتباع اهل البيت عليهم السلام، بينما صاحب المقال لا ينفك يعمم في اغلب سطور المقال تقريبا، ما تقوم به هذه الفئة الصغيرة على الشيعة قاطبة.
صاحب المقال يكتب دون خجل او حياء يقول:” في الأيام العشرة الأوائل من شهر محرم ينطلق أبناء الطائفة الشيعية في العالم .. لممارسة طقوس يقولون إنها لإحياء يوم عاشوراء” ، و”تختلف الروايات والاعتقادات حول السبب في ضرب الشيعة أنفسهم حتى إسالة الدماء” و..، والكثير غيرها.
بدورنا اذا اردنا ان نعمم منطق صاحب المقال الحاقد على اتباع اهل البيت عليهم السلام ، فعندها نستطيع ان نقول كما يقول هو : “لماذا يفجر السنة انفسهم في خلق الله” ، “لماذا يذبح السنة الاخرين وهم يكبرون”، و”لماذا يسبون السنة النساء والاطفال” ، “لماذا يبيعون ويشترون بخلق الله كما تباع الاشياء”، “لماذا يفجر السنة رياض الاطفال والمدارس والمساجد والاماكن العامة” ، “لماذا تحول السنة الى انصار للصهاينة ضد اهلهم في سوريا وغيرها”؟!!.
اذا كان صاحب المقال الحاقد، سينتفض ويقول ان هذه القلة القليلة من التكفيريين، لا تمثل السنة، ولا يحق لك ان تعمم كل ممارساتهم على السنة، نقول لا تعمم انت وتستخدم هذا الاسلوب المغلوط والبعيد كل البعد عن المنطق السليم ، فالذين يمارسون تلك الممارسات لا يمكن قياسهم بمئات الالاف من التكفيريين او اكثر ، الذين يعيثون فسادا في جميع انحاء العالم، بممارسات جلبت الخزي والعار للمسلمين لا يمكن ان يمحى حتى بعد قرون.
اما قوله أن “عاشوراء” هو اليوم العاشر من شهر محرّم الهجري، وهو من الأيّام المستحبّ صيامها عند أكثر أهل العلم، والسبب في تشريع صيام هذا اليوم هو أنّ الله سبحانه وتعالى نجّى فيه نبيّه موسى عليه السّلام وقومه بني “إسرائيل” من بطش فرعون، فهذا قول غير صحيح والسبب في ذلك أن نبي الله موسى عاش في عهد الفراعنة «الفرعون هو أمنحوتب الثالث من فراعنة الأسرة الثامنة عشر» والذي يعود إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، فمن أين عرف اليهود القادمون للرسول أن النجاة كانت يوم عاشوراء ؟ وهل كان الفراعنة أساساً يعرفون يوم عاشوراء؟.
ليس هناك أي تاريخ مدون للفراعنة مذكور فيه كلمة «عاشوراء» إذ أن أسماء الأيام والأشهر الفرعونية ليست عربية في الأصل، وإنما أسماء فرعونية باللغة الهيروغليفية والأشهر مرتبة كالتالي: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونه، أبيب، مسرى، وهي أسماء السنة القبطية المعروفة في مصر والتي استخدمها الفراعنة لضبط مواسم الزراعة، وهي أيضاً أسماء لآلهة عند قدماء المصريين.
ثم أن التقويم لدى المصريين القدماء مرتبط بظهور نجم في الشمال في فجر أول أيام فيضان النيل يعرف بنجم الشعرى اليمنية ، بينما التقويم الهجري يعتمد أساساً على دورة القمر التي تقابل الدورة الشمسية، لذا فإن العام الهجري أقل من العام الميلادي بأحد عشر يوماً، فهل من المعقول أن يستمر التقويم على ما هو عليه من أيام الفراعنة إلى عهد الرسول دون أن يتقدم يوم أو يتأخر يوم، فضلاً عن إنه لم يكن هناك «عاشوراء» لدى الفراعنة ، ولا يخفى على أحد أن أسماء الأشهر العربية كانت معروفة لدى العرب وليس الفراعنة، وما سمي محرم بهذا الاسم إلا لأن العرب حرموا فيه القتال، فلا يعقل أن يكون هناك يوم «عاشوراء» لدى الفراعنة يصادف زمنياً «عاشوراء» من شهر محرم لدى العرب.
كفوا عن الكذب على اهل البيت عليهم السلام ، نصرة للظالمين ، فاتباع اهل البيت هم الان في الخط المقدم مع اخوانهم اهل السنة الكرام في مواجهة الهجمة الصهيونية الاستكبارية، بالتواطؤ مع ذيولهم من التكفيريين والرجعيين.
المصدر / العالم