السيمر / فيينا / الاثنين 09 . 03 . 2020
د . ماجد الزاملي
بمجرّد وصول حركات الاسلام السياسي للسلطة، بعصر ما يسمى بالربيع العربي، بدأ النقاش يعود مجدّداً وبزخم أكبر حول كلّ ما يرتبط بظاهرة الإسلام السّياسي. وتعيد هذه الحالة إلى الأذهان إلى ما كان سائداً في نهاية سبعينيات القرن الماضي، حيث انشغل المهتمّون بالشأن السّياسي والاجتماعي والفكري، بعد قيام الثورة في إيران 1979 م، وبروز بعض الحركات الجهادية!! في أفغانستان وغيرها، انشغلوا حينها بتلك الظاهرة بشكل مكثّف، وصاروا يتحدّثون عن الاسلام السّياسي ، في مختلف المحافل السّياسية والمنابر الإعلامية والمراكز البحثية. فعودة الاهتمام مجدّداً بظاهرة الإسلام السّياسي في العالم ، وعلى المستوى الشعبي تحديداً، كما يبدو أنه سيكون مختلفاً هذه المرّة عن ذي قبل. ذلك لأنّ وصول الإسلاميين للسلطة، في ظلّ انتفاضات الربيع العربي، تزامن معه حالة متقدّمة من النضج السّياسي، الذي بدأ يسود الشارع العربي برمّته، وتجلّى ذلك في الساحات التي ضجّت بالهتافات والشعارات، التي ردّدها المحتجّون مطالبين بالحرية والانعتاق من زمن العبودية والاستبداد.
طالبان وعلى الرغم من انها صناعه أمريكيه بتمويل سعودي الا انها نشأت على الأراضي الباكستانية من ابناء المهاجرين الأفغان الذين فتحت لهم الوهابيه مدارس وكان طلابها هم طالبان اي حركه الطلاب ، ولكونها نشأت على الأراضي الباكستانية فانها مخترقه تمامًا من المخابرات الباكستانية التي سعت مع الجيش للتخلص من النفوذ الامريكي الذي دمّر باكستان ونجحت بالنهاية بفرض عمران خان رئيسا إيذانًا بهزيمه النفوذ الاميركي في باكستان. لذلك فان نفوذ باكستان على طالبان هو نفوذ مهيمن وتستطيع لجمها وتحريكها ، ولان باكستان تقترب من الصين اكثر يوما بعد يوم فان طريق الحرير من الصين عبر أفغانستان وباكستان وايران والعراق ثم سوريا الى البحر المتوسط حيث ستٌنشأ الصين ميناءا ضخما للغايه. التوازنات الدوليه والتحالفات التاريخيه لنجد ان روسيا والصين تتحالفان تمامًا في منطقه الشرق الأوسط ووسط اسيا وجنوبها وهذا تحالف يمتد من فترة طويلة والى الوقت الحالي لا تغيره صفه الحكم لانه مبني على مصالح عميقه. هذه التحالفات القويه تحاول امريكا التصدي لها بتحالفات هشه عبر تحريك داعش و القاعده وتنشيط الروهينغا تمهيدا لدور لهم ودعم الايغور التركستانيين والاقتراب من الهند والبقاء بقواعد في العراق وسوريا لاجل عمل حاجز جغرافي يقطع الطريق القادم من الشرق وهدف امريكا لم يعد بسط النفوذ لانها خسرته بل تعطيل تمدد وهيمنته التحالف الروسي الصيني. من هنا فان الرهان الباكستاني والإيراني والعراقي والسوري وحلفاؤهم اللبنانيين تحت المظله الروسية مع الدعم الصيني رهان اصح واضمن من الرهان الاردوغاني او الاسرائيلي او السعودي المرتكز على الدعم الامريكي المتقلب.
اتفاق امريكا و طالبان بعد تخريب افغانستان لمدة تسعة عشر عام و تسببت في ضحايا بالالاف فجرت الاسواق و المساجد هل هذا انتصار على امريكا . ستنسحب بعد اداء مهمتها القذرة لتستعد للحرب على ايران لتخريبها و قتل الابرياء كما خربت افغانستان . العراق ثم دور ايران الخ امريكا رجل اعمال اختصاصه إشعال الحروب وقد قالها وارن كريستوفر بيزنس حرب العراق . امريكا السلام في الشرق الاوسط ليس في مصلحتها الاقتصادية منطقة استثمار مليارات الدولارات . دراساتها الاستراتيجية محاورها اسراءيل . النفط . الاسلام و المسلمين غزت العراق بحجة اسلحة الدمار الشامل . أفغانستان انتهت الفوائد منها لذلك تسعى امريكا للانسحاب خاصه وان ليس فيها موارد تستحق ان تبقى من اجلها لصالح اجندة اقل نفوذا من اجندة بيع السلاح مثل النفط الامريكي وحتى فكرة استعمال أفغانستان كطريق انابيب نفط وغاز لباكستان الى البحر لنفط الجمهوريات الإسلامية فشلت تمامًا بجهود الروس ، لذلك اصبحت أفغانستان بلا مردود استراتيجي يستحق معها البقاء هناك. أمريكا دمرت العراق، وأفغانستان وذُمّرت ليبيا وسوريا واليمن…لما كانت تحت أنظمة مستبذة طيلة عقود من الزمن، لم تقدم لمواطينها سوى الفقروالذل، بدل بناء دول حديثة توفر العيش الكريم من عمل وطبابة ، وتدريس لسكانها بمواردها الضخمة٠وإذا كانت طالبان وداعش والقاعدة حركات إرهابية متطرفة، فإنها جميعها ودون استثناء من صنع أمريكا، فهي التي خلقت هذه الحركات للسيطرة بواسطتها على المنطقة، ولكن السحر انقلب على الساحر، وباتت أمريكا تتلقى منها الصفعات ، فلا أحد منا يريد أن يعيش تحت حكم داعش أو طالبان، ولكن لا أحد منا يقبل أن يعيش أيضا مذلولا تحت الاحتلال الأمريكي أو الفرنسي أو الصهيوني.
استطاعت طالبان بواسائلها المتواضعة أن تحقق نصرًا على أقوى دولة في العالم . لكن كيف تضمن طالبان أن الأمريكيين سينسحبوا من أفغانستان، لقد ادعوا ذلك في العراق ولم يفعلوا بل ازاد أعداد جنودهم ومعداتهم ، وكيف أن حلف الناتو أصبح يختلف عن الجيش الأمريكي وهم باقين ولا تشمل الوثائق التي وقع عليها الامريكيون للإنسحاب ، جنود حلف الناتو ، ألا يتكون حلف الناتو من دول اوروبا والغير أوروبيين وعلى رأسهم أمريكا ، وان فسحت أمريكا وتركت جيش أعضاء حلف الناتو الأخرين فما هي فائدة عهودها ، في اعتقادي أن ما يحدث يفتقر للمصداقية وما يحدث إلا إعادة ومراجعة لمخططهم في المنطقة اي اعادة ترتيب ، وانهم لن يغادروا افغانستان لموقعها الاسترتيجي في أسيا ضد الروس والصينيين وكوريا الشمالية . اعتراف إدارة الرئيس دونالد ترامب بالهزيمة، واحتفال حركة طالبان السلفيّة بتحقيق الانتصار بعد مُقاومة شرسة استمرّت تسعة عشر عامًا، والاستِعداد لإعادة بناء إمارتها الإسلاميّة الأفغانيّة في كابول للمرّة الثانية، ونيل الاعتراف الدولي بها هذه المرّة.
حيث
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها كانت “رحلة طويلة وشاقة” في
أفغانستان. وأضاف “لقد حان الوقت بعد كل هذه السنوات لإعادة جنودنا إلى الوطن”.
وفي
كلمة في البيت الأبيض، قال ترامب إن حركة طالبان كانت “تحاول التوصل إلى
اتفاق مع الولايات المتحدة منذ فترة طويلة”.
وقال
إن القوات الأمريكية كانت تقتل الإرهابيين في أفغانستان “بالآلاف” ،
والآن حان الوقت لشخص آخر للقيام بهذا العمل وستكون طالبان وقد تكون دولًا محيطة”.
ومن
أهم بنود اتفاق السلام بين واشنطن وطالبان:
– تكمل الولايات المتحدة وحلفاؤها سحب قواتهم المتبقية من أفغانستان في غضون 14شهرا من توقيع الاتفاق
– تخفض الولايات المتحدة عدد قواتها العسكرية في أفغانستان إلى 8600 في غضون 135 يوما
– تلتزم الولايات المتحدة وفقا للاتفاق بالامتناع عن استخدام القوة والتدخل في شؤون أفغانستان الداخلية
– تقوم الحكومة الأفغانية بمخاطبة مجلس الأمن الدولي لإزالة أسماء قيادات حركة طالبان من القوائم السوداء وقوائم العقوبات في أسرع وقت.
– تحترم الولايات المتحدة الأميركية سيادة أفغانستان
– تدعم واشنطن قوات الأمن الأفغانية والمؤسسات الحكومية الأخرى
– تساعد واشنطن على خلق بيئة داعمة لإحلال السلام النهائي بأفغانستان من خلال دول الجوار
– تلتزم واشنطن بتسيير المناقشات بين أفغانستان وباكستان لوضع ترتيبات لضمان عدم تهديد أي بلد للآخر
– الولايات المتحدة وفقا للاتفاق مستعدة لمواصلة العمليات العسكرية في أفغانستان وبموافقة الحكومة الأفغانية لعرقلة خطط تنظيمي القاعدة والدولة.
– تلتزم حركة طالبان بقطع علاقاتها مع تنظيمي القاعدة والدولة وسائر التنظيمات الإرهابية
– تلتزم حركة طالبان بالدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة الأفغانية لتحقيق السلام في البلاد.