السيمر / فيينا / السبت 16 . 11 . 2019 — في 11 نوفمبر زار السفير الامريكي ماثيو تولر الانبار، لكن ماخفي هو ذهابه الى الحبانية ولقائه بأكثر من 2000 متطوع من أبناء عدة عشائر سنية بدأت القوات الامريكية تدريبهم منذ ثلاثة أسابيع، استعدادا لمخطط خطير يمثل المرحلة الثانية من (ثورة الجوكر الامريكي) في العراق.
تظاهرات المدن السنية ستندلع قريبا جدا، وشرارتها الاولى ستنطلق من الموصل التي بدأت منذ بضعة ايام تحضيرات بهذا الاتجاه، وبلغتني معلومات دقيقة عن لقائين جمعت القنصل الامريكي في أربيل بعدد كبير من الناشطين السنة استعدادا لفتح جبهة جديدة تضع العراق برمته على كف عفريت.. وتهدف المرحلة الثانية لما يلي:
أولا- قلب طاولة الحسابات الحكومية والسياسية التي تبلورت خلال تظاهرات المدن الشيعية، وزج الجميع بمأزق حسابات سنية مختلفة تماما ومعقدة يصعب على الحكومة مواجهتها، وستسبب انهيارها بعد وقت قصير جدا.
ثانيا- اعتقاد واشنطن ان التدخل القوي للمرجعية الذي بدأ يؤثر بشدة بالجمهور الشيعي ويفسد مخططات الجوكر الامريكي، لن يكون له نفس الأثر بالمدن السنية باعتبار ان الانتماء الطائفي مختلف.
ثالثا- اما الهدف الحقيقي فهو توجيه التظاهرات لإنهاء وجود الحشد الشعبي في المدن المحررة، وجعله مطلبا اساسيا للمتظاهرين، ومهاجمة مقراته على طريقة الجوكر الامريكي (السلمية)، وشل تحركاته، والسعي لاحلال قوات العشائر التي زارها الاسبوع الماضي السفير تولر في الحبانية بديلا عن الحشد، فضلا عن ادخال المزيد من القوات الامريكية من سوريا بدعوى شغل الفراغ الأمني المترتب عن أي انسحاب للحشد.
رابعا- سعي واشنطن لتغيير خارطة نفوذ القوى السياسية السنية، بدعم قوى موالية تحقق مخططاتها.
خامسا- ادامة زخم تظاهرات الشيعة بدفع مجاميع من المناطق السنية الى ساحاتهم تحت عنوان واحدية الثورة.
وطالما يقود هذا الحراك الجوكر الامريكي، فإن واشنطن تستبعد اي حسابات أمنية مقلقة مرتبطة بداعش التي هي بالأساس صنيعتها وتخدم اجنداتها.
المصدر / السيدة الاولى