الرئيسية / الأخبار / رئاسة الاتحاد الوطني الكردستاني.. هل أحكمت هيرو طالباني السيطرة على الحزب؟

رئاسة الاتحاد الوطني الكردستاني.. هل أحكمت هيرو طالباني السيطرة على الحزب؟

بافيل ولاهور طالباني خلال مؤتمر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني – المصدر -موقع الحزب على الانترنت

السيمر / فيينا / الاربعاء 19 . 02 . 2020 —- بدلا من برهم صالح، رئيس الجمهورية العراقي، اختار حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافيل طالباني ابن الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، وابن عم بافل، لاهور طالباني لرئاسة الحزب بشكل مشترك.

يقول الصحفي العراقي باسم محمد لـ”موقع “الحرة” إن “حزب الاتحاد أنهى بهذا الترشيح خمسة وأربعين عاما من الابتعاد عن حكم العائلات وأصبح قريبا من طبيعة الحزب الديمقراطي الكردستاني”.

وانشق حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 1975، بقيادة مؤسسه جلال طالباني.

وحمل حزب الاتحاد منذ تأسيسه توجهات يسارية اشتراكية واضحة.

لاهور طالباني
لاهور طالباني

وخاض الحزبان معارك دامية انتهت بدخول عناصر حزب الاتحاد الذي يسيطر على السليمانية، إلى معقل الحزب الديمقراطي في أربيل، ولم يخرج منها إلا بعد استغاثة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق الحالي، بصدام حسين وقوات الجيش العراقي عام 1996.

وكف الطرفان عن القتال بعد اتفاقهما على الشراكة في حكم الإقليم، ودخلا دائما بقائمة موحدة في الانتخابات العراقية بعد عام 2003.

وعلى عكس الحزب الديمقراطي الذي يحكم فيه أبناء الرئيس مسعود وأبناء أشقائه وأعمامه بشكل مطلق، كان الاتحاد يوصف بأنه أكثر علمانية وأبعد عن نظرية الحكم العائلي.

لكن هذا تغير منذ الجلطة الحادة التي أصيب بها طالباني عام 2012، وتولي زوجته هيرو خان إدارة مصالح العائلة المالية الواسعة، ومصالحها السياسية أيضا.

تشييع جثمان الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني
تشييع جثمان الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني

وبحسب الصحفي باسم محمد فإن “هيرو تحكم إمبراطورية آل طالباني الواسعة، ومن المستبعد أن تتخلى عن دور العائلة في الحزب وفي الإقليم”.

ويشغل لاهور شيخ جنكي الطالباني منصب مدير وكالة (زانياري) للأمن والمعلومات، التي دمجت مع وكالة الأسايش التي يقودها مسرور نجل مسعود بارزاني في “المجلس الكردستاني للأمن”.

ويعتقد على نطاق واسع أن الدمج شكلي فقط، إذ يصدر الطرفان أنواعا مختلفة من الوثائق والموافقات التي لا يعترف بها الطرف الآخر عادة.

أما رئيس جهاز زانياري، فهو بافيل طالباني، ابن جلال طالباني الشاب، والذي يبدو إنه يعد ليكون خليفته بدلا من شقيقه قباد، الذي كان أكثر ظهورا إعلاميا في حياة أبيه، والذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، فيما يشغل مسرور بارزاني منصب رئيس وزراء الإقليم.

مسرور بارزاني مع قباد طالباني
مسرور بارزاني مع قباد طالباني وتقاسم الغنائم

وأسس بافيل علاقات متينة مع المركز والأحزاب الشيعية العراقية، تشبه علاقة والده بها، كان ثمرتها قبوله وسيطا خلال دخول القوات العراقية والحشد الشعبي لكركوك عام 2017.

وبسبب هذا الموقف، تعرض بافيل لحملة تشهير من الإعلام الموالي لحزب بارزاني، لكن موقفه داخل حزبه ومناطق نفوذه في السليمانية وكركوك وحلبجة، لم يتأثر، بل تعزز بالأحرى.

وبعد انشقاق القيادي في الاتحاد نوشيروان مصطفى، بسبب ما قيل إنه خلافات مع أرملة طالباني وجناحها في الحزب، والمرض الذي ألم برئيس الاتحاد الوطني كوسرت رسول، لم يبق أمام الطالبانيين إلا منافس قوي واحد هو برهم صالح الذي يتمتع هو الآخر باحترام واسع بين الكرد وباقي العراقيين.

لكن شغل صالح لمنصب رئاسة الجمهورية أضعف تواجده في الإقليم، وكذلك جعله على خط المواجهة مع الأحزاب الشيعية، حليفة الاتحاد الوطني الكردستاني التقليدية.

يقول القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيرة لـ”موقع الحرة” إن “الحزب عرض على برهم أن يقوده بالاشتراك مع لاهور وبافيل، لكن برهم صالح رفض”.

وبحسب بيرة فإن “برهم طالب بأن يكون الرئيس الأوحد للحزب”، لكن هذا لم يحصل.

ويبدو أن برهم، الذي يوصف بأنه من أذكى السياسيين العراقيين، لم يرد أن يكون مجرد اسم في الاتحاد، مقابل نفوذ الطالبانيين الكبير عليه.

لكن هذا قد يعرقل ترشيحه لرئاسة ثانية للجمهورية، كما تقول وكالات صحفية عراقية نقلا عن مصادرها، وهو ما نفاه القيادي في الاتحاد سعدي بيرة بقوله “لم نناقش هذا الموضوع حتى الآن”.

ومقابل كل هذه التحديات وانشقاق الرفاق القدماء، يبدو الحزب الديمقراطي الكردستاني موحدا ومتماسكا في ظل حكمه العائلي. وقد يكون هذا هو السبب الذي دفع قيادة الاتحاد للجوء إلى حكم عائلي خاص بها”.

وقال شيخ جنكي خلال مؤتمر الحزب الثلاثاء “لقد مر الاتحاد الوطني بكثير من الصعوبات وإن مهمة الرئيسين المشتركين ستكون المصالحة بين الاتحاد الوطني والجماهير”.

ويحاول الطالبانيان الشابان تذكير جماهيرهما بـ”عهد الرئيس جلال”، حينما كان الاتحاد أكثر اتحادا بكثير مما هو الآن.

المصدر / الحرة

اترك تعليقاً