السيمر / فيينا / الخميس 30 . 04 . 2020 —- تعمل عروبة أمين مستشارة نفسية اجتماعية في مخيم الأزرق للاجئين في الأردن مع سكان المخيم من خلال توفير الدعم الافتراضي خلال الإغلاق الناتج عن كوفيد-19 بالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
أمضت عروبة 11 عاما في توفير الرعاية النفسية والاجتماعية للناجين من الصدمة والعنف، من اللاجئين الهاربين من أهوال الحرب إلى النساء والفتيات الهاربات من الاعتداء والاستغلال الجنسيين. واليوم، ويضاف إلى عملها تهديد جديد: جائحة الفيروس التاجي.
في جميع أنحاء العالم، بينما تطبق الحكومات عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على الحركة، تغلق مراكز النساء والمساحات الآمنة أبوابها – حتى مع تزايد الأدلة على أن العنف القائم على نوع الجنس قد يتزايد.
وتشهد البلدان أيضا تقييد خدمات الصحة الإنجابية حيث يتم تحويل الموارد الحالية إلى خطة الاستجابة للجائحة. وحين تبقى رعاية الصحة الإنجابية متاحة، فإن القيود المفروضة على الحركة والمخاوف من الفيروس تمنع النساء من التماس العناية.
بينما تطبق الحكومات عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على الحركة، تغلق مراكز النساء والمساحات الآمنة أبوابها، حتى مع تزايد الأدلة على أن العنف القائم على نوع الجنس قد يتزايد–صندوق الأمم المتحدة للسكان
والمجتمعات المتضررة من الأزمات الإنسانية معرضة بشكل خاص لهذه الظروف. يعاني الكثيرون بالفعل من الفقر والوصول المحدود إلى الخدمات الصحية. من الصعب تنفيذ تدابير مكافحة العدوى في مخيمات المكتظة بالسكان ذات موارد مائية وصحية محدودة.
وتتفاقم هذه التحديات إلى حد كبير بالنسبة للنساء الحوامل، أو اللواتي يحتجن إلى لوازم تنظيم الأسرة أو الحماية من العنف.
لا مكان للاختباء
في الأردن، حيث تم تأكيد ما يقرب من 400 حالة من كوفيد-19، تم فرض حظر التجول لإبطاء انتقال الفيروس. وقد زاد ذلك من المشقة في مخيم الأزرق، حيث يوجد ما معدل سبعة أشخاص في كل مأوى.
ويقول الصندوق إن أصحاب المتاجر يكافحون من أجل استيراد المواد الغذائية الأساسية. كما أن خيارات سبل العيش قليلة فيما تكافح العائلات التي تواجه خيارات صعبة وهي تحاول توفير الطعام لأفرادها.
تفتقر الكثيرات إلى الخصوصية اللازمة للتحدث عبر الهاتف حول القضايا الحساسة بينما لا تمتلك أخريات هواتف خاصة– صندوق الأمم المتحدة للسكان
ومع تزايد الحياة الاجتماعية على الإنترنت، كذلك يتزايد التحرش الجنسي، وفقا لما سردته إحدى النساء لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وقد تم إغلاق الأماكن الآمنة للنساء والفتيات في المخيم، التي تديرها لجنة الإنقاذ الدولية بدعم من الصندوق.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه السيدة عروبة أمين وزملاؤها لإيجاد وسائل جديدة لتقديم الخدمات للنساء والفتيات المعوزات، تقدم المشورة عبر الهاتف – ولكن تفتقر الكثيرات إلى الخصوصية اللازمة للتحدث عبر الهاتف حول القضايا الحساسة بينما لا تمتلك أخريات هواتف خاصة.
وتوفر عروبة أيضا المساعدة عبر الرسائل النصية وتطبيق WhatsApp.
“لقد راسلتني إحدى النساء على رقم WhatsApp المخصص، قائلة “أنا بخير الآن، لأنني أعرف أنك موجودة لأجلي في حال احتجك”. هذا يعني كل شيء بالنسبة لي، قالت عروبة.
خلال الجائحة، تتفاقم التحديات التي تواجه النساء والفتيات المعرضات للخطر في البيئات الإنسانية، بما في ذلك بالنسبة النساء الحوامل.
الموارد الحيوية
في الحالات الإنسانية، يتزايد تعرض النساء للعنف والاستغلال. وحتى قبل الجائحة، تموت مئات النساء والفتيات في الأوضاع الإنسانية والهشة كل يوم بسبب مضاعفات الحمل والولادة. الآن، مع إجهاد النظم الصحية وخدمات الحماية بسبب كوفيد-19، فإن ظروف النساء ستتفاقم.
وقد دعا صندوق الأمم المتحدة للسكان على وجه السرعة إلى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية العالمية كوفيد-19، مطالبا ب 120 مليون دولار للصندوق لضمان صحة وسلامة النساء والفتيات المتضررات من الأزمات الإنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، ناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان 67.5 مليون دولار لدعم جهود التأهب لجائحة خلال شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل.
وسيخصص هذا المبلغ – ومجموعه 187.5 مليون دولار – من بين أمور أخرى، لتعزيز النظم الصحية وضمان استمرارية الخدمات للناجين من العنف القائم على نوع الجنس. وهو منفصل عن التمويل الإنساني اللازم لدعم الصندوق المستمر للبلدان المتضررة من الأزمات.
بالنسبة لكل من النداء الإنساني لصندوق الأمم المتحدة للسكان وخطة الاستجابة كوفيد-19، هناك حاجة إلى أموال مرنة لضمان استجابة ذكية مع تطور الظروف على أرض الواقع.
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالفعل على تكثيف الجهود للتصدي للجائحة في الأوضاع الإنسانية الصعبة، بما في ذلك في وسط غرب سوريا. وفي ظل حظر التجول أيضا، يقوم العاملون في مجال التوعية برفع مستوى الوعي بالجائحة وتدابير مكافحة العدوى وحقوق المرأة.
وقالت غدير محمد إبراهيم قارة بولاد، مديرة مشروع تنمية المرأة في الجمعية الخيرية الإسلامية بحمص، إنها معركة شاقة، مضيفة أن “غالبية العائلات التي نزورها فقيرة للغاية ولا يمكنها حتى شراء المعقمات”.
وقد شهدت غدير أيضا عنفا قائما على النوع الاجتماعي واسع النطاق وتخشى كثيرا من أن يتفاقم.
وأوضحت قائلا: “خلال زياراتي الميدانية، رأيت امرأة تتعرض للضرب على يد زوجها أثناء حظر التجول. أعتقد أن النسبة المئوية للعنف القائم على نوع الجنس ستزداد وتزداد بشكل كبير”.
اعلام الامم المتحدة / المنشورات المستعجله