السيمر / فيينا / الجمعة 10 . 04 . 2020 — أعلن المرشح الديمقراطي البارز “بيرني #ساندرز” هذا الأسبوع انسحابه من سباق الرئاسة الأمريكي، ممهداً الطريق لمنافسه “جو #بايدن”، ليصبح آخر أمل للحزب الديمقراطي في التغلب على الرئيس “دونالد #ترامب”، من الحزب الجمهوري.
ويسعى بايدن (76 عاماً) لمنافسة ترامب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر بعد أن شغل مناصب سياسية كثيرة، أهمها نائب الرئيس في عهد “باراك #أوباما” لمدة ثمانية سنوات، و37 عاماً كسيناتور عن ولاية “ديلاوير”.
ومع تصاعد حظوظ بايدن في الوصول إلى سدة الرئاسة، نحاول إلقاء نظرة فاحصة على وجهات نظره وآرائه بما يخص #الشرق_الأوسط، وملفاته الساخنة دائماً.
السعودية
أظهر المرشح الديمقراطي المحتمل قدرة على التشكيك في التحالفات التقليدية للولايات المتحدة، وخصوصاً مع المملكة #السعودية، بسبب حربها في اليمن، وقضية مقتل الصحفي “جمال خاشقجي”
وعلى الرغم من أن الحرب السعودية في اليمن بدأت بدعم كامل من إدارة أوباما-بايدن في عام 2015، فإن المرشح التقليدي تعهد بإنهاء المساعدة الأمريكية للرياض في الصراع «الكارثي» باليمن.
وقال بايدن في مناظرة منذ أشهر إنه يريد تجميد المساعدات العسكرية إلى السعودية بسبب «سياستها الخارجية المتهورة، وحروبها العبثية، وقمعها لشعبها»، وفق تعبيره.
وتعهّد السياسي المحنك بجعل المملكة «تدفع ثمن مقتل خاشقجي»، مشدداً على أنه ينوي «جعل السعودية دولة منبوذة»، في لهجة غير معتادة من واشنطن.
إيران
ساعد بايدن في تعزيز الاتفاق النووي الإيراني الذي تم خلال إدارة أوباما. ويعد المرشح الديمقراطي مدافعاً شرساً عن إرث الإدارة السابقة بما يخص الاتفاق، وطريقة التعامل مع طهران، والتركيز على الحلول السياسية بدلاً عن العسكرية.
ويوجه بايدن انتقادات للإدارة الحالية بعد أن انسحبت من الاتفاق النووي وتعهد -كما فعل جميع المرشحين عن الحزب في المناظرات التي جرت خلال الأشهر الفائتة- بالعودة إلى الاتفاق حال احترام #إيران البنود الواردة به.
وكتب السفير الأمريكي السابق في سوريا “روبرت فورد” في مقال رأي بصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية إن بايدن، بحال فوزه في نوفمبر، لن يتمكن من رفع جميع العقوبات المفروضة ضد إيران لأن إلغاء بعض العقوبات يستلزم موافقة الكونغرس.
وذكر فورد أن بايدن «يفضل التوصل لاتفاق دبلوماسي لوقف البرنامج النووي الإيراني»، ونقل عنه تشديده أن «امتلاك إيران أسلحة نووية سيشكّل تهديداً للمصالح الأميركية الحيوية، وسيستخدم القدرة العسكرية الأمريكية إذا لزم الأمر لمنع إيران من إنتاج هذه الأسلحة».
وحول اغتيال زعيم “فيلق القدس” الجنرال الإيراني “قاسم سليماني” قال بايدن في تغريدة «ليس هناك أي أمريكي سيحزن على وفاة قاسم سليماني، إنه يستحق تقديمه للعدالة بسبب جرائمه ضد القوات الأمريكية وآلاف الأبرياء في جميع أنحاء المنطقة»، لكنه انتقد في الوقت ذاته طريقة إصدار أمر القتل عن إدارة ترامب.
إسرائيل
بايدن صوت ديمقراطي بارز دافع خلال حياته المهنية دون تردد عن #إسرائيل في الكونغرس، ومن أقواله المشهورة في هذا الخصوص «لو لم تكن هناك إسرائيل، لكان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تخترع إسرائيل لحماية مصالحنا في المنطقة»، تصريح أدلى به في عام 1986 في قاعة مجلس الشيوخ.
وكانت السنوات الأخيرة قد شهدت تغييراً بسيطاً في اللهجة، نتيجة الشقاق بين إدارة أوباما والحكومة الإسرائيلية بسبب ملف المستوطنات، لكن رغم ذلك، ظل انتقاده خفيفاً، ملقياً دائماً بجزء من اللوم على الفلسطينيين.
وقال بايدن في مقطع فيديو قصير لـ J Street بشهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نقله موقع Middleeasteye «إن الإسرائيليين يستيقظون كل صباح في مواجهة تهديد وجودي من جيرانهم في المنطقة، ويعيشون كل يوم بشجاعة هائلة، ولكنهم قلقون أيضاً، لهذا السبب علينا دائما أن نكون مصرين على أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها» جاء ذلك ضمن تسجيل ندد فيه بسياسة الاستيطان الإسرائيلية.
ويرفض المرشح الديمقراطي مقترحاً من حزبه حول سحب المساعدات العسكرية من إسرائيل، أو جعلها مشروطة، مشدداً على حل الدولتين كـ «حل وحيد مجدي للصراع»، على غرار معظم السياسيين في حزبه.
العراق
صوّت بايدن في 2002 في مجلس الشيوخ لصالح #حرب_العراق، وهو يتحمّل مسؤولة خاصة لكونه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس، فقد ادعى أن التفويض سيوقف الحرب عن طريق دفع “صدام حسين” إلى السماح لمفتشي الأسلحة بالدخول، وهو ما لم يحدث.
وكتب “مايك جيغلو” وهو مراسل موقع Buzzfeed للشرق الأوسط «في حين يتفاخر بايدن بخبرته في السياسة الخارجية باعتبارها من إحدى المميزات التي تؤهله لمنصب الرئيس، يصف خصومه ما حلّ بالعراق على أنه مثال رئيسي على سوء حوكمته».
وندم بايدن على قراره بشأن شن الحرب، واتهم الرئيس “جورج بوش” باستغلال التفويض، وكان المسؤول الأبرز في عهد أوباما عن ملف سحب القوات الأمريكية من #العراق.
ونقل جيغلو عن “أنتوني بلينكن”، مستشار الأمن القومي لبايدن، «إنه الرجل الذي أشرف على تخفيض عدد القوات الأمريكية. في الواقع، فيما يتعلق بالجانب السياسي انخفض عدد القوات من 150 ألف من إلى الصفر تقريباً».
وأدى رحيل القوات الأمريكية إلى خلق فراغ في الحكومة العراقية، وتعزيز حكم طائفي يحمل الولاء لطهران، وفوق ذلك، تحول البلد الذي مزقته الحرب إلى إحياء تنظيم “داعش”، الذي في مرحلة ما استولى على 40 بالمئة من البلد، وهو أمر يحمّل معارضو بايدن السياسي الديمقراطي البارز مسؤوليته، ولو بشكل جزئي.
وتعليقاً على إرسال قوات أمريكية إلى العراق قال بايدن في مناظرة بوقت سابق من هذا العام «حرب العراق أعطت لي خبرة، في وقت يتصاعد فيه التوتر مع إيران، وهو الأمر الذي يعطيني أفضلية للتعامل مع هذا الملف».
لكنه أضاف «يجب ألا نرسل أي شخص إلى أي مكان ما لم تكن المصالح الحيوية للولايات المتحدة على المحك. ولم يكونوا على المحك في العراق. لقد كان تصويتاً خاطئاً»، في إشارة إلى تصويت عام 2002.
وقرر ترامب مؤخراً تخفيض عدد المقاتلين الأمريكيين الموجودين في العراق (هم بضعة آلاف تبقوا بعد سحب القوات الكامل في 2011)، وهو أمر يعارضه بايدن، المنتقد الدائم لسياسة الإدارة الحالية في الشرق الأوسط.
وينوي بايدن إنهاء حظر السفر على المواطنين العراقيين الذي فرضه ترامب ضمن قرار عُرف في الإعلام باسم «قرار منع المسلمين من الدخول» لشمله عدداً من الدول ذات الأغلبية المسلمة.
سوريا
لعب بايدن خلال منصبه كنائب لأوباما دوراً بارزاً في محاولة إقناع أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في أمريكا للتصويت بالموافقة على توجيه ضربة عسكرية لدمشق، لإسقاط حكم بشار #الأسد، وفقاً لشبكة “سكاي نيوز”، وهي ضربة لم تتم بالطبع، رغم تأكيد إدارة أوباما أن الأسد استخدام سلاحاً كيماوياً قرب العاصمة، حيث فضّلت الإدارة لاحقاً «تأجيل» التصويت، غداة إعلان موسكو عن مقترح جديد يقضي بوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية وتدميرها في ما بعد، وهو ما حدث وفق الرواية الحكومية الرسمية في دمشق.
وقال بايدن في كلمة أمام جمعية للمحاربين القدامى في مدينة هيوستن، بعام 2013، حول استهداف الغوطة بالكيماوي «إن لا شك في أن المسؤول عن هذا الاستخدام الشنيع لاسلحة كيماوية في سوريا هو النظام السوري»، مضيفاً: «أولئك الذين يستخدمون أسلحة كيماوية ضد رجال ونساء وأطفال عزّل يجب أن يحاسبوا»، بحسب ما نقلته “فرانس 24”.
وفي عام 2015، وبرد على سؤال من صحيفة “لوموند” الفرنسية حول «ندم أمريكا على عدم التدخل العسكري في سوريا عندما تخطى النظام الخطوط الحمر واستخدم الكيماوي» أجاب نائب الرئيس السابق «أنجزت الولايات المتحدة بالدبلوماسية ما لم يكن ممكنا إنجازه بالضربات العسكرية».
وأتبع موضحاً: «تصفية جميع مخزون السلاح النووي التي كانت أعلنت عنه سوريا. وكان يشكل، أفق بقائه مع النظام السوري الوحشي لدرجة استخدامه او وقوعه بيد إرهابيين تابعين إلى “القاعدة” او “الدولة الاسلامية”، تهديداً لسوريا، وللمنطقة وللعالم. وتم تقليص هذا التهديد في شكل كبير بفضل الاتفاق الذي حصل».
وأضاف «لكن للأسف إن اتفاق في شأن السلاح الكيميائي لا يحل وحده مشاكل #سوريا، التي تعيش تراجيديا إنسانية كبيرة. وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الى خلق الشروط لاتفاق سياسي ينهي هذا الصراع بدعم المعارضة السورية وتسليم اكثر من ثلاث مليارات دولار من المساعدات الانسانية ودعم دول الجوار».
وقدم 51 دبلوماسي/ة في الولايات المتحدة بعام 2016 مذكّرة تعترض على سياسة أوباما في سوريا وتطالب بالتدخل العسكري ضد بشار الأسد، رد عليها بايدن بالقول إن استخدام القوة «ليس أسلوباً صحيحاً» في الملف السوري.
واعترف بايدن في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية العام الماضي أن بشار الأسد «عزز مواقعه في سوريا»، لكنه حمّل الرئيس ترامب مسؤولية ذلك، بعد أن قرر سحب القوات الأمريكية من سوريا، عقب إعلان هزيمة داعش.
وانتقد بايدن قرار سحب القوات الأمريكية في مناطق قوات سوريا الديمقراطية حليفة واشنطن في محاربة داعش، واعتبره «خيانة للحلفاء الأكراد»، وفق تعبيره.
وتعهد بايدن بإبقاء 1000 مقاتل أمريكي في سوريا في حال استلم منصب الرئاسة، كما أكد أنه سيؤمن لهم حماية جوية. وقال إنه «سيفعل كل ما باستطاعته لحماية الأكراد الذين ضحوا بحياتهم في الحرب ضد داعش». وجاء التعهد في بيان صدر الشهر الماضي عقب تقدمه بقوة في السباق الرئاسي ضمن الحزب الديمقراطي.
وذكر بايدن في البيان ذاته أن «المشكلة في سوريا هي حلفاء أمريكا، مثل تركيا، التي دفعت بآلاف المقاتلين الأجانب بما في ذلك أشخاص مرتبطين بتنظيم القاعدة لفعل أي شيء لإسقاط نظام الأسد، ولم تنجح، وتحول ذلك إلى فوضى ودمار تبعه ظهور داعش وانتشار في العالم»، وفق قوله.
ويشمل حظر السفر المفروض حالياً في أمريكا على دول ذات أغلبية مسلمة، سوريا، ما يعني أن المواطنين من حملة الجنسية السورية سيتمكنون مجدداً من القدوم إلى الولايات المتحدة في حال تنفيذ بايدن لعهده بإلغاء القرار.