السيمر / فيينا / السبت 23 . 05 . 2020 — حصلت “سكاي نيوز” البريطانية، الأربعاء، على آلاف الوثائق التي تكشف معلومات شخصية عن 22 ألف مسلح من تنظيم داعش المتشدد، تم تسريبها من منشق عن التنظيم، الأمر الذي يشكل مادة دسمة لأجهزة الاستخبارات الغربية، التي يمكن أن تكشف عن معلومات لم تكن متاحة لهم من قبل.
أهمية الوثائق أنها تشكل ما يشبه الصندوق الأسود في الطائرات، ذلك أنها تكشف تفاصيل مهمة بشأن عناصر التنظيم، وإلى أي البلدان ينتمون، حيث أظهرت أن الغالبية العظمى منهم تنتمي إلى 51 دولة، بينها بريطانيا والولايات المتحدة وكندا، عدا دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتضمنت الوثائق أسماء وأرقام هواتف وكنيات (أسماء حركية) لـ22 ألف شخص من المنضمين إلى التنظيم، بالإضافة إلى صلاتهم العائلية، كما كشفت عن هويات عدد من المقاتلين في صفوف داعش لم تكن معروفة سابقا في بريطانيا وشمالي أوروبا، وكثير من دول الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا والولايات المتحدة وكندا.
وتشير الوثائق، التي حصلت عليها سكاي بواسطة “ذاكرة كمبيوتر محمولة” (فلاش ميموري)، تمت سرقتها من رئيس شرطة الأمن الداخلي في داعش، المناط بها حماية الأسرار الأساسية والمهمة للتنظيم، إلى عبور العديد من مسلحي التنظيم سلسلة “نقاط ساخنة” مثل اليمن والسودان وتونس وليبيا وباكستان وأفغانستان في أوقات مختلفة من مسيرة التحاقهم بالتنظيم.
كما كشف ملف عثر عليه ضمن الوثائق، يحمل اسم “الشهداء”، عن هويات المنضمين إلى التنظيم الذين يرغبون في تنفيذ هجمات انتحارية، وقد تم تدريبهم للقيام بهذه المهمة.
وتبين أن بعض أرقام الهواتف في القائمة لا تزال مستخدمة بالفعل، كما يعتقد أن كثيرا منها يخص أفرادا في تنظيم داعش، فضلا عن أخرى تعود إلى ذويهم.
وسرق هذه البيانات أحد أفراد داعش، كان ينتمي بالأصل إلى الجيش السوري الحر، ويطلق على نفسه اسم أبو حامد، الذي قال إن ما رآه داخل التنظيم دفعه إلى الرحيل عنه.
يشار إلى أن كثيرا من التقارير الغربية اعتمدت على التقديرات في تحديد أفراد التنظيم والدول التي ينتمون أليها، وهي أرقام ليست مؤكدة، لكنها تقريبية.
إنفوغرافيك وثائق داعش
الداعشيون الأجانب
فقد أظهرت التقديرات الأولية أن هناك 1300 عنصر من داعش قدموا من فرنسا، بينما جاء من روسيا 800 عنصر، ومن الشيشان 186 عنصرا، بينما بلغ عدد البريطانيين، بحسب تلك التقديرات حوالي 700 عنصر.
وتتساوي التقديرات بشأن عدد عناصر التنظيم من كل من ألمانيا وتركيا، فيما تشير إلى أن نحو 270 أستراليا التحقوا بداعش، و250 من بلجيكا، و150 شخصا التحقوا بالتنظيم من كل من كازاخستان والولايات المتحدة والسويد و120 من هولندا و100 من كل من إسبانيا والدنمارك وكندا، بالإضافة إلى المئات من دول أوروبية أخرى.
الداعشيون العرب
أما من الدول العربية، فتشير التقديرات إلى أن كثيرا ممن التحق بالتنظيم جاؤوا من تونس والأردن والسعودية والمغرب.
وتشير التقديرات إلى أن 3000 تونسي التحقوا بالتنظيم، و2500 سعودي وحوالي 2000 من الأردن و1500 من المغرب و890 من لبنان.
أما من ليبيا، حيث ينتشر التنظيم في عدد من مناطق البلاد، فتشير التقديرات إلى أن عدد من التحق منهم بالتنظيم في سوريا والعراق يقدر بنحو 556، مقابل 360 مصريا و247 عراقيا و200 جزائري و114 فلسطينيا و71 كويتيا و70 قطريا.
ثروة داعش
وتفيد تقارير استخباراتية أن ثروة داعش تقدر بنحو 2.9 مليار دولار، يحصل عليها التنظيم بطرق عدة، لكن أبرز عوائده في الوقت الحالي هي النفط والغاز الطبيعي.
ووفقا للتقارير فإن عوائد التنظيم موزعة على النحو التالي، 38 في المئة من النفط، أي ما يعادل 1.095 مليار دولار، و17 في المئة من الغاز الطبيعي (489 مليون دولار) في حين يشكل الفوسفات ومنتجاته نحو 10 في المئة من عوائد التنظيم، أي 300 مليون دولار.
ويحصل التنظيم على عوائد أخرى مثل الضرائب التي تشكل 12 في المئة من عوائده (360 مليون دولار) وكذلك من الإسمنت الذي يشكل 10 في المئة (292 مليون دولار)، في حين تشكل الزراعة، وخصوصا القمح، 7 في المئة، أي نحو 200 مليون دولار.
وهناك سبل أخرى مثل الاختطاف والفدى تشكل ما نسبته 4 في المئة من عوائده، وتقدر بنحو 120 مليون دولار، بينما يحصل على 50 مليون دولار على شكل هبات ومنح من أفراد، ويشكل هذا المبلغ نسبة 2 في المئة من عوائده.
المصدر / سكاي نيوز عربي