السيمر / فيينا / السبت 18 . 04 . 2020 — السم الذي تجرعته المرأة “ملاك” ذات الـ20 عاما، في حياتها، هو ذاته الذي أنهى حياتها، اليوم السبت، 18 نيسان/أبريل، بعدما التهم جسدها المحترق ألما وترويعا على يد زوجها في قضية عنف أسري فجع بها المجتمع العراقي في ظل الحجر الوقائي ضد الوباء العالمي.
ولفضت ملاك، بعد 10 أيام من رقودها في إحدى مستشفيات محافظة النجف التي تنتمي إليها، أنفاسها الأخيرة على جهاز التنفس الإصطناعي، فجر اليوم، بعد توقف كلتا كليتيها، مع مشاكل في الرئة، إثر تسمم جلدها بالكامل نتيجة حروق بنسبة 50% في كامل جسدها. وأثارت قضية ملاك حيدر من مواليد 2000، وهي زوجة ثانية، غضبا شعبيا، ونسويا، منذ حادثة احتراقها بمادة من مشتقات النفط، سكبتها على نفسها وأشعلت النار بها، تنديدا بالعنف الجسدي الذي كانت تتعرض له على يد زوجها، وذويه بعد حرمانها من رؤية ذويها لنحو 8 أشهر.
وبعد وفاة ملاك التي عدت قضيتها من قبل الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة، قتلا وليس انتحارا، يرتقب الشارع العراقي، الحكم من القضاء العراقي الذي أعلن توقيف زوجها وإثنين من ذويه على ذمة التحقيق، وسط حملات نسوية شنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي للضغط من أجل تشريع قانون مناهضة العنف الأسري.
وعن الحكم في القضية، تحدث المحامي، حيان الخياط، في تصريح خاص لمراسلة “سبوتنيك” في العراق، اليوم، قائلا ً في حال ثبت عدم إغاثة الفتاة التي أحرقت نفسها، من قبل زوجها أو ذويه، فإن العقوبة تكون الحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر، أو الغرامة التي لا تزيد على مليون دينار.
وأضاف الخياط، بحسب ما اطلعنا عليه من الأخبار الأخيرة للدعوى، أن الفتاة حركت الشكوى ضد زوجها، وثلاثة من عائلته، دون أن يكون هنالك أدلة تثبت صحة كلامها، مما يشير إلى صعوبة الحكم ضدهم في هذه الدعوى.
وتناقل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأنستغرام، وتويتر، تسجيلا مصورا وثقته شقيقة “ملاك” وهي في غيبوبة ولا يربطها في الحياة سوى جهاز التنفس الاصطناعي، في اللحظات الأخيرة ما قبل وفاتها في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وشهد العراق، خلال الـ24 الماضية، مقتل امرأتين أحدهما حامل في محافظة ذي قار، إثر خلافات زوجية أخذت بالتفاقم خلال فترة حظر التجوال المفروض منذ أكثر من شهر في عموم البلاد، منعا لإرتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد – كوفيد 19.
المصدر / سبوتنيك