السيمر / فيينا / السبت 14 . 03 . 2020 — سلمى الأرمشي، لاجئة سورية من دمشق، فرّت إلى ألمانيا مع عائلتها عام 2012 بسبب الحرب في بلدها سوريا، وطلبت اللجوء هناك. عندما كانت في سوريا، كانت تطهو الطعام لشغفها به، وخلال فترة وجيزة اغتنمت سلمى مهاراتها بالطهي وافتتحت مطعمها الخاص في برلين.
قالت سلمى: “عندما أطبخ، أشعر بالسعادة لأنني أتذكر عندما كنت أطبخ مع أصدقائي في سوريا. والآن أنا سعيدة جدا بالطهي بمساعدة عائلتي في المطبخ. حقا، أنا دائما أطبخ بمحبة وسعادة. “
تعلم اللغة الألمانية بالنسبة لها صعب، ولم تتمكن من إيجاد عمل لها. ولكن في عام 2015، تطوعت سلمى وابنها فادي لمساعدة عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في برلين من خلال المساعدة في ترجمة اللغة والتبرع بالملابس.
الطبخ سهل.. لا يحتاج إلى تعلم لغة معينة..
وفي السنة التالية فرحت سلمى عندما طُلب منها تحضير الطعام لمتطوعين في مدرسة ReDI غير الربحية في برلين، حيث كان ابنها الأكبر فادي يتابع دورة للوافدين الجدد. قامت سلمى باستعارة أدوات الطبخ من أصدقائها، وتمكنت بمساعدة أفراد عائلتها من تحضير الطعام في شقتهم. وتم تقديم الطعام بشكل احترافي أُعجب به الحضور كثيرا. علقت سلمى على ذلك أنه: “بالنسبة إلى سيدة في منتصف العمر، من الصعب جدا تعلم لغة جديدة. لكن اللغة هي مفتاح الحياة، من أجل الصداقات، العمل، من أجل كل شيء. لكن الطبخ سهل. يمكنك القيام بذلك دون الحاجة إلى لغة محددة. “
ياسمين الشام في ألمانيا
اغتنمت سلمى مهاراتها بالطهي وبدأت بإنشاء مطعمها الخاص، وخلال فترة قصيرة، قامت شركة Cisco بالاتصال بفادي وطلبت منه طلبية طعام لمؤتمر تعقده. من شدة فرحته أبلغ فادي سلمى على الفور بالخبر السعيد. وافقت سلمى ومن هنا بدأت بالعمل على إنشاء مطعمها الخاص.
قال ابنها فادي الزعيم: “نحاول رد الجميل بشكل ما عن طريق مشاركة الأطباق والثقافة”، وموضحا أن ما يحاولون القيام به هو مشاركة ثقافتهم كسوريين مع الألمان.
في غضون يومين، كان لدى الأم وابنها قائمة وجبات الطعام وصفحة إلكترونية ومساحة في مطبخ مؤقت. أطلقوا عليه اسم “ياسمين للضيافة” تيمنا بالزهور البيضاء التي تغطي دمشق في فصل الربيع.
وأضاف فادي: “لدينا أصناف متنوعة من الوجبات التي لم يجربها الناس قبل الآن. إنه طعام صحي. وبالنسبة لنا، إننا نركز على الأطعمة المحضرة منزليا وبجودة عالية. لذلك، نتأكد أن كل ما نستخدمه طازجا ومن أفضل الأنواع. وطبعا، والدتي سيدة ذواقة مما يضفي على الطعام مذاقا متميزا “.
من بين زبائن سلمى، فيسبوك وماكينزي
مع بدء تدفق الطلبات عليهما، عثر فادي وسلمى على مطبخ دائم بالقرب من الشقة التي يقطنان بها في جنوب المدينة. حيث شهدت السنوات السابقة غزارة في الطلبات، حيث قاما بتلبية طلبات عديدة لمكاتب عمل، ومؤتمرات. ولكن الملفت للنظر أنهما قدما أيضا المأكولات الشهية لشركة فيسبوك وماكينزي، حزب الخضر الألماني، بعض السفارات وحتى لمكتب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.
لكن بالنسبة إلى فادي، فإن أكبر شرف له كان الطهو لحفلات الزفاف، من بينها لأربعة حفلات إلمانية في العام الماضي وحده. ونجح فادي ووالدته سلمى في تعديل الأطباق السورية لتتناسب مع المكونات المحلية مع التأكد دوما من تلبية احتياجات عدد كبير من النباتيين في برلين. إلى جانب الأطباق التقليدية مثل طبق “الحرّاء بإصبعه” الذي يتكون من معكرونة مطبوخة مع الخبز والعدس والأعشاب. يقدم “ياسمين” بدائل عن بعض من المواد الغذائية السورية، مثل استخدام الزلابية النباتية في الطبخ بدلاً من اللحم المفروم.
تأمل سلمى وفادي الآن في الاستمرار في هذا النجاح وبناء الثقة مع الزبائن الدائمين لهما، كي يتوسعا في العمل وليتذوق الشعب الألماني ما لذ وطاب من أشهى المأكولات السورية. وعبر فادي عن امتنانه لكونه لاجئا سوريا في ألمانيا بقوله: “أشعر حقا بأنني في وطني هنا في برلين”.
المصدر / اخبار الامم المتحدة