السيمر / فيينا / الخميس 26 . 03 . 2020 — دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء الأطراف المتحاربة في اليمن إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، والتركيز على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض، وبذل قصارى جهدها لمواجهة الانتشار المحتمل لـفيروس كوفيد-19.
جاء ذلك بعد يومين من النداء الذي أطلقه في الثالث والعشرين من آذار/مارس الحالي والذي دعا فيه أطراف الصراعات في جميع أنحاء العالم إلى وقف إطلاق النار والتضامن ضد عدو البشرية (كوفيد-19).
وقال الأمين العام في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه ” لقد دمر الصراع الذي استمر لأكثر من خمس سنوات حياة عشرات الملايين من اليمنيين”، مضيفا أن القتال الدائر حاليا في الجوف ومأرب يهدد بزيادة حدة المعاناة الإنسانية.
وقد حث الأمين العام الأطراف اليمنية على العمل مع مبعوثه الخاص مارتن غريفيثس من أجل التوصل لخفض التصعيد على مستوى البلاد، وتحقيق تقدم في الإجراءات الاقتصادية والإنسانية التي من شأنها التخفيف من معاناة الشعب اليمني وبناء الثقة بين الأطراف، واستئناف عملية سياسية بقيادة يمنية تشمل الجميع.
هذا ويؤكد الأمين العام أن “الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل شامل ومستدام للصراع في اليمن”.
تجدد العنف وسط تفشي جائحة عالمية
وقد شهد اليمن سلسلة أحداث بين كرّ وفرّ في الجهود المبذولة لإنهاء نزاعه الأهلي الدموي، الذي بدأ في عام 2015 وخلق واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العالم.
في نهاية عام 2019، أبلغ المبعوث الخاص غريفيثس عن “انخفاض كبير في وتيرة الحرب”، بما في ذلك انخفاض بنسبة 80 في المائة في الغارات الجوية في بعض المناطق. كما تم توقيع اتفاقية لتوحيد الفصائل الحكومية المنقسمة.
ومع ذلك، في 12 آذار/مارس، حذر المبعوث الخاص مجلس الأمن من أن تصعيدا جديدا للعنف يهدد مرة أخرى السعي إلى حل سياسي.
منازل مدمرة في عدن، اليمن.
وفي إشارة إلى التصعيد العسكري الأخير في الجوف، أعرب عن قلقه بشأن تأثير العنف على سكان تلك المحافظة – حيث نزحت آلاف العائلات وتحتاج إلى مأوى ومساعدة – وحذر من أنه لا يجب تسييس الإجراءات الإنسانية الضرورية.
ويأتي تصاعد العنف مع ظهور تفشي جائحة كوفيد-19 في مزيد من البلدان حول العالم.
استعداد لاحتمال تفشي المرض
وبحسب بيان السيد أوكي لوتسما، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن حول التدابير الطارئة لمواجهة تفشي وباء كورونا، لم يسجل اليمن أي حالات حتى الآن.
ومع ذلك، يعد الوضع في اليمن “أكبر حالة طوارئ للصحة العامة في عصرنا” ذات آثار اقتصادية واجتماعية لم تحدد بعد. وتظهر آثار كوفيد-19 بسرعة مع تزايد عدد الحالات والبلدان في جميع أنحاء المنطقة.
في إطار الاستعداد لاحتمال تفشي المرض، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشكل وثيق مع السلطات اليمنية وكذلك مع الشركاء المنفذين المحليين والوطنيين لضمان اتخاذ تدابير طوارئ كافية لضمان استمرار تنفيذ برامجه الحيوية.
“هذا وضع متسارع – يتطلب توخي الحيطة والحذر فيما يتعلق بصحة الموظفين والشركاء والمجتمع اليمني لأنه يؤثر علينا جميعا”، بحسب الممثل المقيم.
حاجة إلى وقف إطلاق النار لمكافحة كوفيد-19
وكان الأمين العام، في نداءه الرئيسي للأطراف المتحاربة في وقت سابق من هذا الأسبوع، قد أكد أن العالم يواجه الآن عدوا مشتركا -جائحة كوفيد-19، التي انتشرت الآن في أكثر من 180 دولة.
“لقد حان الوقت لوقف النزاعات المسلحة والتركيز معا على المعركة الحقيقية في حياتنا”، قال الأمين العام.
كما أصدر كبار مسؤولي الأمم المتحدة مناشدات محددة للأطراف المتحاربة – بما في ذلك الأطراف المنخرطة في النزاع المستمر منذ تسع سنوات في سوريا – لإسكات بنادقهم وبدء “جهد شامل” لمواجهة تفشٍ محتمل للفيروس.
ردد المبعوث الخاص لليمن هذه المشاعر في تغريدة اليوم، مؤكدا أن “ساحات المعارك تمزق اليمن وتزيد من صعوبة مواجهة الانتشار المحتمل للجائحة”.
“حان وقت العمل الآن”، كما قال غريفيثس داعيا الأطراف لتلبية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة والعمل مع مكتبه لخفض تصعيد العنف، والعمل معا على حماية اليمنيين.”
اخبار الامم المتحدة