السيمر / فيينا / الثلاثاء 17 . 03 . 2020 —- من الواضح ان هناك اتفاقا سياسيا وشعبيا على رفض ترشيح السيد عدنان الزرفي لرئاسة الحكومة خلفا للسيد عادل عبد المهدي، وهذا الرفض له عدة اعتبارات ومبررات واضحة، ستنعكس سلبا على عموم الوضع العراقي اذا ما قام السيد رئيس الجمهورية برهم صالح بتمريره.
هذا الامر يضع السيد صالح امام تحدي كبير، لان تمرير الزرفي سيضعه كطرف في تحدي لارادة الشعب العراقي الرافضة للزرفي وكذلك الكتل السياسية وخاصة القوى الوطنية.
لذا يتحتم على رئيس الجمهورية التعامل بمنتهى الحكمة مع هذا الامر، وبشكل ينسجم كليا مع متطلبات المرحلة الحرجة الحالية، التي تشهد اضطراب سياسي لن يشهده العراق في كل تاريخه الحديث، متمثل بتظاهرات في ساحات مختلفة من البلاد في الوسط والجنوب، وعدم اتفاق سياسي، واجندات تعمل على قدم وساق تحاول جعل العراق ساحة صراع من جديد.
ان مشاهد رفض الزرفي واضحة للعيان ولا تحتاج الى تعليق، كما انها اكثر من حالات الرفض التي ابداها الشعب العراقي لمرشحين اخرين، لاسباب كثيرة منها ان السيد الزرفي اقيل من منصب محافظ النجف على خلفية ملفات فساد، وهذا الامر وحده كاف بان يلغي فكرة ترشيحه، لانه سيعطي انطباعا سيئا عن العراق ومستوى تفكير الطبقة السياسية، والا هل يعقل ان يتم ترشيح شخص اقيل من منصب بسبب ملفات فساد؟
وخرجت في محافظة البصرة ليلة امس مسيرات حاشده تستنكر تكليف عدنان الزرفي رئيسا للوزراء.
وقال مراسل “العهد نيوز” في البصرة، ان “المتظاهرين رددوا شعارات ضد هذا الترشيح، مثل (يازرفي شيل ايدك هذا الشعب ميريدك) و (يعابيه الله الورط الزرفي بهيج ليله مصخمه) و (هم كورونا وهم الزرفي حاشى لله)”.كما عجت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور لتظاهرات البصرة الرافضة لترشيح الزرفي.
اضافة الى ذلك الشعارات التي اطلقت في ساحة التحرير وسط بغداد، التي اكدت ايضا رفض ترشيح الزرفي.
وهنا من المهم ان نوجه خطاب للسيد رئيس الجمهورية، بان ترشيح الزرفي مغامرة خاسرة، ولا يمكن لها ان تمر في مجلس النواب، وستكون لها تداعيات لا يمكن ان يرضاها الرئيس صالح وهو المعروف بحنكته وخبرته السياسية العريضة.
المصدر / العهد نيوز