السيمر / فيينا / الخميس 24 . 10 . 2019 — كل احلام قادة “قسد” بإقامة “كيان كردي” في شمال سوريا، انهارت بجرة قلم الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي ساهمت ادارته وادارة سلفه باراك اوباما في تضخيم هذا “الحلم الكردي”، لا حرصا على الاكراد، بل لمصلحة امريكية “اسرائيلية” صرفة.
قيادات “قسد” تتحمل مسؤولة كل ما لحق ويلحق باكراد سوريا اليوم، الذين باتوا يواجهون مصيرا مجهولا، بعد ان اجتاح الجيش التركي، بضوء امريكي اخضر مناطقهم، اثر سحب ترامب جنوده من المنطقة دون اي تنسيق مع الاكراد “حلفاء الامس”.
قيادات “قسد” كانت تحلم بقيام كيان كردي، فأذا بالحلم يتحول الى كابوس، فكما تشظى الحلم ، تشظت الجغرافيا، فاجزاء كبيرة من شمال سوريا مثل عفرين وجرابلس والباب واعزاز وكل المناطق المحصورة بين راس العين الى تل ابيض ، هي الان ترزح تحت الاحتلال التركي الى اجل غير مسمى، وهي مناطق وضع الرئيس التركي يده عليها بالتعاون مع امريكا، واليوم بعد الاتفاق الروسي التركي في سوتشي ، من المقرر ان تبدا دوريات روسية تركية في الدخول الى منبج وتل رفعت، وقد هددت روسيا “قسد” في حال عدم انسحابها من المدينتين، فانها ستضطر ان تسحب قواتها وكذلك الجيش السوري، لتكون “قسد” في مواجهة الجيش التركي.
اما المناطق الغنية بالنفط فما زالت امريكا تصر على البقاء فيها، رغم انسحابهم من كل شمال شرق سوريا، وفيما يخص منطقة قامشلي، فانها مازالت تحت سيطرة الجيش السوري، هذا فيما يبقى مصير باقي المناطق التي فيها “قسد” مجهولا، الا تلك التي دخلها الجيش السوري قبل ان تجتاحها القوات التركية والمجموعات المسلحة التي تأتمر بامرتها.,
هذا هو حال حلم قادة “قسد” ، الذين كانوا يعولون على الدعم الخارجي، الدعم الذي منحهم قوة طرد مركزية ابعدتهم عن حضنهم الطبيعي وهو حضن الدول السورية، التي طالما دعتهم الى العمل تحت الراية الوطنية السورية الجامعة، فتحت هذه الراية كان بالامكان حل جميع الخلافات مهما كبرت وتشعبت بين ابناء الشعب الواحد، وكان بالامكان ايضا تجنيب الاكراد السوريين كل هذه الويلات التي يواجهونها اليوم.
التجربة التاريخية لجميع الاكراد في المنطقة، في سوريا وفي العراق وفي ايران وفي تركيا، اثبتت انه ليس للاكراد الا اوطانهم التي يعيشون فيها الان، وان بامكانهم الحصول على كل حقوقهم في اطار دولهم الوطنية، اما المغامرة والقفز على التاريخ والجغرافيا والحقائق على الارض، فانها ترتد سلبا على الابرياء من الاكراد.
رغم كل المرارة التي يعيشها السوريون اليوم وهم يشاهدون اجزاء من ترابهم تقتطع بقوة السلاح، وفي ظرف تاريخي استثنائي، الا ان كل الحقائق على الارض تؤكد ان الدول السورية ، وبدعم من حلفائها واصدقائها، عاقدة العزم على استراداد آخر شبر من ارضها من اي قوة اجنبية تحتله، وستعاد الارض الى اصحابها الاصليين، وما زيارة الرئيس السوري بشار الاسد امس الثلاثاء الى الخطوط الامامية في ادلب وتاكيده على تحرير التراب السوري مهما كلف الامر، الا جانبا من هذا العزم، وان غدا لناظره قريب.
المصدر / العالم